حكم تعبيد الاسماء لله .. وحكم تعبيد الاسماء لغير الله

حكم تعبيد الاسماء لله

ما هو حكم تعبيد الأسماء لله ؟ وحكم التسمية بأسماء الأنبياء والصالحين؟ أسئلة كثيرة يطرحها المسلمون ويبحثون عن إجاباتهم عندما يرزقهم الله -سبحانه وتعالى- بمولود جديد ويرغبون بتسميته، فموضوع التسمية هو موضوع مهّم ولا يجب إغفاله وعدم الاهتمام به، وفي هذا المقال سنجيب عن سنوضّح حكم تعبيد الأسماء لله، ونبيّن مدى أهمية الأسماء في الإسلام.

تسمية المولود

اعتنى الإسلام بقضية الأسماء وحضّ على اختيار أفضل الأسماء وأحسنها وإطلاقها على المواليد الجدد، وقد كشفت الدراسات النفسية الحديثة أنّ للاسم أثر واضح في شخصية صاحبه وطباعه، وهذا ما علمه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قبل أن تحصل هذه الدراسات بقرون؛ حيث دلّت كثير من الأحاديث الصحيحة أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد غيّر أسماء صحابة عدّة، واختار لهم اسمًا حسنًا يليق بهم، وكان سبب التغيير إمّا لسوء معنى الاسم أو لمخالفته الشريعة الإسلامية.[1]

كما وردت أحاديث أخرى تحضّ على تسمية المولود بأسماء معيّنة وتنهى عن أخرى، فالاسم هو رمز للإنسان وعنوان له، وقد قيل أنّه مشتق من الوسم أي العلامة، وقيل أيضًا أنّه مشتق من السمو والرفعة، ويمكن الجمع بين هذين الاشتقاقين؛ لأنّ الاسم هو علامة على صاحبه ورفعة له، إن كان حسنًا وذا معنى جيّد، أمّا إن كان قبيحًا وسيئ المعنى فيُسبب لصاحبه الخجل والإحراج، ومن الواجب على الأهل الإحسان في اختيار الاسم فهو أول حق للإنسان على والديه.[1]

حكم تعبيد الاسماء لله

أحكام تسمية المولود ومنها حكم تعبيد الأسماء لله، من الأحكام التي يجب أن تنتشر بين الناس وأن يسألوا عنها ويعرفوا إجاباتها لما ذلك من أهمية شرعية، وقد تطرّق علماء الإسلام لهذه المسألة وفصّلوا فيها وذكروا الأحاديث المختّصة بهذا الشأن وعلّقوا عليها، واجتهدوا واستنبطوا أحكامًا متعلّقة بحكم تعبيد الاسماء لله، وفيما يأتي بيان لخير الأسماء وأحبها إلى الله.

أحب الاسماء إلى الله

إنّ أحبّ الأسماء إلى الله تعالى اسم “عبد الله” و “عبد الرحمن”، والدليل قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنَّ أحَبَّ أسْمائِكُمْ إلى اللهِ عبدُ اللهِ وعَبْدُ الرَّحْمَنِ”،[2] وهذا حديثٌ صحيح قد ورد في صحيح مسلم، ويدلّ على أفضلية هذين الاسمين ويُقاس عليه ما شابههما، وقد أطلق رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على ابن عمّه العباس اسم “عبد الله” وقد كان -رضي الله عنه- من الصحابة الأجلّاء وبحرًا في العلم والفهم، كما أنّ اسم عبد الله هو الاسم الذي أطلق على أوّل مولود في الإسلام بعد الهجرة وهو عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، وقد حمل نحو من 300 شخص من الصحابة الكرام هذا الاسم العظيم.[1]

حكم تعبيد الاسماء لله

بعد بيان ما هي أحب الأسماء إلى الله تعالى يتبيّن حكم تعبيد الأسماء لله، وهو الجواز والاستحباب، فاسم “عبد الله” و “عبد الرحمن” قد ذُكرا بشكلٍ صريح في الحديث السابق، ويُقاس عليهما كل الأسماء المعبّدة لأسماء الله الحسنى، كعبد العزيز وعبد الخالق، ومن الأسماء المستحبّة في الإسلام، أسماء الأنبياء والرسل؛ لأنّ التسمية بأسمائهم تُذكّر بهم وتوضّح علو مرتبتهم فهم خير البشر وصفوة الخلق، وقد انتشر بين الناس حديث “خير الأسماء ما عبّد وحمّد” وهو حديث لا يصح وحكم العلماء بوضعه، إلّا أنّ معناه صحيح ومتوافق مع أحكام التسمية في الإسلام.[1]

وفي تعبيد الأسماء لله تعالى فوائد جليلة، ومنها إشعار صاحبها بالعبودية لله تعالى، وكمال الانقياه والخضوع له وحده، فيسشتعر معنى هذه العبودية وتسمو نفسه بهذا الشرف العظيم، في كونه عبدًا لله وحده، فيكون هذا حافزًا له على الطاعة وأداء حقّ الله، كما يبعده عن الكبْر والغرور والتعالي على خلق الله،[3] ومن القضايا المهمّة المتعلّقة بحكم تعبيد الأسماء لله، وجوب التأكد من كون الاسم ثابت أنّه من أسماء الله الحسنى أم لا، فالكثير من الأسماء مشهورة ومنتشرة على أنّها اسمٌ لله تعالى، وعند السؤال والبحث يتضّح عدم صحّة ذلك، ومن الأسماء التي تندرج في هذا السياق: “عبد الستّار، عبد المقصود، عبد الموجود”، وغيرها كثير.[4]

حكم تعبيد الاسماء لغير الله

بيّن العلماء حرمة تعبيد الأسماء لغير الله وبيّنوا أنّ من حمل اسمًا معبّد لاسم يُظن أنّه من أسماء الله كعبد المطلوب ثمّ تبيّن أنّه ليس اسمًا لله فيجب عليه تغييره، فأسماء الله تعالى توقيفية، ويقتصر فيها على ما جاء في القرآن الكريم وثبت في السنة النبوية،[4] وقد غيّر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كثيرًا من أسماء الصحابة المعبّدة لغير الله تعالى كعبد العُزّى وعبد الحارث وعبد شمس،[1] وفيما يأتي جملة من الأسماء المعبّدة لغير الله والتي يحرم التسمّي بها وإطلاقها على المواليد الجدد:[3]

  • عبد الكعبة.
  • عبد الرسول.
  • عبد الحسين.
  • عبد علي.
  • غلام الرسول لأنّه بمعنى عبد الرسول.
  • غلام أحمد لأنّه بمعنى عبد أحمد.

وبهذا نكون قد ذكرنا بعض الأحكام الشرعية المختّصة بتسمية المولود في الإسلام، وبيّنا ما هي أحب الأسماء إلى الله تعالى وأفضلها في الشريعة الإسلامية، وفصلّنا في حكم تعبيد الأسماء لله، وذكرنا أمثلة على ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *