دعاء نية صيام شهر رمضان

دعاء نية صيام شهر رمضان

دعاء نية صيام شهر رمضان من الأدعية التي ينبغي على كلّ مسلمٍ أن يكون ملمًّا بها. فالأصل في كلّ عملٍ في الدّين الإسلاميّ هو عقد النوايا. و كذلك قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنما الأعمالُ بالنياتِ وإنما لكلِّ امرئٍ ما نَوَى”.[1] كما يساعدنا موقع محتويات على التعرّف على دعاء عقد نية الصيام كذلك بعض الأدعية في دخول شهر رمضان. بالإضافة إلى ذكر بعض الأحكام الشرعيّة المتعلّقة بنيّة الصيام.

حكم عقد نية صيام شهر رمضان

انطلاقاً من الحديث الصحيح الذي رواه الصحابيّ الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وذلك عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “إنما الأعمالُ بالنياتِ وإنما لكلِّ امرئٍ ما نَوَى”.[1] فإنّ الصيام في شهر رمضان المبارك لا يصحّ بدون النيّة. وبذلك فإنّ حكم عقد نية صيام شهر رمضان المبارك هي واجبة على كلّ مسلم. كما قد استدلّ أهل العلم بذلك على أنّ الصوم هو من العبادات المحضة والتي تستلزم وجود النيّة. و كذلك أنّ الصوم في اللغة والشرع هو الإمساك. ولا يكون التمييز بين الشرع واللغة إلّا بالنيّة. والله ورسوله أعلم.[2]

اقرأ أيضًا: كلمات لدخول شهر رمضان

دعاء نية صيام شهر رمضان

إنّ التلفظ بدعاء نية صيام شهر رمضان هو من الأمور التي لا تصح والله أعلم. ولكن يمكن للمسلم أن يدعو دعاء نية صيام شهر رمضان ويعقد العزم والنيّة في قلبه سرًّا. كما يشترط في النيّة أن تكون في الليل والله أعلم. ويستمر وقتها إلى قبيل الفجر. كذلك أخبر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : “مَنْ لمْ يجمعِ الصيامَ قبلَ الفجرِ فلا صيامَ لهُ“.[3] وبما أنّ النيّة هي من الأعمال القلبّة فيمكن له أن يدعو بما شاء لعقد النيّة. على سبيل المثال أن يقول: نويت الصيام أو أصوم جادًا لك. ونحو ذلك من الألفاظ التي تحمل عزم المسلم بقلبه على صيامه في اليوم التالي. وقد ورد في دعاء نية صيام شهر رمضان المبارك العديد من الصيغ. والتي سيتمّ ذكرها فيما سيأتي من المقال.[4]

دعاء عقد نية الصيام اللهم إني نويت أن أصوم رمضان كاملاً لوجهك الكريم

إنّ من صيغ دعاء عقد نية الصيام اللهم إني نويت أن أصوم رمضان كاملاً لوجهك الكريم إيمانًا واحتسابًا، اللهم فتقبله مني واغفر لي ذنبي وبارك لي فيه وزدني علماً يا كريم. وكذلك يستحبّ أن يدعو المسلم بهذا الدعاء في قلبه لا بلسانه. كي لا يخرج عن سنّة الحبيب المصطفى صلّى الله عليه وسلّم. فإشراك اللسان بما يستحضره القلب هو من الأمور المبتدعة والله أعلم.

دعاء اللهم إني نويت صيام رمضان فإن توفيتني

كذلك ورد في دعاء نية صيام شهر رمضان دعاء اللهم إني نويت صيام رمضان فإن توفيتني قبل قدومه فاكتبني من الصائمينو كذلك هذا الدعاء لم يرد في هدي الحبيب المصطفى صلّى الله عليه وسلّم. ولكن  الدعاء به خير، ولا ضير في عقد نيّة الصيام بإذن الله تعالى. وذلك مع الحرص على عدم ترديده باللسان. بل الدعاء به وعقد العزم بالقلب.

شروط نية الصيام في المذاهب الأربعة

إن للنيّة في الصيام سواء ٍكان هذا الصيام في رمضان أو غيره شروطًا أوجبها علماء الأمّة الإسلاميّة. وعلى المسلم إن أراد الصيام أن يلتزم بشروط النية، ليصح صيامه وعبادته، وقد اختلفت شروط نية صيام شهر رمضان قليلًا من مذهبٍ لآخر. وفيما سيأتي سيتمّ عرض شروط نية الصيام في المذاهب الأربعة

شروط نية الصيام عند المذهب الشافعي

وجد الإمام الشافعي أنّ النيّة يجب أن تعقد في الليل قبيل الفجر وطلوعه. فإن فات المسلم الوقت وطلع الفجر عليه ولم يعقد نيّته، فإنّ صيامه باطلٌ لا يصحّ. و كذلك شرط نية الصيام عند المذهب الشافعي هو تعيين القصد من الصيام والنيّة. فإنّ كان صوم رمضان فعلى المسلم أن يعقد العزم في قلبه على صيام شهر رمضان. وإن كان الصوم في القضاء أو التطوّع كذلك عقد العزم على ما كان صيامه به. فلا يكفي فقط أن يعزم الصيام دون تحديد والله أعلم. و كذلك من شروط نية الصيام عند المذهب الشافعي وجوب تكرار نية الصيام في كلّ ليلة.

شروط نية الصيام عند المذهب الحنفي

أمّا عن شروط نية الصيام عند المذهب الحنفي فقد اشترط علماء هذا المذهب في نيّة صيام شهر رمضان التكرار. أيّ على المسلم أن يعقد نيّة صيام الشهر الكريم في جميع ليالي رمضان المقدسة. و كذلك لا يجب تعليق النيّة مهما كان. كما  اشترطوا في صحتها التبييت من الليل والتّعيين فيها.

شروط نية الصيام عند الحنابلة

كذلك في شروط نية الصيام عند الحنابلة التبييت في النيّة ليلاً في أيّ وقتٍ من الليل. و كذلك تعيين الصيام إن كان لرمضان أم كان لنذرٍ أم كان لكفّارة وغيرها، والشّرط الإضافيّ هو الجزم في النّيّة واجتناب التردّد فيها والله أعلم.

شروط نية الصيام عند المالكية

وآخر المذاهب الأربعة لا بدّ من ذكر شروط نية الصيام عند المالكية. فكانت الشروط التي وضعها الفقهاء هي تعيين المقصود من الصيام. و كذلك تبييت النيّة من الليل.

اقرأ أيضًا: دعاء نية الصيام في رمضان واهمية نية صيام شهر رمضان

أحكام في نية الصيام في رمضان

كذلك بعد ذكر دعاء نية صيام شهر رمضان لا بدّ من الخوض في ذكر أحكام في نية الصيام في رمضان. فالنيّة في شريعة الدّين الإسلاميّ هي العزم على فعل الأمر دون تردد، و كذلك عقد العزيمة في القلب على هذا الأمر. وهي واجبةٌ على كلّ مسلمٍ في الفرائض والنوافل. لذا وجب ذكر بعض الأحكام الشرعية في نيّة الصيام من شهر رضمان المبارك فيما يأتي.

حكم اشتراط النية لصيام رمضان في كل ليلة

إنّ من الأحكام في نية الصيام في رمضان هو حكم اشتراط النية لصيام رمضان في كل ليلة وتجديدها. وفي ذكل قد اختلف أهل العلم على اشتراط تجديدها في كل ليلة:[2]

  • فأمّا من رأى الوجوب في تجديدها: فقد استند بذلك على كون الصيام عبادة مستقلة تسقط فرض وقتها. و كذلك شهر رمضان هو في القياس كالصلوات الخمس.
  • وأمّا من رأى التتابع في النيّة: أي الاكتفاء بنيّة واحدة للشهر كلّه ما لم يفطر المرء في أيّام شهر رمضان بعذرٍ أو بغير عذر. وقد استدلّوا بذلك أنّ الصوم المتتابع كالعبادة الواحدة. لذا تكفي فيه نيّة واحدة والله أعلم.

حكم من لم يبيت صيام رمضان قبل الفجر

وأمّا عن حكم من لم يبيت صيام رمضان قبل الفجر فعلى المؤمن القضاء. هذا إن كان الخبر قد وصل للمسلمين بعد الفجر ولم يعقدوا النيّة بعد لصيام رمضان أنّ الشهر قد بدأ بالفعل. فيعقد المسلم النيّة ويمسك عن الطعام والشراب في بقيّة النهار مع وجوب القضاء فيما بعد، والله ورسوله أعلم.[5]

حكم من نوى الصيام ولم يتسحر

كذلك الخوض في ذكر أحكام في نية الصيام في رمضان وبعد بيان وذكر صيغ دعاء نية صيام شهر رمضان لا بدّ من ذكر حكم من نوى الصيام ولم يتسحر. فقد يستاءل البعض حول إن كانوا قد عزموا الصيام وعقدوا النيّة قبل الفجر، ثمّ أغشاهم النوم فلم يدركوا ذواتهم إلّا قبل شروق الشمس فلم يتسحروا. هل يكون صيامهم صحيحاً؟ والإجابة بكلّ تأكيد هي صحّة الصيام، لأنّ السحور شرع للعبد كي يتقوّى به حتّى موعد الإفطار، والأصل في العبادة هو عقد النيّة. والله ورسوله أعلم.[6]

النية الواحدة لصيام شهر رمضان

حيث وجد بعض أهل العلم أنّ لصيام شهر رمضان المبارك يكفي عقد نية الصيام لمرة واحدة فقط في أوّل ليالي الشهر المباركة. ولا يلزم المؤمن تجديد النيّة في كلّ يومٍ وليلة. إلّا إذا قطع النوايا لأيّ سببٍ كان. فعليه في ذلك الوقت أن يجدّد عقد النيّة قبل طلوع فجر اليوم التالي، والله ورسوله أعلم.[7]

اقرأ أيضًا: دعاء دخول رمضان 

فوائد وثمرات الصيام

إنّ صيام شهر رمضان المبارك من العبادات التي خصّها الله -عزّ و جلّ- لذاته الكريمة. فجعل له من الجزاء ما عظم. وفيما يأتي بعضٌ من فوائد وثمرات الصيام:[8]

  • أنّ الصيام يورث تقوى القلوب. كذلك قال تعالى في سورة البقرة: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.[9]
  • كما أن الصائم يوفى أجره بغير حساب. فقد قال الله عزّ وجلّ في الحديث القدسيّ: “كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدمَ له، فالحَسَنةُ بعَشْرِ أمثالِها إلى سَبعِ مِئةِ ضِعفٍ، إلَّا الصِّيامَ؛ هو لي، وأنا أجزي به، يَترُكُ الطَّعامَ لِشَهوَتِهِ مِن أجْلي، ويَترُكُ الشَّرابَ لِشَهوَتِهِ مِن أجْلي، هو لى، وأنا أجزي به.”.[10]
  • كذلك صوم رمضان إلى رمضان كفارةٌ لما بينهما. وهو ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ“.[11]
  • كما أن صيام رمضان إيمانًا واحتسباً سبيلٌ لمغفرة الذنوب. كذلك قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ“.[12]

دعاء نية صيام شهر رمضان مقالٌ فيه تمّ الحديث عن نيّة الصيام في الشهر الكريم. و كذلك ذكر المقال بعضًا من صيغ أدعية النيّة لصيام شهر رمضان. بالإضافة إلى ذكر بعض الأحكام المتعلقة بالنيّة في صيام شهر رمضان. وفي الختام تحدّث المقال عن فوائد وثمرات الصيام في ضوء الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة.

المراجع

  1. ^ غاية المرام , الألباني/عمر بن الخطاب/14/صحيح
  2. ^ dorar.net , النيــَّــةُ في الصـَّــومِ , 16/03/2024
  3. ^ عارضة الأحوذي , ابن العربي/حفصة أم المؤمنين/2/193/صحيح
  4. ^ islamqa.info , التلفظ بالنية في الصيام بدعة , 16/03/2024
  5. ^ binbaz.org.sa , حكم من لم يبيت صيام رمضان قبل الفجر , 16/03/2024
  6. ^ binbaz.org.sa , حكم من نوى الصيام ولم يتسحر , 16/03/2024
  7. ^ alukah.net , أحكام النية في الصيام , 16/03/2024
  8. ^ alukah.net , من ثمار الصوم , 16/03/2024
  9. ^ سورة البقرة , الآية 183
  10. ^ تخريج المسند , شعيب الأرناؤوط/أبو هريرة/10540/صحيح
  11. ^ صحيح مسلم , مسلم/أبو هريرة/233/صحيح
  12. ^ صحيح البخاري , البخاري/أبو هريرة/2014/صحيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *