خطبة الجمعة عن ليلة القدر وزكاة الفطر

خطبة الجمعة عن ليلة القدر وزكاة الفطر

إنّ خطبة الجمعة عن ليلة القدر وزكاة الفطر هي أحد المَواضيع الأساسيّة التي تَصدح بها مَنابر خُطبة الجُمعة، مع جمعة رمضان الأولى، انطلاقًا من أهميّة زكاة الفطر التي تُعتبر من مُتمّمات الصّيام، فلا يصحّ الصّيام بدونها، وليلة القَدر التي تُعتبر من ليالي العُمر التي لا تَتكّرر، فهي الليلة التي تساوي في أجرها عبادة الله لألف عام من السَّنوات العَادية التي نقوم على حسابها، وتاتي في العشر الأواخر من رمضان، وعبر موقع محتويات نُشارك في رَمضان الخير، ونقوم على طرح خطبة الجمعة في شهر رمضان 2024 وأجمل خطبة عن ليلة القدر وزكاة الفطر 1445.

خطبة الجمعة عن ليلة القدر وزكاة الفطر

مقدمة الخطبة: أن الحمد لله نحمده، ونستعين به ونَستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المُهتد، ومن يُضلل فلن تجد له وليًا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، عباد الله اتقوا الله حقّ تقاته، ولا تَموتن إلَّا وأنتم مُسلمون، وبعد:

نص الخطبة: لقد خلق الله الدّنيا بما فيها من أيّام وليالي، واختار منها مَواسم الخَير والعَطاء، وخصَّ فيها العشر الأواخر من رمضان، وخصّ من العشر ليال واحدة، عَدلت في عبادتها عبادة ألف شهر؛ ممّا يعدُّ النّاس في الحياة الدنيا، فكيف لعَاقل أن يفوّت هذا الأجر، وكيف لواعٍ على ذاته، وعلى حقيقة الدّنيا الزّائلة أن يضيّع من يديه هذه البَركة العظيمة التي ربّما لا تتكرّر علينا، فكم من صديق كان بيننا في جمعات سابقة بذاته، نتظار رمضان، وهو الآن عند الحنّان المنّان، فقد ثبت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حبيبكم الذي اختاره الله قدوةً حسنة لكم، أنّه إذا دخلت العشر الأواخر من رمضان.. شد مئزره.. وأحيا ليله.. وأيقظ أهله.. فكان حبيبكم وقائدكم يجتهد في هذه الليلة ما لا يجتهد في غيرها من الليالي والأيّام، فقد ثبت عنه اعتكافه في المَسجد للصَلاة، فاحرصوا على اغتنام الخَير، فيا طوبى لمن اقتدى برسول الله، وسار على نهجه، ويا طوبى لمن تحري ليلة القدر فأحسن قيامها وصيامها، فقد ساعد النبي في تحديدها، فصحّ عنه أنّها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان، فأحسنوا الصيام، تلك النعمة التي اختصّكم الله بها، والتي لا تصحّ إلّا بزكاة الفطر، تلك الزكاة التي تُحقّق التكافل الاجتماعي، وتسير بين الناس في جبران الخواطر، وهي ما مقدراه صاع باتفاق المسلمين، والصاع خمسة أرطال وثلث ممّا يأكل منه الناس في بلد الزّكاة، فهي إمّا القمح أو الشّعير أو التمر أو الدقيق، فهي واجبة على كلّ مسلم مهما كان حاله لحديث ابن عمر -رضي الله عنهما- في “الصحيحين”:”أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرض زَكَاةَ الفِطْرِ من رمضان على الناس صاعًا من تَمْرٍ أو صاعًا من شعير على كل حُرٍّ أو عَبْدٍ ذكر أو أنثى من المسلمين” [1]، وهي في مسؤولية العائل ليُخرجها عمّن هم برقبته، فالحمد لله الذي سخّر لنا الخير، وكتب لنا مواسم للعَطاء، والحمد لله الذي هداني إلى الإسلام بغير حول منّا ولا قوة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اقرأ أيضًا: خطبة اول جمعة في رمضان pdf

خطبة قصيرة عن ليلة القدر في رمضان

بسم الله الرّحمن الرّحيم، والصّلاة والسّلام على سيّد الخلق محمّد، المبعوث رحمةً في النّاس أجمعين، والحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كُنّا لنهتدي لولا أن هداني الله، فمن يهده الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضلل فلن تجدَ له وليًا مُرشدًا، أمّا بعد:

ونحن مع النّفحات العظيمة من الشّهر المُبارك، ذلك الذي أفاض به علينا بالبَركات والحسنات التي لا تنقطع، ومن ضمن نوافذ الخير، جعل الله لنا ليلة نتعبّده فيها عن ألف عام، عن مرحلة عُمرية ما كان لبشر أن يصل إليها، وكلّ ذلك يندرج في سياق الرّحمات المنثورة في هذا الشّهر المُبارك، فليلة القدر هي ليلة من ليالي الدّنيا، يطّلع الله فيها على أحوال النّاس، وينظر في القلوب التي تحرّت الخير، وعملت للخير، وسعت في الخير، فقامت إلى الله لا يردعها دنيا زائلة ولا نعيم مؤقّت، ولا شهوات فانية، فيُكرمها بالأجور التي تصطلح فيها الحياة في الدّنيا والآخرة، فأجرها كأجر ألف شهر؛ ممّا نعد كما أخبرنا الله -عزّ وجل- في كتابه الحكيم، قال تعالى: “إنا أنزلناهُ في ليلةِ القدر *وما أدراكَ ما ليلةُ القدر * ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلِ أمر *سلامٌ هي حتى مطلع الفجر” [2] وعن رسول -عليه الصلاة والسلام– أنّه قال في حديثه الذي رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال:” دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها، فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم. [3] فلا تحرموا أنفسكم من الأجر الكبير، هداني الله وإيّاكم إلى الخيرات، وأبعد الله عنّا وعنكم الشّرور والشُبهات، قوموا إلى صلاتكم رحمني ويرحمكم الله.

اقرأ أيضًا: ما الحكمة من إخفاء موعد ليلة القدر؟

خطبة الجمعة عن زكاة الفطر مكتوبة

المقدمة: الحمد لله الذي جعل حبه أشرف المكاسب، وأعظم المواهب، أحمده وأشكره على نعمه المطاعم والمشارب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المنزه عن النقائص والمعايب، خلق الإنسان من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى الهدى والنور وطهارة النفس من المثالب، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد:

نصّ الخطبة: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: “كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ، حَتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، كَانَ أَجْوَدَ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ”. [4] فهو الشهر المبارك الذي يُكرمنا الله به بدروس واسعة عن المَنحِ والعَطاء، وعن فنون الإنفاق والتعلّق بالله وحده، فهي أيَّام معدودة تجعل من نفس الصّائم سخيةً بالخير على غيرها من المُسلمين، فالإنفاق يزداد في هذا الشّهر دونًا عن غيره، وهي دروس عظيمة كان قد علّمنا بها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فهو الجوّاد الكريم السخي، وقد خصّ في تلك النَّفحات القادرين على المنح، والقادرون على إطعام الطعام وإفطار الصائمين، فقد كان رسول الله -صلوات ربّي وسلامه عليه- من أحرص النّاس على العطاء في رمضان، وخاصةّ فيما يتعلّق بزكاة الفطر، وما لك إلّا ليزيد من حالة التّماسك بين أبناء المجتمع الإسلامي، عبر رعاية الأغنياء للفقراء، ومنحهم السّعادة، فالعطاء من النَّوافل التي تتدرّب النفس عليها في رمضان، إلّا زكاة الفطر من الأمور الواجبة التي لا يصحّ الصّيام إلّا بها، فهي واجبة على كلّ مُسلم ومُسلمة، صغير أم كبير لحديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لِمَا روى الشيخان عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَسَلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعَاً مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعَاً مِنْ شَعِيرٍ عَلَى العَبْدِ وَالحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ. وتكون منذ اليوم الأوّل لرمضان، وحتى ما قبل صلاة العيد، فاحرصوا على الطّاعات، واغتنموا مِمّا أفاض به رسول الله عليكم، وتحروا الطَّاعة في الاقتداء به، سيّدنا وخاتم المرسلين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

اقرأ أيضًا: خطبة استقبال رمضان بالتوبة

احاديث نبوية عن فضل ليلة القدر

جاء عن رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه- عدد واسع من الأحاديث النبويّة التي تناولت هذه الليلة المُباركة بفضل الله تعالى، وقد روى السّلف عدد منها، أبرزها:

  • جاء في الحديث، أتَيْتُ أبا سعيدٍ الخُدريَّ فقُلْتُ: يا أبا سعيدٍ اخرُجْ بنا إلى النَّخلِ نتحدَّثُ قال: نَعم فدعا بخَميصةٍ يلبَسُها ثمَّ خرَج فقُلْتُ: يا أبا سعيدٍ هل سمِعْتَ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يذكُرُ ليلةَ القدرِ؟ قال: نَعم اعتكَفْنا مع رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- عشر مِن رمضانَ، فلمَّا كان صبيحةُ عشرينَ قام فينا رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فقال: (مَن كان خرَج فليرجِعْ فإنِّي أُريتُ ليلةَ القدرِ وإنِّي أُنسيتُها وإنِّي رأَيْتُ أنِّي أسجُدُ في ماءٍ وطينٍ فالتمِسوها في العَشْرِ الأواخرِ مِن شهرِ رمضانَ في وترٍ ) قال: أبو سعيدٍ وما نرى في السَّماءِ قزَعةً، فلمَّا كان اللَّيلُ إذا السَّحابُ أمثالُ الجبالِ، فمُطِرْنا حتَّى سال سقفُ المسجدِ قال: وسقفُه يومَئذٍ مِن جريدِ النَّخلِ، حتَّى رأَيْتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- سجَد في ماءٍ وطينٍ حتَّى رأَيْتُ الطِّينَ في أرنبةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. [5]
  • وعن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: “أن رجالاً من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريها، فليتحرها في السبع الأواخر”. [6]
  • عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن هذا الشّهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها، فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم”. [3] (المرجع ذاته)
  • عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: “خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين فقال: خرجت لأخبركم بليلة القدر فتَلاحى فلان وفلان، فرفعت وعسى أن يكون خيراً لكم فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة”. [7]

اقرأ أيضاً: دعاء اللهم كما بلغتنا رمضان بلغنا ليلة القدر مكتوب

ما هو الحكم الشرعي في اخراج زكاة الفطر نقدا

إنّ إخراج زكاة الفطر بشكل نقدي مختلف عليه من قبل أهل العلم، فقد جاء ذلك بعدم جواز الأمر بشكل واضح عند كل من الحنابلة والمالكيّة والشافعيّة وابن حزم، وقد قال الإمام أبو حنيفة -رحمه الله- في ذلك “يجزئ إخراج القيمة بدلًا من الطعام” واستند من حرّم إخراجها بشكل نقدي، على حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الذي رواه عن أبو سعيد الخدري، وجاء فيه:” كُنَّا نُعْطِيهَا في زَمَانِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- صَاعًا مِن طَعَامٍ، أوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ، فَلَمَّا جَاءَ مُعَاوِيَةُ وجَاءَتِ السَّمْرَاءُ، قالَ: أُرَى مُدًّا مِن هذا يَعْدِلُ مُدَّيْنِ”.[8] فالنبي -صلى الله عليه وسلم- قد جعل زكاة الفطر طعمةً للمساكين، فتكون طعامًا لا نقودًا،، وعليه يتوجّب على المُسلم إخراج زكاة الفطر من جنس معين وفق ما فرضه رسول الله، وإخراجها من غير الجنس هو مخالفة لسنّة النبي، والله أعلم.

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا المقالات التالية:

إلى هنا نصل بكم إلى نهاية المقال الذي تناولنا فيه الحديث حول خطبة الجمعة عن ليلة القدر وزكاة الفطر  وانتقلنا مع سطور وفقرات الخطبة في عدد من خطب مساجد الجمعة في الجمعة الأولى من رمضان، وعدد من الخطب التي تتحدّث عن ليلة القدر وفضل تحرّي ليلة القدر لعام 2024.

المراجع

  1. ^ صحيح الترمذي , الألباني، عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم : 676 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
  2. ^ سورة القدر , الآية: 1
  3. ^ صحيح الجامع , الألباني، أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم : 2247 | خلاصة حكم المحدث : حسن
  4. ^ تخريج المسند لشاكر , أحمد شاكر، عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم : 5/143 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
  5. ^ صحيح ابن حبان , ابن حبان، أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم : 3685 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
  6. ^ التمهيد , ابن عبدالبر، مالك بن أنس، الصفحة أو الرقم : 24/382 | خلاصة حكم المحدث : محفوظ مشهور عن ابن عمر
  7. ^ صحيح البخاري , البخاري، عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم : 2023 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
  8. ^ صحيح ابن حبان , ابن حبان، أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم : 3307 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *