حكم قراءة القران للجنب

حكم قراءة القران للجنب هو موضوع المقال، ولكن قبل الخوض في ذلك لا بدّ من التعريف بالقرآن الكريم، وهو كلام الخالق سبحانه والمنزل على النبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وهو أحد الكتب السماويّة التي نزلت على الرسل لتخرج النّاس من الظلمات إلى النور.[1]

فضل قراءة القرآن

قبل الخوض في حكم قراءة القران للجنب لا بدّ من الخوض في الحديث عن فضل قراءة القران، فلولا أنّ فضائله عظيمةٌ وكثيرة، لما أخذ البعض يسأل عن حكم قراءة القران للجنب ، فتلاوة القرآن تعدّ من أفضل الأعمال وأعظم القربات إلى المولى عزّ وجلّ، حيث يشرع لكلّ امرءٍ أن يكثر من قراءة القرآن الكريم، ففيه الخير الوفير والهداية إلى الصراط المستقيم، قال تعالى في سورة الإسراء: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}،[2] وكذلك أخبر النبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم أنّ القرآن الكريم يأتي يوم القيامة شفيعاً لصاحبه، عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ”،[3] والكثير الكثير من الفضائل التي تكاد لا تنتهي لتلاوة القرآن.[4]

حكم قراءة القران للجنب

بعد الخوض في التعريف بماهيّة القرآن الكريم وبيان فضل تلاوته، لا بدّ من بيان حكم قراءة القران للجنب ، وعلى ذلك فقد أجمع أهل العلم من المذاهب الأربعة بعد جواز قراءة القرآن للجنب، وذلك التحريم يشمل حتّى عدم لمسه للمصحف الشريف، وكذلك أشار الإمام الترمذيّ رحمه الله إلى أنّ هذا التحريم هو قول أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وقد وردت بعض الأحاديث النبويّة الشريفة التي تحرم ذلك، ولكن هذه الأحاديث لا تخلو من الضعف، ومنها:[5]

• عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: “انَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يخرجُ منَ الخلاءِ فيقرأُ القرآنَ ويأكلُ معَنا اللَّحمَ ، ولَم يَكُن يحجبُهُ عنِ القرآنِ شيءٌ ليسَ الجَنابةَ“.[6]
• وكذلك روى عبيد الله بن خليفة أبو الغريف الهمداني قال: “كنا مع عليّ في الرحبةِ فخرجَ إلى أقصَى الرحبةِ فوالله ما أدري أبوْلا أحدثَ أو غائطا ثم جاءَ فدعا بكوزٍ من ماءٍ فغسلَ كفيهِ ثم قبضهما إليه ثم قرأَ صدرا من القرآنِ ثم قالَ أقرءوا القرآنَ ما لم يصبْ أحدكُم جنابةٌ فإن أصابتهُ جنابةٌ فلا ولا حرفا واحد“.[7]

هل يجوز للجنب ذكر الله

وكذلك قد يتساءل المرء بعد بيان الحكم الشرعيّ عن أهل العلم لقراءة المرء للقرآن إن كان جنبًا على أنّه لا يجوز، فيما إذا كان ذلك التحريم يشمل ذكر الله والدعاء؟ وعلى ذلك فقد بيّن أهل العلم جواز الدعاء وذكر الله سبحانه للمرء الجنب، حتّى لو كانت الأذكار هي أذكار الصباح أو المساء أو النوم وغيرها، وكان ذلك استنادًا لما روته السيّدة عائشة -رضي الله عنها- حينما قالت: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يذكرُ اللهَ على كلِّ أحيانِه“،[8] ولكن من المستحبّ للجنب أن يغسل فرجه ويتوضأ قبل نومه، والله ورسوله أعلم.[9]

حكم قراءة القرآن بغير طهارة

إنّ حكم قراءة القرآن بغير طهارة هو أمرٌ جائزٌ في الشريعة الإسلاميّة، ولكن على شرط أن لا يكون المرء على جنابة، فقد تمّ بيان حكم قراءة القران للجنب على أنّه أمر محرّم، والجائز بغير الطهارة هو قراءة القرآن عن ظهر قلب ليس إلّا، وأمّا تلاوته من المصحف فهو أنّ لمس المصحف لا يجوز من غير طهارة، وذلك ما ثبت عن النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- حينما قال: “لا تمسَّ القرآنُ إلا وأنتَ طاهرٌ“،[10] هذا والله ورسوله أعلم.[11]

حكم قراءة القران للجنب مقالٌ فيه تمّ التعريف بالقرآن الكريم وفضل تلاوته للمسلمين، كما تمّ بيان حرمة قراءة القرآن وتلاوته للجنب، وجواز ذكر الله والدعاء للجنب، قبل أن يتمّ بيان حكم قراءة القرآن الكريم بغير طهارة.