حكم موافقة المأموم للإمام في الصلاة

حكم موافقة المأموم للإمام في الصلاة

حكم موافقة المأموم للإمام في الصلاة من الأحكام التي يجب أن تكون معروفة ومعلومة بتفاصيلها؛ فالصلاة أهم شيء في حياة المسلم، ويحتفظ بها كثير من الناس في المسجد، وهي مشروعة في كثير من المناسبات، مثل صلاة العيد وصلاة التراويح، ويؤدى هذه الصلوات معظم المسلمين رجالاً ونساءً في جماعة، وهذا يتطلب معرفة أحوال التابع مع إمامه وفي هذه المقالة سيتم شرح هذه الأحوال.

صلاة الجماعة

صلاة الجماعة لها فضائل عظيمة، فقد دلت أحاديث الرسول على أن صلاة الجماعة تعادل الصلاة سبع وعشرين مرة وحدها، ومن فضائلها أن الله – عز وجل – يكتب للمؤمن أعماله الصالحة بمسيراته فالمسجد يرفع من درجاته ويحط من ذنبه ولا سيما أثناء الجماعة ثم يستمر في الجلوس بعد الصلاة وهو يقرأ الذكر والقرآن، وتصلي عليه الملائكة بالرحمة والمغفرة، وهذا يدل على أهمية صلاة الجماعة وضرورة معرفة الحكم.

حكم موافقة المأموم للإمام في الصلاة

إن حكم موافقة المأموم للإمام في الصلاة هو واجب، حيث تكون ضرورية للمأموم لصحة الصلاة وإتمامها والدليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إنَّما الإمَامُ – أوْ إنَّما جُعِلَ الإمَامُ – لِيُؤْتَمَّ به، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وإذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وإذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وإذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، فَقُولوا: رَبَّنَا لكَ الحَمْدُ، وإذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا”، وهنالك العديد من الأدلة الواردة في السنة النبوية الشريفة والتي تدل على متابعة المأموم للإمام متابعة كاملة وتامّة.

ومتابعة الإمام أن يبدأ المأموم الفعل أو الركن بعد أن يؤديه الإمام، ولا يعني الموافقة عليه، فإذا ركع الإمام المصلين على ركبتيه، وإذا أراد السجود، فالمصلي يبدأ بالسجود عند ملامسة جبهته للأرض، فإن رضاه في هذه الأفعال لا يحبه، وكأن ركوع المأموم يتوافق مع الإمام، ولكن يجب الانتباه إلى تكبير الإحرام والتسليم.[1]

حكم تخلّف المأموم عن الإمام

وهذا يسمى تخلف المأموم عن الإمام، والحكم على التابع الذي يتبع الإمام مرتبط بقرار آخر، وهو عدم اتباع التابع لإمامه، وينقسم إلى قسمين: يسقط بعذر ويبقى بلا عذر، ومثال ذلك: تركه بعذر كأن المصلي مهمل والإمام يركع ويسجد وهو قائم ويتبع إمامه ثم يصلي ركعة بعد انتهاء الصلاة مع الإمام.

وأما التأخير بلا عذر فهو أيضا ينقسم إلى قسمين: الأول أن المصلي يتأخر مع الإمام ولا يتبعه مباشرة ولكنه يأتي بالأركان والإمام لا يزال فيها كأن الإمام يركع على ركبتيه ويبقى التابع لينهي سطرًا أو سطرين ثم يركع لأسفل التخلف بلا عذر: أن الإمام لا يحق له إعدام الركن وملاحقته بعد أن يفرغه الإمام، كأن المصلي يسجد بعد أن قوَّى الإمام حتى لا ينحني، وهذا وغيره من الأعمال التي تبطل الصلاة.

شاهد أيضًا: الواجب على المأموم إذا وقع السهو من إمامه في الصلاة أن

هل سبق المأموم للإمام في صلاة الجماعة يبطلها

تأخر المأموم أو سبقه؛ من الممكن أنه قد يكون بسبب الجهل والنسيان؛ لأن الصلاة تبقى صحيح، ويمكن أن تكون مقصودة، وبالتالي فالصلاة باطلة، وهذا الفعل محرم؛ لأن نصوص الشريعة الإسلامية دلت على المتابعة، وسبق المأموم للإمام على وجه قصد من أعظم الذنوب، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “أَما يَخْشَى أحَدُكُمْ –أوْ: لا يَخْشَى أحَدُكُمْ- إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ الإمَامِ، أنْ يَجْعَلَ اللَّهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ؟! أوْ يَجْعَلَ اللَّهُ صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَارٍ”، وهذه صورة من صور الوعيد الشديد.[2]

حكم زيادة المأموم ركعة

لا يجوز على المأموم أن يزيد ركعة على هواه، وإذا فعل ذلك فتفصيل الحكم على النحو الآتي:

  • إذا لم يعلم التابع أن إمامه قد زاد ركعة واحدة واستمر في الصلاة فيها لا بأس في ذلك.
  • إذا علم المأموم أن الإمام قد أضاف ركعة وتبعها، وعلم القرار في هذه الحال، فإن صلاته باطلة.
  • إذا زاد الإمام من الركعة وعرفها المصلي خلفه وتجاهل القرار صحت صلاته.
  • إذا فرق المتمرس بين الإمام وأتم صلاته وحده، فقد استوفى الحكم الشرعي، وهو التناقض، وصحت صلاته.

حكم الاقتداء بإمام يلحن في الفاتحة

يرى المالكيون والشافعيون أنه لا يجوز اتباع الإمام الذي يؤلف الفاتحة على لحن يغير المعنى، فهو غير مؤهل للتسامح مع التابع في هذه الحالة، ولكن إذا كان اللحن لا يحتمل أي يغير معنى السورة فلا يجب اتباعه؛ لأن الإمامة موضع كمال، وهذا الإمام لن يكن مكان الكمال، وإن كان غير محبوب، لكن صلاة التابع صحيحة. كما جاء الإمام في هذه الحالة بفرض القراءة.[3]

شاهد أيضًا: حكم قراءة سورة بعد الفاتحة

حكم أخذ الأجرة على الإمامة

تعددت أقوال حكم أخذ الأجرة على الإمامة، وفيما يأتي بيانها:

  • القول الأول: لا يجوز أخذ الأجرة على الإمامة، وذهب إلى ذلك قول الجمهور من الشافعية والمالكية والحنابلة، وممّا يدل على ذلك قول عثمان الثقفي: “إنَّ مِن آخِرِ ما عَهِدَ إليَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أنِ اتخِذْ مؤذِّنًا لا يأخُذُ على أذانِه أجرًا”.
  • القول الثاني: يجوز للإمام أن يأخذ الأجرة إذا دعت الحاجة إلى ذلك، وهذا ما ذهب إليه المتأخرين من المذهب الحنفي.

فضل صلاة الجماعة

وفيما يأتي بيان فضل صلاة الجماعة:

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رواية بالمعنى: إن صلاة الجماعة أفضل من أداء الصلاة منفردة بخمس وعشرين درجة، وأن الله يمحو السيئ مع كل خطوة في طريقه إلى المسجد.
  • كما سيكافئ الله تعالى العبد على كل خطوة يخطوها إلى المسجد والمراد بذلك صلاة الجماعة، فهذه الصلاة تعتبر فرصة عظيمة لمحو السيئات وزيادة الحسنات.
  • تربط صلاة الجماعة أعضاء المجتمع المسلم بروابط قوية، بما أن الله إله واحد، وغاية المصلين واحدة، ويؤمهم الإمام في الصلاة.
  • تتلاشى الفروق بين الناس، ليقف المؤمنون جنبًا إلى جنب، دون أي تمييز على أساس العرق أو اللون أو الحالة الاجتماعية أو المستوى التعليمي.
  • إذا انتهى المسلم من صلاة الجماعة في المسجد ثم جلس هناك، تدعو الملائكة للمصلي بالرحمة والمغفرة حتى يتوضأ.

إلى هنا نكون قد بينا حكم موافقة المأموم للإمام في الصلاة ، وتبيّن بأنه واجب، حيث أن سبق المأموم للإمام أو تأخره عنه يكون سببًا لإبطال الصلاة وعدم قبولها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *