حكم صيام القضاء قبل رمضان باسبوع

حكم صيام القضاء قبل رمضان باسبوع هو أحد الأحكام الشرعية والفقهية التي لا بدَّ من تسليط الضوء عليها وبيانها، فإنَّ صيام شهر رمضان المبارك هو من أهم الفرائض وأعظمها، وهو عبادة لا بدَّ من معرفة أحكامها وكيفية تطبيقها بالتفصيل لكي يؤديها العبد بشكلها الأتم والأفضل، ومن خلال سطور هذا المقال سنقوم بذكر حكم صيام القضاء قبل دخول شهر رمضان بأسبوع، كما سنذكر حكم الإفطار في صيام القضاء.

حكم صيام القضاء قبل رمضان باسبوع

لا حرج من صيام القضاء قبل رمضان باسبوع، ولا شيء على العبد في حال صيامه لأيام القضاء من رمضان الفائت قبل دخول رمضان الذي يليه بأسبوع، حيث أنَّ نهي رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن الصوم بعد انتصاف شهر شعبان، لا يشتمل من كان له عادة في الصيام كأن يعتاد صيام يومي الاثنين والخميس، وكذلك لا يشمل هذا النهي من كان عليه صيام قضاء من رمضان الفائت، أو من اعتاد صيام أغلب شهر شعبان، والله أعلم.[1]

حكم تأخير صيام القضاء إلى شعبان

إنَّ أمر صيام القضاء هو أمر واسع، ولا حرج في صيامه بعد انقضاء رمضان بشكل مُباشر أو تأخيره إلى شهر شعبان، وقد ورد عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنَّها كانت تُؤجل صيام القضاء إلى شعبان، فتقوم بقضاء ما فاتها من رمضان في شهر شعبان، وقد ورد ذلك في قولها: “كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ، فَما أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إلَّا في شَعْبَانَ؛ الشُّغْلُ مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَوْ برَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ”[2]، إلا أنَّه لا يجوز التساهل فيه أو إهماله وعدم قضائه إلى حين دخول رمضان الذي يليه، وإنَّ من أخَّر القضاء إلى حين دخول رمضان الذي يليه إهمالًا أو تكاسلًا وجب عليه القضاء بعد انتهاء شهر رمضان بالإضافة إلى دفع الكفارة، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: متى يحرم صوم اليوم الذي قبل دخول رمضان

هل يجوز الإفطار في صيام القضاء

إنَّ صيام القضاء عن ما فات في شهر رمضان هو أمرٌ واجب وفرض على العبد، وإنَّ الإفطار في صيام القضاء بدون أي عذر أو سبب هو أمر غير جائز ويُعد من المعاصي، إلا أنَّ ذلك لا يُلزم العبد بقضاء القضاء، بل يكفي صيام يوم واحد فقط بدلًا من يوم الفطر في رمضان، ولا حاجة لصيام قضاء عن هذا اليوم، ومن الجدير بالذكر أنَّه يوجد بعض الأقوال للمالكية التي تُشير إلى وجوب صيام يومين في حال أفطر المرء في صام القضاء يوم عن اليوم الفائت في رمضان ويوم عن يوم القضاء الذي أفطر فيه الإنسان، والله أعلم.[4]

حكم صيام يوم الشك

إنَّ يوم الشك هو آخر أيام شهر شعبان، حيث يترقب المُسلمون فيه دخول شهر رمضان، وينتظرون فيه هلال رمضان، وإنَّ صيام هذا اليوم بشكل عام هو أمرٌ نهى عنه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؛ وذلك بهدف سد الذرائع وعدم المغالاة في الدين، إلا أنَّ هذا النهي يُستثنى منه بعض الحالات ومنها من كان عليه صيام قضاء فصام هذا اليوم بهدف القضاء وخوفًا من تأخير القضاء إلى حين دخول رمضان التالي، أو من كان له عادة في الصيام وصادف ذلك هذا اليوم، أو من اعتاد صيام شهر شعبان كله أو أغلبه تأسيًا بسنة الرسول الكريم، والله أعلم.

صيام الدين للمرأة

يجوز للمرأة في شهر رمضان الإفطار عند حدوث الحيض أو النفاس لها، بل إنَّ الإفطار في هذه الحالات هو واجب عليها، ولا يحل لها الصيام في الحيض أو النفاس، كما يجوز لها في فترة الحمل أو الإرضاع الإفطار في شهر رمضان المبارك، في حال كان الحمل أو الإرضاع مع الصيام يُضر بصحتها أو صحة طفلها أو جنينها، فإذا انقضى العذر الشرعي الذي تمر به المرأة وجب عليها قضاء ما فاتها من صيام شهر رمضان المبارك، كما إنَّه لا يجوز لها تأخير هذا الصيام إلى حين دخول شهر رمضان الذي يليه بدون وجود عذر شرعي، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: من يباح لهم الفطر في رمضان ويجب عليه القضاء هم

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي سلَّط الضوء على أحد الأحكام الشرعية والفقهية المُتعلقة بصيام رمضان، وهو حكم صيام القضاء قبل رمضان باسبوع، كما بيَّن حكم صيام القضاء في شهر شعبان، وحكم صيام يوم الشك، بالإضافة لذكر حكم الإفطار في صيام القضاء.