ما هو حكم برد الأسنان في الاسلام

حكم برد الأسنان

حكم برد الأسنان، هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ تغيير خلق الله -عزَّ وجلَّ- محرمٌ في الشريعة الإسلامية، بدليل قوله تعالى: {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا}،[1] لكن هل كلُّ تغييرٍ لخلق الله يعدُّ من المحرمات، أم أنَّ هناكَ ضابطًا لتغيير خلق الله؟ وما حكم برد الأسنان؟ وما حكم تقويمِ الأسنان، كلُّ ذلك سيتمُّ تناوله في هذا المقال، وفيما يأتي ذلك:

حكم برد الأسنان

يختلف حكم برد الأسنان باختلاف السبب الذي دفع المسلم لذلك، فمن قام بهذا الفعل استزادةً في الجمال والحسن فهو حرام ودليل ذلك ما رُوي عن ابن مسعودٍ -رضي الله عنه وأرضاه- حيث قال: ” لَعَنَ اللَّهُ الواشِماتِ والمُسْتَوْشِماتِ، والمُتَنَمِّصاتِ والمُتَفَلِّجاتِ لِلْحُسْنِ، المُغَيِّراتِ خَلْقَ اللَّهِ ما لي لا ألْعَنُ مَن لَعَنَهُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو في كِتابِ اللَّهِ”[2] أمَّا إن كان برد الأسنان للعلاج أو لإزالة عيبٍ فهو جائزٌ في الشريعة الإسلامية.[3]

شاهد أيضًا: هل التاتو المؤقت حرام

حكم تقويم الأسنان أو تركيبها

بعد الحديث عن حكم برد الأسنان، سيتمُّ الحديث عن تقويمها وتركيبها، وإنَّ الأصل في ما تغيير ما خلقه الله -عزَّ وجلَّ- في الإنسان هو المنع، ودليل ذلك قوله تعالى: {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ}،[4] ووجه الدلالة من الآية الكريمة أنَّ  تغيير خلق الله من المحرمات التي قد يسوِّلها الشيطان للعصاة من بني آدم، لكن يستثنى من هذا الأصل بعض الحالات التي دلت القواعد العامة للشريعة على إباحتها للضرورة أو الحاجة، وبناءً على ذلك يُمكن القول أنَّ تركيب الأسنان يعدُّ من الأمور الجائزة في الشريعة الإسلامية، بدلي ما رُوي عن عرفجة بن أسعد -رضي الله عنه- أنَّه قال: “أُصيبَ أنفي يومَ الكِلابِ في الجاهليَّةِ فاتَّخَذتُ أنفًا من ورِقٍ فأنتنَ عليَّ ، فأمرَني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أن أتَّخِذَ أنفًا من ذَهَبٍ”،[5] ووجه الدلالة أنَّ أمر رسول الله لعرجفة باتخاذ أنفٍ بديلٍ عن أنفه الأصلي دليلٌ على جواز تركيب أسنانٍ بديلة عن الأسنان الأصلية، أمَّا حكم تقويم الأسنان فهو كذلك جائزٌ إن كان بها تشوه.[6]

شاهد أيضًا: حكم المايكروبليدنج للحواجب ابن عثيمين

ضابط تغيير خلق الله

اجتهد أهل العلم في وضع ضابط للمذموم وغير المذموم من تغيير خلق الله، وفيما يأتي بيان ذلك:[7]

  • كل ما جاء في النصوص الشرعية منعه فهو ممنوع ولا يبحث له عن علة أو سبب زيادة على النص الوارد، كالنمص والوشم ونحوه، وكل ما جاء في النص الشرعي جوازه أو مشروعيته حتى لو كان تغييرا فهو جائز أو مشروع على حسب ما جاء في النص، كالختان وقص الأظافر وحلق العانة ونحوه.
  •  التغيير الذي لم يرد الحديث عنه بخصوصه في النصوص الشرعية فهو بين أحد أمرين: إما أن يكون تغييرا حقيقيا أو تغييرا ظاهريا، فإن كان التغيير حقيقيا فهو أيضا ممنوع لعموم الأدلة القاضية بمنع تغيير خلق الله كحلق اللحية، وإن كان التغيير ظاهريا فإن كان بحيث يلتبس أمره على الناظر إليه ويظنه حقيقيا فهو لاحق بالتغيير الحقيقي ، كمن يصبغ شعره بالسواد.
  • أن يكون التغيير ناتجا عن التدخل الخارجي عن جسم الإنسان، فإذا كان التغيير ناتجا عن أجهزة الجسم عن طريق تنشيط بعض الغدد أو تحفيزها، باستخدام بعض الأدوية التي تساعد بعض أجهزة الجسم أو خلاياه على القيام بوظائفها المعتادة على النحو المعروف، فإن التغيير الناتج عن عمل هذه الأجهزة أو الخلايا أو الغدد بعد تنشيطها لتؤدي وظائفها المعهودة فإن هذا لا يعد داخلا في التغيير المنهي عنه .

شاهد أيضًا: حكم إزالة الشعر بين الحاجبين حكم تشقير الحواجب

حكم برد الأسنان، مقال تمَّ في الحديث عن بعض الأحكام المتعلقة بالأسنان، مثل بردها وتركيبها وتقويمها، ثمَّ تمَّ في الختام الحديث عن ضوابط تغيير خلق الله؛ حيث تمَّ بيان ما يجوز منها وما لا يجوز.

المراجع

  1. ^ النساء: 119
  2. ^ صحيح البخاري، البخاري، عبدالله بن مسعود، 5943، حديث صحيح
  3. ^ islamqa.info , حكم برد الأسنان , 27-2-2021
  4. ^ النساء: 119
  5. ^ صحيح الترمذي، الألباني، عرجفة بن الأسعد، 1770، حديث حسن
  6. ^ islamweb.net , حكم تقويم الأسنان وتركيب الأسنان الاصطناعية , 27-2-2021
  7. ^ islamweb.net , ضابط التغيير لخلق الله المذموم منه وغير المذموم , 27-2-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *