حكم وسم البهيمة في وجهها

حكم وسم البهيمة في وجهها من الأحكام الهامة التي تعني المسلم، فقد حث الإسلام على الرفق والإحسان في كل شيء، فإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانهُ، ولا ينزعُ من شيءٍ إلا شانهُ، فلابد للمسلم الحق أن يتصف بهذا الخلق الرفيع فالرفق نتيجة طبيعية لمن عنده تقوى لله عز وجل، ففي هذا المقال سنتحدث عن حكم وسم البهيمة في وجهها ومعنى الوسم، وسنذكر آداب ذبح البهيمة.

حكم وسم البهيمة في وجهها

إن حكم وسم البهيمة في وجهها محرم، فعن جابر رضي الله عنه قال : (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الضَّرْبِ فِى الْوَجْهِ وَعَنِ الْوَسْمِ في الْوَجْهِ)[1]، وقد مَرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على حمار قد وُسِم في وجهه، فلعن من وسمه، ومعنى الوسم الكي بالنار، والغرض من ذلك تميز الحيوانات عن بعضها البعض بعلامة، والوجه هو ما تحصل به المواجهة ويشمل أعضاء معروفة كالعينين والأنف وما علا العينين حتى يشرع في الرأس، وما بين الأذنين، وقال القرطبي أيضاً: “والعرب لا تسمي وجها إلا ما وقعت به المواجهة”، وأما الوسم في غير الوجه يجوز ؛ فقد نص الفقهاء على أنه يجوز الوسم في الأذن ويجوز في غير الأذن من بدن البهيمة، ومع ذلك فيجب على المسلم مراعاة القواعد الشريعة، من الرفق واللين في التعامل مع الحيوانات، فإن لها مشاعر تدرك بها الألم.[2]

آداب ذبح البهيمة

إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فليس هناك مسألة في دين الله إلا وكان الرفق والإحسان فيها حاضرًا، وفيما يلي الآداب التي يجب على المسلم مراعاتها عند ذبح البهيمة:

•  يكره حد السكين والحيوان يبصره، أو أن يقتل حيوان أمام حيوان آخر، فإن في ذلك تعذيب للحيوان.
• أن تحد أداه الذبح، لقتل الذبيحة مباشرةً، ويكره الذبح بآلة غير قاطعة؛ لأن ذلك تعذيب للحيوان، وأذية له.
• أن يُضجع الدابة لجنبها الأيسر، ويترك رجلها اليمنى تتحرك بعد الذبح؛ لتستريح بتحريكها، وأما قطع بعض ما تحله الحياة من الدابة قبل ذبحها فهو ممنوع، لما فيه من تعذيبها المخالف للإحسان المطلوب.
•  ذبح سائر الحيوان غير الإبل، أما الأبل فتنحر قائمة معقولة ركبتها اليسرى، والنحر: الطعن بمحدد في اللَّبة، وهي الوهدة التي بين أصل العنق والصدر.
• يكره كسر عنق الحيوان؛ لحديث شداد بن أوس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة)[3]، ولقول عمر رضي الله عنه: لا تعجلوا الأنفس أن تزهق.
• يكره سلخ الذبيحة قبل خروج الروح منها، وهذا يعد تعذيب لها.
•  وأن تذبحَ الذبيحة وهي مستقبلة القبلة.

إن حكم وسم البهيمة في وجهها محرم بإجماع علماء الأمة، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم الوسم في الوجه، لما فيه من أذى وتعذيب للبهيمة، وبينا في هذا المقال الآداب التي يجب للمسلم أن يتأدب بها أثناء ذبح بهيمة الأنعام.