حكم تقديم المؤذن الشهادتين على التكبير
جدول المحتويات
حكم تقديم المؤذن الشهادتين على التكبير هو الموضوع الذي سيتم تناوله في هذا المقال، يعد الأذان من الأمور الهامة التي بدأ بتشريعها الإسلام لما لها من أهمية كبرى في إظهار شعيرة من شعائر المسلمين، فالأذان بَدء تشريعه في السنة الأولى للهجرة النبوية، وهو فرضُ كفاية في حق الرجال؛ فإذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين، فلا يجوز تعطيله.
معنى الأذان وصيغته
لابدّ لنا أولًا من فهم معنى الأذان ومعرفة صياغته، لمعرفة حكم تقديم المؤذن الشهادتين على التكبير.
- معنى الأذان: لغة: الإعلام، بدليل قوله تعالى: (وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)[1] أي إعلام، وأما اصطلاحًا: فهو ذكر مخصوص يُعلم به دخول وقت الصلاة المفروضة.[2]
- صيغة الأذان: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداَ رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، ونضيف في أذان الفجر: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، بعد قوله: على الفلاح الثانية.[3]
شروط صحة الأذان
لنستطيع الإجابة عن حكم تقديم المؤذن الشهادتين على التكبير، يجب أن نوضح شروط صحة الأذان وهي مايلي:[4]
- دخول الوقت؛ لأنه إعلام بالوقت فلا يصح قبله.
- أن يكون باللغة العربية إن كان هناك من يتقن العربية، ويصح للأعجمي أن يؤذن لنفسه بلغته إن لم يحسن العربية حتى يتعلمها.
- الترتيب والموالاة.
- أن يسمع نفسه إن كان منفرداً، وأن يسمع بعض الجماعة إن كان في جماعة.
- أن يكون المؤذن رجلًا مسلمًا عاقلًا، فلا يصح أذان المرأة ولا المجنون ولا الكافر.
حكم تقديم المؤذن الشهادتين على التكبير
ومما سبق بينّا أن هناك صيغة محددة للأذان تبدأ بالتكبير أولًا، ثم تليها الشهادتين وأن هناك شروط لصحة الأذان، فلا يجوز للمسلم أن يخالف تلك الشروط لكي يحافظ على صحة الأذان، فعندما يقوم المؤذن بتقديم الشهادتين على التكبير يكون قد أخل بأحد شروط صحة الأذان، وهو الترتيب والموالاة فحكم تقديم المؤذن الشهادتين على التكبير لايجوز، وينبغي لأهل المسجد أن ينبهوا المؤذن على خطئه حتى يصحح ألفاظه، فإذا لم يفعلوا واستمر المؤذن على هذا الخطأ، فيجب عليه أن يعد الأذان.[5]
ما يقال عند سماع الأذان
لابدّ للمسلم عندما يسمع الأذان أن يهدء وينصت الى الأذان؛ لأنها من الأمور التي تقرب المسلم الى الله عز وجل، وأن يردد الأذكار، التي وردت في السنة النبوية، وفيما يلي مجموعة من الأمور التي يستحب للمسلم قولها عند سماع الأذان:
- أن يقول المسلم مثلما يقول المؤذن إلا عند قول المؤذن حي على الصلاة و حي على الفلاح فيقول المستمع: لا حول ولا قوة إلا بالله لقول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ( إِذا سمِعْتُمُ النِّداءَ، فَقُولُوا كَما يقُولُ المُؤذِّنُ).[6]
- قال رسول الله-صلَّى الله عليه وسلَّم-: (مَنْ قَال حِينَ يسْمعُ المُؤذِّنَ: أَشْهَد أَنْ لا إِله إِلاَّ اللَّه وحْدهُ لا شَريك لهُ، وَأَنَّ مُحمَّداً عبْدُهُ وَرسُولُهُ، رضِيتُ بِاللَّهِ ربًّا، وبمُحَمَّدٍ رَسُولاً، وبالإِسْلامِ دِينًا، غُفِر لَهُ ذَنْبُهُ).[7]
- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد انتهاء المتابعة ويفضَّل الصلاة الإبراهيمية التي تقال في الصلاة لقول رسول الله-صلَّى الله عليه وسلَّم-: ( إِذا سمِعْتُمُ النِّداءَ فَقُولُوا مِثْلَ ما يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا علَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى علَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ بِهَا عشْراً).[8]
- قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-:( من قَال حِين يسْمعُ النِّداءَ : اللَّهُمَّ رَبَّ هذِهِ الدَّعوةِ التَّامَّةِ ، والصَّلاةِ الْقَائِمةِ، آت مُحَمَّداً الْوسِيلَةَ، والْفَضَيِلَة، وابْعثْهُ مقَامًا محْمُوداً الَّذي وعَدْتَه، حلَّتْ لَهُ شَفَاعتي يوْم الْقِيامِة ).[9]
- الدعاء بين الأذان والإقامة، فقد ثبت أنه لا يُرَدُّ لقول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (الدُّعَاءُ لَا يُرَدُّ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ).[10]
فيما سبق بينّا حكم تقديم المؤذن الشهادتين على التكبير بأنه لايجوز، وبذلك يكون قد خالف أحد شروط صحة الأذان وهو الترتيب والموالاة، وأوضحنا صيغة ومعنى الأذان لغة واصطلاحًا، ومايستحب على المسلم قوله عند سماع الأذان.