لماذا حرم الله لحم الخنزير

لماذا حرم الله لحم الخنزير

لماذا حرم الله لحم الخنزير هو من الأسئلة المهمة التي يجب التعرّف على إجابتها، وبيان الغاية من هذا التحريم، وفهم الحكمة التي أرادها الله عز وجل من منع الناس من أكل لحم الخنزير بكل أشكاله، ومن خلال هذا المقال سنبيّن لماذا حرم الله لحم الخنزير، ولماذا خلقه على الرغم من تحريم أكله، كمّا سنوضّح أبرز الأضرار التي يُسببها تناول لحم الخنزير، وسنوضّح أيضًا حكم بيع لحم الخنزير للنصارى أو الكفار وحكم تربيته، وفي الختام سنذكر ما هي الأطعمة التي حرّم الإسلام أكلها.

لماذا حرم الله لحم الخنزير

حرم الله لحم الخنزير لأنَّه حيوان نجس وخبيث، وهذا هو السبب والعلة الأساسية في تحريم أكل لحمه، حيث أنَّ الخنازير تعتمد في غذاءها على تناول القاذورات والأوساخ، وبقايا الحيوانات الميتة، وتعيش في الأماكن المُتسخة والقذرة، مما يجعله من أكثر الحيوانات نجاسة وقذارة، كمّا يحتوي لحم الخنزير على الديدان والطُفيليات ونسب عالية من الشحون والدهون، والتي من المُمكن أن يُؤدي تناول الإنسان لها إلى إصابته بالعديد من الأمراض المختلفة.[1]

لماذا حرم الله لحم الخنزير علميًا

إنَّ كل ما ورد في الإسلام من أحكام وتشريعات جاء لما فيه مصلحة الإنسان ومنفعته، وكلّ الدراسات العلمية الحديثة تؤيد ما ورد في الإسلام، ومن خلال الدراسات الطبية الحديثة أثبت العلماء أنَّ لحم الخنزير من اللحوم القذرة والنجسة، والتي تسبب الأمراض للإنسان، فجسم الخنزير يحتوي على عدد كبير من الجراثيم والطفيليات والتي تبقى حتى لو تمَّ طهو اللحم جيدًا، وكذلك فإن تناول لحم الخنزير يؤدي إلى توليد ديدان خطرة وخبيثة في جسم الإنسان ولم يتمكن العلم حتى الآن من اكتشاف طريقة للتخلص منها، وهذه الدودة تستقر في عضلات الإنسان وتسبب خطرًا على حياته.[2]

لماذا خلق الله الخنزير على الرغم من تحريم أكله

يوجد حول الإنسان العديد من المخلوقات والكائنات التي تسبب الأضرار والمشاكل للإنسان كالفيروسات والجراثيم بالإضافة إلى أنَّ الإسلام لم يحلل أكل لحوم جميع المخلوقات الحية، ومع ذلك فإنَّ وجودها ضروري في الطبيعة، ولها دورها الطبيعي والمؤثر على توازن البيئة، ولله تعالى حكمته ومشيته في خلق الخنزير وغيره، وإنَّه من واجب المُسلم ألّا ينشغل بالبحث فيها، إنَّما ينبغي عليه الالتزام بأوامر الله تعالى والحرص على تطبيقها.

دليل تحريم لحم الخنزير

ثبت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة إنَّ حكم أكل لحم الخنزير مُحرم وغير جائز في الإسلام، وقد نزلت العديد من الآيات القرآنية التي جاء فيها النهي عن أكل لحم الخنزير بين جملة الأطعمة المنهي عنها في الشرع الإسلامي، ومن ذلك قوله تعالى: “حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ”[3]، ويُقصد بلحم الخنزير جميع لحومه وحتى شحومه، فهي كلها سواء في التحريم، وكذلك أكدَّ النبي الكريم -صلَّى الله عليه وسلَّم- على تحريم أكله وكذلك على تحريم بيع لحمه.[4]

أضرار لحم الخنزير

قد ثبت علميًا أن تناول لحم الخنزير له الكثير من الآثار السلبية على صحة وحياة الإنسان، وهو سبب أساسي للإصابة بعدد كبير من الأمراض، وفيما يلي نذكر أهم الأضرار التي يُسببها أكل لحم الخنزير:[5]

  • يؤدي للإصابة بالسمنة والأمراض المرافقة لها، ويسبب قرحة المعدة والحساسية والحكة.
  • سبب في الإصابة ببعض السرطانات والأورام الخبيثة كسرطان القولون أو الدم.
  • يؤدي للإصابة بالعديد من الديدان التي يحتويها لحم الخنزير كالدودة الشريطية أو دودة الرئة مما يؤدي للإصابة بالتهاب في الرئة.
  • يسبب الإصابة بمختلف أنواع الفيروسات والتي قد تسبب أمراض مميتة للإنسان، كفيروس التهاب الدماغ أو القلب.

حكم تربية الخنزير وبيع لحومه لغير المسلمين

مما لا شك فيه أنَّ الإسلام حثَّ على الرزق الحلال ورغَّب بالسعي لكسب لقمة العيش بالسبل المشروعة والمُباحة، وبالنظر إلى الأسباب التي حُرِّم لحم الخنزير لأجلها وللكم الهائل من الأضرار التي يسببها، فقد حرَّم الإسلام بيع لحم الخنزير أو شراؤه وحرَّم أيضًا تربيته سواء أراد بيعها ليأكلها غير المُسلمين، أو لتأكلها الكلاب أو غير ذلك، وقد اتفق أهل العلم بالإجماع على تحريم ذلك، والأولى بالمسلم الابتعاد عن العمل بالخبائث وتحرّي العمل الطيب والرزق الحلال والمشروع، والله أعلم.[6]


شاهد أيضًا:
حكم اكل الجراد وفوائده وأضراره على صحة الإنسان

الأطعمة المحرمة في الإسلام

إنَّ الطعام والغذاء من الأمور الضرورية واللازمة لاستمرارية حياة الإنسان، فقد أحلَّ الإسلام للمسلمين تناول كل الطيبات من الأطعمة التي تغذي الإنسان وتقوي جسده، وفيما عدا ذلك حرّم كل الخبائث من الطعام التي في تناولها ضرر وأذى للإنسان، وهذه الأطعمة المحرمة هي:[7]

  • لحم الخنزير: وذلك لما فيه من جراثيم وديدان باعتباره حيوانًا يتغذى على القاذورات والنجاسات.
  • لحوم البغال والحُمُر الأهلية: وأيضًا يعد لحمها رجسًا، بينما يحل للمسلمين أكل لحوم الخيل والحُمُر الوحشية.
  • الميتة: وهي أي حيوان مات قبل أن يتم ذبحه وتذكيته وفق الطريقة التي حددها الشرع.
  • الدم المسفوح: حيث يُحرم الإسلام شرب دماء الحيوانات.
  • بقايا طعام المفترسات: وهو ما مات من الحيوانات على يد حيوان مفترس، وأكل منه، ويجوز أكلها إذا استطاع المسلم إدراكها قبل موتها وذبحها وفقًا للشريعة.
  • ما لم يُذكر عله اسم الله: إذا لابدَّ من ذكر اسم الله على الذبيحة حتى يحلَّ أكلها.
  • ما ذُبح لغير الله: يحرم تناول لحوم الذبائح التي تم ذبحها لغير الله تعالى كالتي تُذبح على قبور الأولياء أو الصالحين.
  • الحيوانات المُفترسة: حيث يحرم أكل كل طائر له مخلب، وكل حيوان مُفترس له ناب.
  • الواجب قتله: هي الحيوانات التي يجب قلتها كالفأر والعقرب والحدأة والحية والبُرص، ويُعدُّ لحمها نجسًا.
  • المنهي عن قتله: وهو ما نهى الإسلام عن قتلها كالنمل والنحل والهدهد والصرد، وبما أنَّه لا يجوز قتلها فلا يجوز أكلها.


شاهد أيضًا:
حكم اكل الأطعمه المشتبهه بالحرام

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي وضَّح لماذا حرم الله لحم الخنزير وحرم أكله أو تربيته، وبيَّن أنَّ ذلك لأنَّ الخنزير حيوان خبيث وقذر ولحمه نجس ويحتوي على الطفيليات والفيروسات، وينقل عدد كبير من الأمراض والأوبئة، والتي بيّنها المقال بالتفصيل، بالإضافة إلى ذكر حكم تربية الخنزير بهدف المُتاجرة بلحومه لغير المسلمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *