طاعه الاحبار والرهبان في تبديل شرع الله يسمى

طاعه الاحبار والرهبان في تبديل شرع الله يسمى

طاعه الاحبار والرهبان في تبديل شرع الله يسمى ؟ من المعلوم أن الله سبحانه وتعالى قد ذم اليهود في كتابة العزيز، لأنهم كانو يطيعون أحبارهم ورهبانهم، الذين كانوا يبدلون لهم ما شرع الله عزّ وجلّ من الأحكام، فيحلون لهم الحرام ويحرمون عليهم الحلال، وقد ضيقوا عليهم أمرهم، ومع ذلك فإنهم كانوا يطيعونهم في معصية الله تعالى.

حدود طاعه الاحبار والرهبان ومثلهم أولي الأمر هذه الأيام

قال الله سبحانه تعالى: “وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّي يُؤْفَكُونَ * اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا َلا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ”. [1]

وتفسير الآية أنهم جعلوا أحبارهم ورهبانهمم مثل الأرباب، فأطاعوهم في كل شيء، فأَحَلُّوا لهم الحرام فاستحلوه، وحَرَّمُوا عليهم الحلال فحرموه، وغاية ما يمكن أخْذه من هذه الآية الكريمة أن الطاعة المطلقة للأحبار والرهبان كطاعة الخلق لله خطأ؛ فهؤلاء الرهبان غير معصومين، وربما تَجُرُّ طاعتهم الانسان إلى العصيان أو الكفر، والإسلام يأمر بطاعة أُولِى الأمر، لكن ذلك محلُّه في غير معصية، أي أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. [2]

طاعه الاحبار والرهبان في تبديل شرع الله يسمى

طاعة الاحبار والرهبان في تبديل شرع الله يسمى شرك الطاعة، وقد ذكر ابن القاسم في حاشيته على كتاب التوحيد في معناه؛  أن الذي أطاع غير الله في تحليل الذي حرمه الله عليه، أو تحريم ما أحله له فقد اتخذه ربًا ومعبودًا له، وجعله شريكًا لله، وهذا ينافي التوحيد، وكل معبود رب، وأي مطاع على غير ما شرعه الله -سبحانه وتعالى- ورسوله -صلى الله عليع وسلم- فقد اتخذه المطيع ربًا ومعبودًا، حيث أن الرب هو المعبود،، قال تعالى: “وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ”.[3] والله تعالى أعلم. [4]

صور الانحراف المتعلقة بالاحبار والرهبان

كان واقع رجال الدين في التاريخ اليهودي، والنصراني، منحرف عن المسار الطبيعي، والعفوي، فقد صار هيكلية معقدة، وأوضاع مبتدعة، لم يأمر بها رسل الله وأنبياءه، بل لو رأوها لاستنكروها، ومن صور الانحراف المتعلقة بالأحبار والرهبان، ما يأتي: [5]

  • الغلو فيهم، وتقديمهم، ورفعهم فوق منزلتهم البشر، وذلك من خلال صنع التماثيل والأيقونات للصالحين، على أنها حفظ لذكراهم، ثم التوجه إليهم بالدعاء، وسائر العبادة.
  • منحهم العصمة والصواب المطلقة في أقوالهم وأفعالهم.

آثار طاعة الرهبان والاحبار في تبديل شرع الله

ومن آثار الغلو في طاعة الأحبار والرهبان في تحليل الحرام وتحريم الحلال، والتبديل بالشريعة ما قد وقع في التاريخ اليهودي من قبل الحاخامات من إضافات كبيرة، وأغلال، أرهقت اليهود، وشددت عليهم في دينهم. ووقع أيضًا من (بولس) في الديانة النصرانية، إلغاء تام للشرع، والاكتفاء بالإيمان النظري من أجل تحقيق التبرر والخلاص، وبهذا خرج الأتباع عن ملة إبراهيم -عليه السلام- التي تقوم على التوحيد لرب العالمين. [5]

صفات علماء السوء

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ” [6]

والمقصود في هذه الآية الكريمة التحذير من علماء السوء، والحاصل من ذلك التحذير من التشبه بعلماء السوء وأصحاب السلطان في أحوالهم وأقوالهم، ومن ذلك ما يأتي: [7]

  • يأكلون الدنيا بالدين ومناصبهم في الناس، ويأكلون أموال الناس بهذا، مثلما كان لأحبار اليهود على أهل الجهل شر ، ولهم عندهم وهدايا وضرائب، وعندما بعث الله رسوله – صلى الله عليه وسلم- استمروا على ضلالهم وعنادهم، طمعا أن تبقى لهم الرياسات، فأطفأها الله بالنبوة، وعوضهم بالذلة، وباءوا بغضب من الله .
  •  يصدون الناس عن الحق مع أكلهم الحرام، ويلبسون الحق بالباطل، وهم دعاة للنار، ويوم القيامة لا ينصرون.

بينّا فيما سبق أن طاعه الاحبار والرهبان في تبديل شرع الله يسمى شرك الطاعة، وأن ذلك منهي عنه فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وليس ذلك هو المقصود في وجوب طاعة أولي الأمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *