ما حكم من جامع زوجته بعد الفجر في رمضان

ما حكم من جامع زوجته بعد الفجر في رمضان

ما حكم من جامع زوجته بعد الفجر في رمضان هو أحد الأسئلة المهمة التي يسأل عنها الكثير من الأشخاص، فشهر رمضان له أحكامه الخاصة التي تختلف اختلافًا كليًا عن الأحكام في الأيام العاديّة، لذا يهتم موقع محتويات بالتعرف على حكم من جامع زوجته بعد الفجر في نهار رمضان؟

ما حكم من جامع زوجته بعد الفجر في رمضان

ما حكم من جامع زوجته بعد الفجر في رمضان عليه قضاء ذلك اليوم، وعلى المرأة القضاء أيضًا، وعليه التوبة لله تعالى، لأنه لم يتثبت بأخذ الحيطة والحذر، وعليه الكفارة، وهي عتق رقبة مؤمنة، فإن لم يستطع ذلك، فصيام شهرين متتابعين للرجل والمرأة، إلا أن تكون المرأة مجبورة على ذلك، أو أكرهها زوجها بالغصب والقوة، فلا إثم عليها والإثم كلّه على الرجل، وليس على المرأة شيء، فإن لم يستطع الصيام، فإطعام ستين مسكينًا على الرجل والمرأة، وإطعام المساكين يكون ثلاثون صاعاً على كل واحد منهما، وستين على الرجل والمرأة لستين فقيرًا كل واحد يعطي صاع نصفه عن المرأة ونصفه عن الرجل، وأيضًا عليهما الاثنان الرجل والمرأة التوبة والاستغفار لله تعالى.[1]

اقرأ أيضًا: حكم المداعبة الفموية في رمضان

حكم استدامة الجماع بعد أذان الفجر

من سمع الأذان الثاني في رمضان وهو يجامع أهله، ثم استدام بعد علمه بطلوع الفجر، فسد صومه، ولزمه القضاء والكفارة في هذه الحالة، قال النووي: “أما إذا طلع الفجر، وهو مجامع لزوجته، فعلم طلوع الفجر، ثم بقي يجامعها، فيبطل صيامه، وتلزمه الكفارة، وهذا باتفاق العلماء جميعهم”، وأما سماع الأذان أثناء الجماع وهو في حالة صوم نافلة، فلا يطالب بقطعه، ولا شيء عليه في استدامة الجماع سواءً أنزل أم لم ينزل، وليس مطالباً بالأذان أصلاً، فإذا فرغ من الجماع، فعليه أن يسعى لإدراك الجماعة بعد أن يتطهّر، وإذا لم يتمكّن من ذلك، صلّى مع أهله.[2]

اقرأ أيضًا: ما حكم الصيام على جنابة عمدًا في رمضان

حكم من جامع زوجته ظانًا عدم طلوع الفجر

إذا كان الجماع قد حصل قبل الأذان، ثم انتهى قبله، فهذا لا إشكال فيه والصوم صحيح، ولكن إذا حصل الجماع أثناء الأذان، وحصل العلم به، ونزعه فورًا فلا قضاء عليه ولا كفارة، ولكن إذا استمر بالجماع فعليه القضاء والكفارة، ولكن إذا وقع الجماع بعد الأذان، وظن الشخص أن وقت الأذان لم يحين بعد، ثم تبيّن أن الجماع ذلك كان بعد أذان الفجر، وقت الصلاة، فالصوم غير صحيح، والقضاء واجب، وتجب الكفارة إذا استمر بالمجامعة بعد علمه بأن المؤذن قد أذّن لصلاة الفجر، لأنه باستمراره يكون قد انتهك حرمة الشهر الفضيل، فوجب عليه مع القضاء كفارة، وإن أنهى الجماع بمجرد العلم بأن وقت الأذان قد مضى، فلا كفارة وعليه القضاء فقط، والمرأة مطالبة بما يطالب به الرجل إن لم تكن مكرهة على ذلك.[3]

اقرأ أيضًا: هل صوت المرأة يفطر في رمضان

هل كفارة الجماع تقع على الرجل فقط

اتفق أهل العلم على وجوب الكفارة على من جامع زوجته في نهار رمضان، ولكنهم اختلفوا فيما إذا كانت الزوجة راضية أم لا، فهل عليها كفارة؟ فقد ذهب جمهور العلماء إلى وجوب الكفارة على المرأة، وهو مذهب أبي حنيفة ومالك وأحمد، وذهب الشافعي إلى أن المرأة ليس عليها كفارة، وإنما عليها القضاء فقط، لأن صومها قد فسد بالجماع، والدليل على ذلك قول أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (بيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. قَالَ: ما لَكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي وأَنَا صَائِمٌ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، قَالَ: لَا، فَقَالَ: فَهلْ تَجِدُ إطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا. قَالَ: لَا، قَالَ: فَمَكَثَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَبيْنَا نَحْنُ علَى ذلكَ أُتِيَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بعَرَقٍ فِيهَا تَمْرٌ – والعَرَقُ المِكْتَلُ – قَالَ: أيْنَ السَّائِلُ؟ فَقَالَ: أنَا، قَالَ: خُذْهَا، فَتَصَدَّقْ به فَقَالَ الرَّجُلُ: أعَلَى أفْقَرَ مِنِّي يا رَسولَ اللَّهِ؟ فَوَاللَّهِ ما بيْنَ لَابَتَيْهَا – يُرِيدُ الحَرَّتَيْنِ – أهْلُ بَيْتٍ أفْقَرُ مِن أهْلِ بَيْتِي، فَضَحِكَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- حتَّى بَدَتْ أنْيَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: أطْعِمْهُ أهْلَكَ)[4]، ووجه الدلالة في الحديث أن النبي لم يأمر الرجل بأن يأمر زوجته بإخراج الكفارة أيضًا، فدلّ أنه لا كفارة عليها.[5]

حكم من جامع زوجته قبل الفجر ولم يغتسل إلا بعد الفجر

تأخير الجنابة إلى ما بعد طلوع الفجر لا يؤثر في صحة الصيام، وهذا مذهب جمهور الفقهاء كلهم، ولا فرق في تأخير الغسل عمدًا أو سهو، أو من جماع أو احتلام، لما ورد عن عائشة أم المؤمنين وأم سلمة رضي الله عنهما: (كانَ رسولُ اللَهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- يصبِحُ جنبًا من جِماعٍ غيرَ احتلامٍ في رمضانَ ثمَّ يصومُ)[6]، وهذا الحديث له فائدتان بحسب الحافظ بن حجر: الفائدة الأولى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يجامع زوجاته في رمضان، ولكنه كان يؤخر الغسل إلى ما بعد طلوع الفجر لبيان جواز ذلك، والفائدة الثانية: أن ذلك الغسل كان من الجماع، وليس من الاحتلام، لأن النبي لا يحتلم، والاحتلام من الشيطان، وهو معصوم عنه.[7]

اقرأ أيضًا: يستحب تعيين نية الصيام الواجب قبل طلوع الفجر

هل يصح صيام من انقطع حيضها قبل الفجر ولم تغتسل إلا بعد الفجر

نعم يصح صيام، من انقطع حيضها قبل الفجر، ولم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر، قال الإمام مالك: “إن رأت المرأة الطّهر قبل الفجر، اغتسلت بعد الفجر، وصيامها صحيح، وليس عليها شيء”، وقال النووي رحمه الله: “أجمع أهل الأمصار على صحة صوم الجنب، سواءً كان من احتلام أو جماع أو غيره، وإذا انقطع دم الحائض والنفساء في الليل، ثم طلع الفجر قبل اغتسالهما، صحّ صومهما، ووجب عليهما إتمامه، سواءًا تركت الغسل عمدًا أو سهوًا، بعذر أو بدون عذر كالجنب، هذا مذهبنا، ومذهب العلماء كافة”.[8]

اقرأ أيضًا: فضل رمضان ومنزلته عند الله

حكم من جامع زوجته في نهار رمضان متعمدًا

من جامع زوجته في نهار رمضان متعمدًا فَسَد صومه، ووجبت عليه الكفارة، وهذا باتفاق جميع علماء المذاهب الفقهية الأربعة، الحنفيّة، والشافعيّة، والحنابلة، والمالكيّة، ودليل ذلك الحديث النبوي الشريف عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال للواقعِ على أهلِه: هل تجِدُ رقبةً تُعتِقُها؟ قال: لا، قال: فهل تستطيعُ أن تصومَ شهرَيْن متتابعَيْن؟ قال: لا ، قال: فهل تجِدُ إطعامَ ستِّين مسكينًا؟ قال: لا. وذكر سائرَ الحديثِ)[9]، وكفارة من جامع أهله متعمدًا في نهار رمضان تكون على الترتيب، وهو مذهب الأئمة الأربعة، وهي عتق رقبة مسلمة، إن لم يجد، صيام شهرين متتابعين، إن لم يجد إطعام ستين مسكينًا، وعليه أيضًا قضاء ذلك اليوم الذي أفسده بالجماع باتفاق جميع الأئمة.[10]

اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام القضاء قبل رمضان بيوم أو يومين

حكم من تكرر من الجماع في يوم واحد وكفّر عن الأول

اختلف أهل العلم في من تكرر منه الجماع في يوم واحد، وكفّر عن الأول هل تلزمه كفارة ثانية أم لا؟ على قولين:[11]

القول الأول

من جامع زوجته في نهار رمضان، وتكرر منه الجماع في يوم واحد، وكفّر عن الأول، فلا تلزمه كفارة ثانية، وهو مذهب المالكيّة والشافعيّة، وهو قول ابن عثيمين، وذلك لأنه لم يصادف صومًا منعقدًا، فلم يوجب شيئاً، على عكس المرّة الأولى، فالجماع الثاني ورد على صوم غير صحيح أصلاً، فهو لا يسمّى صائمًا.

القول الثاني

من جامع في نهار رمضان، ثم جامع مرة ثانية، تلزمه كفارة ثانية إذا كفّر عن الأول، وهو مذهب الحنفيّة والحنابلة، لأنه إذا جامع، فكفّر، ثم جامع، عُلم أن الزجر لم يحصل بالكفارة الأولى.

هكذا؛ يكون قد تم التعرف على ما حكم من جامع زوجته بعد الفجر في رمضان عليه قضاء ذلك اليوم، وعلى المرأة القضاء أيضًا، وعليه التوبة لله تعالى، وتعرفنا على حكم استدامة الجماع بعد أذان الفجر، وحكم من جامع زوجته في نهار رمضان متعمدًا، وحكم من تكرر من الجماع في يوم واحد وكفّر عن الأول، وغيرها الكثير من الأحكام.

أسئلة شائعة

  • اذا اذن الفجر وانا على جنابه هل يجوز الصيام؟

    اتفق العلماء على صحة صيام من أذن الفجر وهو على جنابة.

  • ما يحرُم على الجُنب؟

    إنّ ما يحرم على الجنب هو مس المصحف والصلاة، والتلاوة والسجود، والطواف حول الكعبة المشرّفة، والاعتكاف في المسجد.

المراجع

  1. ^ binbaz.org.sa , حكم من جامع زوجته بعد أذان الفجر في رمضان جاهلاً , 25/03/2023
  2. ^ islamweb.net , حكم استدامة الجماع بعد أذان الفجر , 25/03/2023
  3. ^ islamweb.net , حكم من جامع ظانا عدم طلوع الفجر فبان خلافه , 25/03/2023
  4. ^ صحيح البخاري , أبو هريرة ،البخاري ، صحيح البخاري ،1936 ، [صحيح]
  5. ^ islamweb.net , الأظهر أن كفارة الجماع على الرجل فقط , 25/03/2023
  6. ^ التمهيد , عائشة وأم سلمة،  ابن عبدالبر ، التمهيد ،20/31 ، ثابت معروف عند أهل العلم مشهور
  7. ^ ar.islamway.net , أجامع زوجتي ليل رمضان وأنام دون أن أغتسل , 25/03/2023
  8. ^ ar.islamway.net , أجامع زوجتي ليل رمضان وأنام دون أن أغتسل , 25/03/2023
  9. ^ المغني , أبو هريرة ،موفق الدين ابن قدامة،  المغني ،4/381 ،صحيح
  10. ^ dorar.net , الجِماع في نهارِ رمَضان متعمِّدًا , 25/03/2023
  11. ^ dorar.net , الجِماع في نهارِ رمَضان متعمِّدًا , 25/03/2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *