من فوائد صلاة الجماعة

من فوائد صلاة الجماعة الكثير من الفوائد حيث أن صلاة الجماعة تعد من أجل العبادات التي يتقرب بها إلى الله ففيها إظهار لشعيرة من شعائر الإسلام ولترابط الأمة وتوحيد صفوفهم، كما أنها تتيح للمسلمين التجمع بشكل مستمر فتساعد على تفقد الأحوال وزيادة الألفة والمودة، فقال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ).

 من فوائد صلاة الجماعة

فوائد صلاة الجماعة كثيرة ومتعددة للأمة ولأجل هذه الفوائد شُرعت صلاة الجماعة وفوائدها هي كما يلي:

• شرع الله لنا الجماعة في الصلاة للحفاظ على عضد الأمة والتراحم فيما بينها كالجماعة في الصلاة المفروضة وصلاة العيدين وصلاة الجمعة.
• تفقد المسلمون بعضهم البعض وعيادة المريض منهم وإتباع جنائز الموتى، فهذا بدوره يزيد المودة بينهم والحب في الله.
• تعارف المسلمين ببعضهم وزيادة الألفة فيما بينهم.
• تعلم المصلي ما يجهله من أمور الدين الخاصة بالصلاة من الأمام أو من المصلين.
• تعويد المصلي على الإتباع؛ حيث إنه يتبع الإمام في كل شيء فصلاة الجماعة تشبه الولاية المصغرة ويقودها الإمام.
• نزع أي فارق اجتماعي بين المصلين وإحساس المساواة بينهم وهم مرصوصون في صف واحد.
• الجهر بطاعة وشعيرة من شعائر ديننا الحنيف حيث يظهر ترابط المسلمين فيما بينهم، وهذا يغيظ المنافقين وأعداء الدين.
• الحكم في هوى النفس وضبطه، فيتبع المصلي الإمام في قيامه وقعوده وحركاته.

أهمية صلاة الجماعة

تظهر أهمية صلاة الجماعة بعظم مكانتها عند الله وكثرة الأحاديث الواردة فيها وأهميتها تتلخص في النقاط الآتية:[1]

• مضاعفة الأجر للمصلي في جماعة عن المنفرد بسبع وعشرين درجة لما ورد عن النبي (صَلَاةُ الجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِن صَلَاةِ الفَذِّ بسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً).
• حفظ الله له وتحصينه من الشيطان وذلك لما ورد في السنة (ما مِن ثلاثةٍ في قريةٍ ولا بدوٍ لا تقامُ فيهمُ الصَّلاةُ إلَّا قدِ استحوذَ عليْهمُ الشَّيطانُ فعليْكم بالجماعةِ فإنَّما يأْكلُ الذِّئبُ القاصيةَ).
• زيادة الأجر في الصلاة بزيادة عدد المصلين لقول النبي (إنَّ صلاةَ الرجُلِ مع الرجُلِ أَزْكى مِن صلاتِه وحدَه، وصلاتَه مع الرجُلَينِ أَزْكى مِن صلاتِه مع الرجُلِ، وما هو أكثَرُ فهو أحَبُّ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ).
• البراءة من النار والنفاق لمن يدرك تكبيرة الإحرام أربعين يومًا، وذلك لقول النبي مَن صلَّى للَّهِ أربعينَ يومًا في جماعةٍ يدرِكُ التَّكبيرةَ الأولَى كُتِبَ لَه براءتانِ: براءةٌ منَ النَّارِ، وبراءةٌ منَ النِّفاقِ).
• إذا صلى الفجر في جماعة، ثم جلس يذكر الله، ويصلي إلى طلوع الشمس كُتب له أجر حجة وعمرة تامة والدليل على ذلك مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ ، ثم صلى ركعتينِ ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ ، تامَّةٍ ، تامَّةٍ).

شاهد أيضًا: ما حكم صلاة الجماعة للرجال القادرين في الحضر والسفر

حكم صلاة الجماعة

اختلف العلماء في حكم صلاة الجماعة إلى ثلاث آراء وهما كما يلي:-

• الرأي الأول: جمهور العلماء ويقولون أنها سنة مؤكدة.
• والرأي الثاني: قول الشافعية أنها فرض كفاية أي: عند أداء بعض المسلمين لها تسقط عن الباقية.
• الرأي الثالث: قول الحنابلة أنها واجبة على المسلمين.

وقد ورد ذكر صلاة الجماعة في القرآن والسنة كما يلي:-

• قول الله تعالى (وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ)[2] وأيضًا قول الله تعالى (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)[3] حيث أن الله أمرهم بالركوع مع الراكعين وهذا يشير إلى أمر الله بأداء صلاة الجماعة.
• ومن السنة حديث أبي هريرة (أتَى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجلٌ أعمى، فقال: يا رسولَ الله، إنَّه ليس لي قائدٌ يقودني إلى المسجِدِ، فسألَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن يرخِّصَ له، فيُصلِّيَ في بيتِه، فرخَّص له، فلمَّا ولَّى دعاه، فقال: هلْ تَسمعُ النِّداءَ بالصَّلاةِ؟ قال: نعَم، قال: فأجِبْ) ففي هذا الحديث دلالة على وجوب صلاة الجماعة على الرجال.[4]

فضل صلاة الجماعة

هناك أحاديث عديدة توضح فضلها ومنزلتها عند الله عز وجل ومن أهمها ما يلي:-

• قول رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- (صلاةُ الجماعةِ تَفضُلُ على صلاةِ الفذِّ بسَبعٍ وعِشرينَ دَرجةً)[5] فمن يترك هذا الثواب العظيم بسبب بعض الجهد الحاصل له، وأيضًا حديث النبي.
• وقول النبي (مَن صلَّى العِشاءَ في جماعةٍ، فكأنَّما قامَ نِصفَ اللَّيل، ومَن صلَّى الصبحَ في جماعةٍ فكأنَّما صلَّى اللَّيلَ كُلَّه) وأيضًا قول الرسول (مَن توضَّأَ للصلاةِ فأَسْبَغَ الوضوءَ، ثمَّ مشَى إلى الصَّلاةِ المكتوبةِ فصلَّاها مع الناسِ، أو مع الجماعةِ، أو في المسجِدِ، غَفَرَ اللهُ له ذُنوبَه).[6]
• كما ورد عن أُبي بن كعب أن النبي قال (صلاةُ الرَّجُلِ مع الرَّجُلِ أَزْكى من صلاتِه وحْدَه، وصلاتُه مع الرَّجُلينِ أزْكى من صلاتِه مع الرجُلِ، وما كثُرَ فهو أحبُّ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ).[7]

شاهد أيضًا: أقل عدد تنعقد به صلاة الجماعة

أعذار التخلف عن صلاة الجماعة

هناك الكثير من الأعذار التي بسببها يمكن التخلف عن صلاة الجماعة وهي كما يلي:-

• المطر الغزير الذي قد يضر بالمصلي عند خروجه لصلاة الجماعة والدليل على ذلك قول بن عباس أنَّه قَالَ لِمُؤَذِّنِهِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ: (إِذَا قُلْتَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَلَا تَقُلْ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، قُلْ: صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ، فَكَأَنَّ النَّاسَ اسْتَنْكَرُوا! قَالَ: فَعَلَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، إِنَّ الْجُمْعَةَ عَزْمَةٌ، وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُحْرِجَكُمْ فَتَمْشُونَ فِي الطِّينِ وَالدَّحَضِ).
• الرياح الشديدة.
• البرد القارص أو الحر الشديد ويقصد بالشديد هنا الغير محتمل والخارج عن المألوف للناس.
• الوحل الشديد الذي قد يؤذي المصلي عند خروجه للصلاة.
• الظلام الدامس حيث يخشى المصلي على نفسه لأنه لا يرى طريق المسجد.
• المرض الشديد الذي يشق معه الخروج للمسجد كالحمى الشديدة أما المرض اليسير فلا حرج في الخروج للمسجد.
• وكذلك كل الأعذار العامة التي تمنع الناس الخروج كالحريق أو وجود حيوان مفترس لا نستطيع القضاء عليه أيضًا انتشار الأوبة مثل فيروس كورونا.
• الخوف من عدو والدليل على ذلك قول النبي (مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يَأْتِهِ فَلَا صَلَاةَ لَهُ إِلَّا مِنْ عُذْرٍ). [8]
• حضور أحد الخبثين البول أو الغائط لقول النبي “لا صلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافع الأخبثان”.[9]

وفي النهاية نكون قد عرفنا أنه من فوائد صلاة الجماعة الوحدة والتراحم، فصلاة الجماعة تربط المسلمين ببعضهم وتزيد الألفة فيما بينهم كما أنها تنزع أي فوارق اجتماعية بين المصلين.