حكم قول كل عام وانت بخير

حكم قول كل عام وانت بخير

حكم قول كل عام وانت بخير ، من الأحكام الهامة الذي سيتم التعرف عليه في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أننا في موسم عيد، والفرحة فيه واجبة في الشريعة الإسلامية، ومن مراسم الفرح قول كل عام وأنت بخير، وتوزيع الهدايا والحلوى وصلة الرحم ولبس الجديد وغيرها من الأمور المباحة شرعًا، وفيما يأتي بيان هذا الحكم بالإضافة إلى غيره من الأحكام.

حكم قول كل عام وانت بخير

إن حكم قول كل عام وانت بخير جائز إذا كان المقصود منه الدعاء بالخير، فإن أصل هذه التهنئة تعود إلى الكفار، ولكن الأفضل أن يقتدي المسلم بعمل الصحابة رضي الله عنهم جميعًا، حيث كان أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم إذا رجعوا ـ أي من صلاة العيد ـ يقول بعضهم لبعض: (تقبل الله منا ومنكم)، تهنئة العيد مباحة ، وليس لها تهنئة معينة، بل ما اعتاد الناس عليه جائز إلا إذا كان معصية. وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله: ما هي صيغة تهنئة عيد الأضحى؟ ماذا نقول في عيد الأضحى؟ فأجاب رحمه الله: (ما من صيغة معروفة لهذا ، فإن دعا إليه يقول: تقبل الله منا ومنك، أو بارك الله في عيدك أو عيدك مبارك، أو جعل الله عيدكم مباركا سواء كان عيد الأضحى أو عيد الفطر معا وهكذا في الحج يكون حجك مقبولاً تقبل الله منك عمرة مقبولة تقبل الله منك كل هذا. وما شابه ذلك يكفي).[1]

حكم قول كل عام وأنت بخير في يوم الميلاد

لايجوز إقامة أعياد الميلاد الشخصية أو الاحتفال بها، ولا الاشتراك فيها والتهنئة بمناسبتها لأن هذا يأتي من التعاون على الإثم والعدوان ، وقد ذكر الله أن من صفات عباد الرحمن أنهم سورة الفرقان ، الآية 72 أنهم لا يشهدون الزور، أي أنهم لا يشهدون حضور أعياد الكفار، كما جاء في تفسير هذه الآية الكريمة ، سواء سميت أعيادًا أو أيامًا أو مناسبات، فلا تتغير الأسماء المتعلقة بأعياد المسلمين فمن المعلم أن للمسلم عيدين فقط: عيد الفطر وعيد الأضحى والظاهر وجوب ترك هذه البدع، وقال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : “كُلّ مَن أقام عِيداً لأي مناسبة ، سواء كانت هذه المناسبة انتصاراً للمسلمين في عهد النبي عليه الصلاة والسلام ، أو انتصاراً لهم فيما بعد، أو انتصار قومية فإنه مبتدع ، وقد قَدِمَ النبي عليه الصلاة والسلام المدينة فَوَجد للأنصار عيدين يَلعبون فيهما فقال: “إن الله قد أبْدَلَكم بِخَير منهما عيد الفطر وعيد الأضحى”، مِمَّا يَدُلّ على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يحب أن تُحْدِث أمَّته أعياداً سوى الأعياد الشرعية التي شرعها الله عز وجل”.

شاهد أيضًا: حكم التكبير الجماعي في العيد عند المالكية

هل يجوز قول كل عام وأنتم بخير في رمضان

يجوز قول ذلك عند حلول شهر رمضان المبارك، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يبشرون بالخير عند قدوم رمضان ولكن كانوا يلزمون الدعواء وليس هذه العبارة بعينها، وبينا سابقًا أن أصل هذه التهنئة ليست من المسلمين، لذلك سيتم فيما يأتي بيان بعض الأدعية التي يمكن للعبد المسلم أن يستعين بها عند حلول الشهر المبارك:

  • اللهمّ يا أرحم الرّاحمين، يا رب اهدني إلى الصّراط المستقيم، ووفقني إلى كلّ ما تحبّه وترضاه، وأبعدني عن سبل الشّياطين. وعن كلّ ما يسوؤني في ديني ودنياي والحمد لله ربّ العالمين.
  • كذلك اللهمّ أهلّه عليه بالأمن والإيمان والسّلامة والإسلام، وأهلّه علينا بالمغفرة والرّحمة والرّضوان، يا أكرم الأكرمين.
  • روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- في حديثٍ ضعيف: “كانَ إذا دخلَ رجبٌ قال : اللهمَّ بارِكْ لنا في رجبٍ و شعبانَ، و بلِّغْنا رمضانَ وكانَ إذا كانتْ ليلةُ الجمعةِ قال : هذه ليلةٌ غراءُ، و يومٌ أزهرُ”.
  • اللهم بلغنا رمضان غير فاقدين ولا مفقودين، اللهم إنا لك نعبد ولك نركع ونسجد، وإياك ندعو ونحمد، آمنا بك، نرجو رحمتك، ونخشى عذابك، إن عذابك كان مَحْذُورا، اللهم يا فارق الفرقان ومنزل القرآن، خالق الإنسان، عالم السر والإعلان.

حكم التهنئة بالعيد

إن حكم التهنئة بالعيد من الأحكام الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال ابن قدامه رحمه الله: “وذكر ابن عقيل في تهنئة العيد أحاديث منها أن محمد بن زياد قال : كنت مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا إذا رجعوا من العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك”، فمن المعلوم أن العيد هو شعيرة من شعائر الإسلام وقد جاء فضله في السنة النبوية الشريفة ومنه: عن أمِّ عطية أنَّها قالت: “أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَنْ نُخْرِجَهُنَّ في الفِطْرِ وَالأضْحَى، العَوَاتِقَ، وَالْحُيَّضَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ، فأمَّا الحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلَاةَ، وَيَشْهَدْنَ الخَيْرَ، وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إحْدَانَا لا يَكونُ لَهَا جِلْبَابٌ، قالَ: لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِن جِلْبَابِهَا”.

صيغة التهنئة بالعيد

جعل الله العيد من المناسبات المباركة التي يلتقي فيها الناس ويلتقون بعضهم البعض في المساجد والشوارع والأسواق، ويتصافحون في سبيل الله تعالى واتباعًا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، إذا عادوا من العيد فيقول بعض أصحابه للبعض: تقبل الله منا ومنكم ، علما أنه لا توجد صيغة معروفة ، فيجوز له أن يقول لكم في عيدكم ، وجعلك الله من وعده وهو ما عادة ما يهنئ الناس بالعيد سواء عيد الفطر أو عيد الأضحى حيث يكون الغرض من التهنئة إظهار السعادة والمحبة للناس، فعن مُحمَّد بن زِيادٍ الأَلْهانيِّ، قال: (رأيتُ أبا أُمامةَ الباهليَّ يقول في العيدِ لأصحابِه: تَقبَّلَ اللهُ مِنَّا ومِنكُم)، وعن جُبَيرِ بنِ نُفيرٍ، قال: (كان أصحابُ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا الْتَقَوْا يومَ العيدِ يقولُ بعضهم لبعضٍ: تَقبَّلَ اللهُ مِنَّا ومِنكم).

آداب العيد

إن للعيد آداب حثت عليها الشريعة الإسلامية، وفيما يأتي بيان بعض منها:

  • أن يأكل المسلم ويشرب يوم العيد ويفرح.
  • الاستحمام والتطيب وإظهار أجمل ما عند المسلم من ثياب، وكلها من المستحبات يوم العيد وقبل الذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة.
  • تكبير يوم العيد دلالة قدوم الخير من الله تبارك وتعالى، وهو أيضا من السنن العظيمة التي حثها الله تعالى، سواء كان ذلك في عيد الفطر أو الأضحى.
  • تغيير مسلك الطريق لرجوع المسلم من المسجد على غير الطريق الذي سلكه في صلاة العيد.

شاهد أيضًا: ما حكم التهنئة بالعيد قبل صلاة العيد

حكم قول كل عام وانت بخير بيناه في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أن العيد هو فرحة المسلمين كافة ويتضمن بعض الأحكام على وجه الخصوص وقد بينا العض منها في هذا المقال.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , صيغة التهنئة بالعيد , 14-05-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *