ما حكم دخول الذكر في الدبر بالخطأ

ما حكم دخول الذكر في الدبر بالخطأ هو من الأسئلة التي تهم الكثير من الأزواج فيما يخص العلاقة الزوجيّة، غهناك ما هو مباح وهناك ما هو محرّم، وسنتعرّف إلى حكم دخول الذكر في الدبر بالخطأ.

ما حكم دخول الذكر في الدبر بالخطأ

ما حكم دخول الذكر في الدبر بالخطأ لا إثم عليه إذا وقع ذلك بالخطأ، لأن الله تعالى تجاوز عن أمته الخطأ والنسيان وما أُكرهوا عليه، ولكن إتيان الزوجة في دبرها عن قصد يعدّ كبيرة من الكبائر، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من فعل ذلك فقال: (ملعونٌ من أتى امرأةً في دبرِها)[1]، وعدّ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك نوع من الكفر فقال: (من أَتَى حائضًا أو امرأةً في دُبُرِهَا أو كاهنًا فقد كَفَرَ بما أُنْزِلَ على محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ)[2].[3]

شاهد أيضًا: ما هي الافعال المحرمة في العلاقة الزوجية

هل يجوز التمتع بظاهر دبر الزوجة؟

كما علمنا فإن إتيان المرأة في دبرها كبيرة من الكبائر، وهو من المستقذرات القبيحة التي يجب على المسلم اجتنابها، والأصل أن يستمتع الزوج بظاهر دبر الزوجة، فقد جاء في حاشيّة الدسوقي قوله: “فيجوز التمتع بظاهره، أي لو بوضع الذكر عليه، والمراد بظاهره فمه من الخارج”، ولكن هذا الجواز فيما إذا لم يؤدِ التمتع بظاهر دبر المرأة إلى دخوله بالدبر ولو بالخطأ، فإذا خشي ذلك، من الأفضل الإمتناع، لأن سدّ الذرائع عن المحرمات أصل من أصول الشرع.[4]

شاهد أيضًا: حكم الجماع من الخلف

ما هي كفارة مجامعة الزوجة في الدّبر

إذا جامع الزوج زوجته في دبرها يكون قد ارتكب كبيرة من الكبائر، وقد جاء النهي النبوي عن هذا الأمر لما فيه من المفاسد والمخاطر الكثيرة، ولكن إذا جامع الرجل زوجته من الدبر وندم على هذا الفعل، فكفارته أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوح، ويستغفر ربه من هذا الذنب العظيم الذي ارتكبه، ولا يعود لمثل هذا الأمر أبدًا، ولا تحرّم عليه في هذه الحالة، وليس في الشرع ما يدل على تحريم زوجته عليه.[5]

مطاوعة الزوجة لزوجها بإدخال الذكر في الدبر

إتيان المرأة في دبرها أمر منافٍ للفطرة الإنسانيّة، وعلى الزوجة أن تمنع زوجها عن هذا الفعل ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، ولكن إذا طاوعت المرأة زوجها ووافقت على إدخال ذكره في الدّبر فإن الشرع يفرّق بينهما، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “ومتى وطئها في الدبر وطاوعته، عزرا جميعًا، وإلا فرّق بينهما كما يفرق بين الفاجر ومن يفجر به”، ومثال على تواطئ الزوجة مع زوجها على هذا الفعل عدم قدرتها على منعه، وعجزها عن دفعه.[6]

أضرار إتيان المرأة في الدبر

الدبر هو مكان الأذى، وقد تتعرّض المرأة لإنقطاع النسل إذا أتاها الرجل من دبرها، وللمرأة حق على الزوج في الوطء، ولكن وطئها في الدّبر يفوّت حقها، ولا يقضي وطرها، ولا يحصل مقصودها، وأيضًا الدبر لم يتهيأ لهذا العمل، ولم يُخلق له، وإنما الذي هُيئ لذلك هو الفرج، فالعادلون عنه إلى الدبر خارجون عن حكمة الله تعالى وشرعه، والدّبر مضرّ للرجل لأن للفرج خاصية في اجتذاب الماء المحتقن، وراحة الرجل منه، والوطء لا يجتذب الماء جميعه، ولا يُخرج كل المحتقن، لمخالفته للأمر الطبيعي، وأيضًا إدخال الذكر في الدبر يحتاج إلى حركات متعبة جدًا، وهو محل للقذارة فيستقبله الرجل بوجهه ويُلابسه، وهو مضر بالمرأة  وبعيد عن الطباع، ويورث الهم والغم، ومن أكبر أسباب زوال النعم، ويورث المهانة والسفالة والحقارة ما لا يورثه غيره.[7]

شاهد أيضًا: ما الحكمة من تحريم الزنا

إتيان الزوجة في الدبر وقت الحيض

حرام باتفاق جميع العلماء أن يتم مجامعة الزوجة في الدبر سواءًا في فترة الدورة الشهرية أو أي في وقت آخر غيره، أي إدخال الذكر في فتحة الشرج، أما الملاعبة خول الآليتين فليس محرمًا، ولا يجوز إدخال أي جزء في فتحة الشرج حتى لو كان جزءًا بسيطًا، يقول الشيخ محمد حسين عيسى: “للزوج أن يستمتع مع زوجته بكل وسيلة وبكل مكان ما عدا ما حرّم منه وهو الدّبر”.[8]

تفسير آية {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ}

قال الشافعي رحمه الله قال تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}[9]، بين الله تعالى أن موضع الحرث هو موضع الولد من الزوجة، وأن الله تعالى أباح الإتيان فيه إلا في وقت المحيض وأنى شئتم ومتى شئتم، وإباحة الإتيان في موضع الحرث يشبه أن يكون تحريم إتيان المرأة في غيره، فالإتيان في الدبر حتى يبلغ منه مبلغ الإتيان في القبل محرّم بدلالة الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة.[10]

شاهد أيضًا: حكم لعق الفرج ابن عثيمين وما حكم مص الأعضاء التناسلية لكل من الزوجين

حكم تقبيل موضع الحرث عند الاستمتاع

إذا ثبت أن هناك ضرر من مرض وغيره في مثل هذه الأمور فيكون تقبيل موضع الحرث حرام، ولكن لم يرد نص شرعي بتحريم الإستمتاع بالمرأة بهذه الطريقة، وقد نصّ الحنابلة على إباحة تقبيل فرج الزوجة قبل الجماع وكراهته بعده، ونص العلماء على حُرمة ملامسة النجاسة لغير الحاجة، وعليه فإن ملامسة الرجل بيده أو بلسانه لفرج زوجته أثناء وجود نجاسة من بول وإفرازات من الباطن فيحرّم في هذه الحالة لغير حاجة، وأما إذا كانت الإفرازات من ظاهر الفرج، ولم يكن لمسها يورث المرض أو الضرر فلا يحرّم لمسه، لأن هذه الإفرازات طاهرة من عرق وغيره كما نص الشافعيّة على ذلك.[11]

شاهد أيضًا: تنكح المرأة لأربع مالها وجمالها وحسبها ودينها لماذا لم يذكر الأخلاق

في نهاية مقالنا نكون قد تعرّفنا إلى ما حكم دخول الذكر في الدبر بالخطأ، ومن فعل ذلك يالخطأ لا إثم عليه، وتعرفنا إلى هل يجوز التمتع بظاهر دبر الزوجة؟، ما هي كفارة مجامعة الزوجة في الدّبر، مطاوعة الزوجة لزوجها بإدخال الذكر في الدبر، أضرار إتيان المرأة في الدبر، تفسير آية {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ}.