حكم كل هو يضل عن سبيل الله

حكم كل لهو يضل عن سبيل الله

حكم كل لهو يضل عن سبيل الله هو الموضوع الّذي سيتحدّث عنه هذا المقال، قد جعل الله تعالى لكلّ إنسانٍ كتابٌ تُكتب فيها أعماله الصّالحة والسّيّئة وسيعرض هذا الكتاب على الإنسان يوم الحشر ليرى ما عمل وكسب وما قدّمت يداه، فمن اتّبع سبيل الله تعالى ومشى على صراطه المستقيم فقد عمل صالحاً وسيتناول كتابه بيمينه فيكون من الفائزين النّاجين أمّا من اتّبع سبيل الشّيطان ففسق في حياته يأخذ كتابه في شماله ويستحقّ بذلك عذاب جهنّم وبئس المصير.[1]

ما هو لهو الحديث

خلق الله تعالى الإنسان لغايةٍ عظيمةٍ وساميةٍ وهي عبادته وطاعته والإخلاص لوجهه الكريم سبحانه وتعالى وجعل في عبادته الأجر الكبير والفضل العظيم لمن يؤدّيها ويقوم بها كما أمر جلّ وعلا العباد بالاشتغال في طاعته ما استطاعوا ذلك مع عدم إهمال العلم أو العمل الّذي يكسب منه رزقه أو يؤتيه نفعاً كما أمر سبحانه وتعالى بعدم الانشغال عن طاعته وذكره بكلّ ما لا فائدة تُرجى منه فما هو لهو الحديث الّذي ذكره الله تعالى في قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ}،[2] فالمعنى الدّقيق والعامّ للهو الحديث أنّه كلّ ما يشغل الإنسان عن وظيفته الأساسيّة الّتي كلّفه بها الله سبحانه وتعالى عندما خلقه وأسكنه الأرض وجعله خليفةً له فيها كذلك هو الانشغال عن كلّ خيرٍ بما هو أدنى منه وقد تعدّدت أقوال المفسّرين في تعريف وتبيان معنى لهو الحديث ومنها:[3]

  • أنّ لهو الحديث هو إضاعة الوقت والجهد والطّاقة على الأشياء الّتي لا نفع منها ولا فائدة.
  • كذلك لهو الحديث هو كثرة المِراء والجدال في قضايا وأمورٍ دينيّة تكون نهايتها ونتيجتها هي ازديادٌ في النّزاعات والخلافات والشّقاق بين المسلمين في العالم الإسلاميّ.
  • وأنّ لهو الحديث هو كلّ ما يشغل قلب وعقل المسلم عن طاعة الله تعالى وذكره  وكلّ ما يلهيهما عن العبادات.
  • وكذلك لهو الحديث هو الغناء والمعازف الّتي تلهي المسلم عن ذكر الله تعالى وتحجب قلبه عن الدّعاء وتصمّ أذنيه عن سماع القرآن الكريم فتزيد في قسوة القلب والتّقصير في طاعة الله سبحانه وتعالى وهذا هو المعنى الأصح كما ورد عن ابن عبّاسس وعن ابن مسعودٍ والله أعلم.

حكم كل لهو يضل عن سبيل الله

إنّ الشّيطان ليفعل كلّ ما سيستطيع ليضلّ الإنسان طاعة الله تعالى وذكره وسبيله الحقّ فيضع أمامه كلّ ما يلهيه ويشغله عن العبادة والأمور المكلّف بها فيزيّن له المحرّمات ويوسوس له لارتكابها ليصل إلى مراده من إغواء الإنسان عن سبيل الله سبحانه وتعالى وسبيل الله تعالى هو السّبيل الحقّ وهوسبيل نجاة الإنسان من العذاب في الدّنيا والآخرة، وقد نهى الله تعالى ورسوله الكريم عن كل لهو يضل عن سبيل الله جلّ وعلا فاللهو كما ذُكر سابقاً هو كلّ ما يثني الإنسان عن الأمور المكلّف بها والعبادة الّتي أمره الله سبحانه وتعالى بها فمن الواجب على الإنسان طرد الوساوس الشّيطانيّة والانشغال بذكر الله وعبادته وإخلاص النّيّة له تبارك وتعالى والانشغال يكلّ ما يوصله لرضا الله تعالى والفوز بجنّته واجتناب لهو الحديث الّذي نهى عنه، وقد وعد الله تعالى من اشتغل بعبادته وصمّ أذنيه عن وساوس الشّيطان ومن كان حاكماً على نفسه الأمّارة بالسّوء بالرّضا والفوز في الدّنيا والآخرة أمّا من استحكمه الشّيطان وأغواه وضلّ عن سبيل الحقّ فأعدّ له العذاب الأليم ووصفه في قرآنه بأنّه خاسرٌ فقد خسر الدّنيا والآخرة باستماعه لنفسه والانصياع لرغباته وأهواءه ويحشره الله تعالى يوم القيامة أعمى ويلقى بذلك عذاب جهنّم بضلاله وفساد قلبه، و الابتعاد عن سبيل الله تعالى والانشغال بكل لهو يضل عنه يفسد القلبوالفطرة الإسلاميّة ويشوّهها ويؤدّي إلى ارتكاب المعاصي والّنوب والكبائر وقد يؤدّي إلى الكفر بالله تعالى والعياذ بالله فينبغي للمسلمين الحذر فق ذكرت الآية الكريمة بأنّ بعضهم قد يضلّ عن سبيل الله وهو لا يدري ولا يعلم فوجب الحذر والانتباه وبذلك فإنّ حكم كل لهو يضل عن سبيل الله هو محرّمٌ تحريماً شديداً لما فيه من مفاسدٍ وعواقب وخيمةٍ وآخر كلّ لهو سهو نار جهنّم وعذابها والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: كيف ادخل الجنة بدون حساب

سبب نزول الآية التي ذكر فيها لهو الحديث

قد ذُكر فيما سبق حكم كل لهو يضل عن سبيل الله تعالى والحكم أنّ اللّهو الّذي يؤدّي إلى الابتعاد عن سبيل الله تعالى هو محرّمٌ على المسلمين ومن ابتعد عن سبيل الله فجزاءه جهنّم والعذاب فيها، لكن سيذكر فيما يأتي سبب نزول الآية التي ذكر فيها لهو الحديث فحسب ما ورد أنّ لهذه الآية أكثر من سببٍ لنزولها ومنها أنّها نزلت في النّضر بن الحارث حين كان يذهب في تجارةٍ إلى بلاد فارس فيشتري الأخبار ويرويها لأهل مكّة وقريشٍ فيحدّثهم عن الأكاسرة وغيرهم وعن أخبار بلاد العجم فيلهيهم بذلك عن ذكر الله تعالى وعن الاستماع للقرآن الكريم كما ذكر أنّها نزلت في رجلٍ اشترى أمةً لتغنّي له فنزلت الآية تحرّم الغناء وشراء المغنّيات وحتّى شراء آلات العزف والغناء كما حرّمت الآية التّجارة بها، فالواجب على المسلمين اتّباع خطى النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وصحابته الكرام ولزوم سبيل الله سبحانه وتعالى والابتعاد كل لهوٍ ولعبٍ وضلالٍ يفسد القلب ويحبط العبادات والأعمال والنشغال بذكر الله تعالى ودعائه في كلّ وقتٍ وحينٍ والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: حكم الصبر على الأذى على الدعوة إلى التوحيد

حكم كل لهو يضل عن سبيل الله مقالٌ ورد فيه الحديث عن كتاب الأعمال عند الإنسان كما ذكر ما هو لهو الحديث وحكم كل لهو يضل عن سبيل الله كما تحدّث أيضاً عن سبب نزول الآية التي ذكر فيها لهو الحديث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *