صحة حديث إذا انتصف شعبان فلا تصوموا

صحة حديث إذا انتصف شعبان فلا تصوموا هو أحد الأحاديث الواردة في صيام شهر شعبان، أحد الأشهر التي يكثر حولها اللغط والأسئلة الشائعة بين الناس، فهي من الليالي التي لها بعض الفضائل، ولكن لم يرد فيها الكثير من الأحاديث الصحيحة سوى القليل جدًا، لذا يجب أن نتحرّى البحث جيدًا عند البحث عن ليلة النصف من شعبان أو نشر أيّ شيء يخص هذه الليلة من صيام وصلاة ودعاء وغيره.

صحة حديث إذا انتصف شعبان فلا تصوموا

صحة حديث إذا انتصف شعبان فلا تصوموا اختلف العلماء المُحدثين في صحة الحديث من عدمه، وممن قال بصحته: الترمذي، وابن حبان، والحاكم، والطحاوي، وابن عبد البر، والألباني، وأما العلماء الذين ضعّفوه هم: ابن مهدي، أحمد بن حنبل، أبو زرعة، الدار قطني، الذهبي، الوادعي، وإذا افترضنا ضعف الحديث فقد كُفينا الجواب عن صيام النصف من شعبان، لأن الحديث الضعيف لا يُقوى، فنأخذ بعموم أحاديث الترغيب في الصيام في شعبان، وأما إذا افترضنا صحة الحديث، فلا بدّ من الجمع بينه وبين الأحاديث الأخرى، وقد جمع من يرى صحة الحديث ببعض الأجوبة منها، أن النهي يُحمل على التنزيه في حق من لا يَقوى على وصل الصيام برمضان فيضعف عن صيام الفريضة، والنهي للتنزيه رحمة للأمة حتى لا يضعفوا في صيام رمضان المبارك، والمقصود من النهي أيضًا استجماع القوى على تتابع صيام رمضان، وقال ابن باز: المراد من الحديث: النهي عن الصوم بعد النصف من شعبان، أما مَن صام أكثر الشهر أو كلّه فقد أصاب السنّة.[1]

شاهد أيضًا: هل صيام النصف من شعبان سنة

أحاديث صحيحة عن ليلة النصف من شعبان

لم يرد الكثير من الأحاديث الصحيحة عن ليلة النصف من شعبان، وما ودر من أحاديث صحيحة عن هذه الليلة هو حديث كثير بن مرة الحضرمي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (في ليلةِ النصفِ من شعبانَ يغفرُ اللهُ لأهْلِ الأرْضِ ، إلَّا لمشرِكٍ أوْ مُشَاحِنٍ)[2]، ولم يخص النبي صلى الله عليه وسلم نهار النصف من شعبان بشيء، كذلك لم يخص ليلته بزيادة قيام أو عبادة خاصة، قال العلامة ابن باز: “ومما ذُكر من الأحاديث النبويّة الشريفة والآيات الكريمة، وكلام أهل العلم، يتضح لنا أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان بصلاة أو صيام أو دعاء أو غيره من العبادات لا يصح، وتخصيص أي شيء من ذلك في هذه الليلة بدعة منكرة عند أهل العلم، وليس له أي أصل في الشرع، بل هو مما حدث في الإسلام بعد عهد الصحابة وفي عهد التابعين”.[3]

شاهد أيضًا: كيفية قيام ليلة النصف من شعبان

أحاديث غير صحيحة عن ليلة النصف من شعبان

من أهم الأحاديث الموضوعة عن ليلة النصف من شعبان نذكر:[4]

• حديث: ((صلاة ليلة النصف من شعبان ودعاؤها، الصلاة الألفية، وكذا الدعاء ليلة النصف من شعبان: اللهم يا ذا المنِّ ولا يُمن عليه… أو الدعاء ليلة النصف من شعبان: إلهي بالتجلِّي الأعظم في ليلة النصف من شهر شعبان المكرَّم))، الدرجة: موضوع

• حديث: ((فضل شهر شعبان كفضلي على سائر الأنبياء)).
  وحديث: ((إذا كانت ليلةُ النصف من شعبان، فقوموا ليلها، وصوموا نهارها)).
  وحديث: ((خمس ليالٍ لا تُردُّ فيهن الدعوة: أوَّل ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الجمعة، وليلة الفِطر، وليلة النحر)).
  وحديث: ((أتاني جبريل عليه السلام، فقال لي: هذه ليلة النِّصف من شعبان، ولله فيها عُتقاءُ من النار بعدد شَعر غنم كلب)).
  وحديث: ((يا عليُّ، مَن صلى ليلة النصف من شعبان مئة ركعة بألف قل هو الله أحد، قضى الله له كلَّ حاجة طلبها تلك الليلة)).
  وحديث: ((مَن قرأ ليلة النصف من شعبان ألف مرة قل هو الله أحد، بعث الله إليه مئة ألف ملك يبشِّرونه)، الدرجة: كلها أحاديث لا تصح، وهي ما بين باطل، وموضوع، وضعيف.

• حديث: ((في ليلة النصف من شعبان يُوحي الله إلى ملَك الموت بقبْض كل نفَس يريد قبضها في تلك السَّنة))، الدرجة: لا يصح.

• حديث: (يا عليُّ، مَن صلَّى مِئةَ ركعةٍ ليلةَ النِّصفِ مِن شعبانَ، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ فاتحةَ الكتابِ، و{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} عشرَ مرَّاتٍ؛ إلَّا قضَى اللهُ لهُ كلَّ حاجةٍ… الحديثَ. الدرجة: موضوع.

•  حديث: (إذا كانتْ ليلةُ النصفِ من شعبانَ نادَى منادٍ: هل من مُستغفرٍ فأغفرَ لهُ، هل من سائلٍ فأُعطيَهِ؟ فلا يَسألُ أَحَدٌ شيئًا إلا أُعْطِيَ إلا زانيةٌ بِفَرْجِهَا أو مُشركٌ)، الدرجة: لا يصح بهذا اللفظ.

شاهد أيضًا: ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان

في نهاية مقالنا تعرفنا على صحة حديث إذا انتصف شعبان فلا تصوموا اختلف العلماء المحدثين في صحة الحديث من عدمه، وممن قال بصحته: الترمذي، وابن حبان، والحاكم، والطحاوي، وابن عبد البر، والألباني، وأما العلماء الذين ضعّفوه هم: ابن مهدي، أحمد بن حنبل، أبو زرعة، الدارقطني، الذهبي، الوادعي.