ما هي اخر غزوة غزاها الرسول

اخر غزوة غزاها الرسول

ما هي اخر غزوة غزاها الرسول هو سؤال مطروح بين المسلمين، فقد أرسل الله تعالى نبيّه محمد -صلّى الله عليه وسلّم- نورًا للبشرية وضياء لكلّ العالمين، فقد كانت الدعوة النبوية بكلّ المصاعب والمتاعب والجهد الذي مرّ به رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بداية للهداية وانتشار دين الإسلام بين الناس، ولعلَّ الغزوات والفتوحات التي قام بها الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- هي من أهم العوامل التي ساعدت في انتشار الإسلام، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على آخر غزوة غزاها الرسول صلّى الله عليه وسلّم، كما سنبيّن أهم تفاصيلها ونتائجها.

ما هي اخر غزوة غزاها الرسول

تعدُّ غزوة تبوك آخر غزوة غزاها الرسول صلّى الله عليه وسلّم، والتي حدثت في العام التاسع بعد الهجرة في شهر رجب وهو أحد الأشهر الحرم، وقد وقعت غزوة تبوك في وقت أشتدّ فيه القحط والجفاف، فكانت من الغزوات المليئة بالعسر والذي أثبت صبر المسلمين وثباتهم، فكانت غزوة تبوك بمثابة تثبيت لدعائم الدولة الإسلامية وفرض لسيادتها، كما وطّدت هيبة الدولة الإسلامية، ومهدت لبقية الفتوحات في بلاد الشام والعراق وغيرها من الفتوحات التي تبعتها.[1]

شاهد أيضًا: استيلاء كفار قريش في مكة على أموال المسلمين الذين هاجروا للمدينة سببا لغزوة

غزوة تبوك

هي آخر غزوة غزاها الرسول صلّى الله عليه وسلّم، والتي كانت في مواجهة ضدَّ دولة الروم والتي كانت أعظم دولة في ذلك الحين، وقد كانت غزوة تبوك أحد الغزوات التي لم يحصل فيها قتال مباشر أو تلاحم بين جيش المسلمين وجيش الروم، والتي نتج عنها تسليم الكثير من القبائل التابعة للروم ومصالحتها مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقد قامت غزوة تبوك ضمن ظروف شديدة القسوة والقحط، فقد خرج جيش المسلمين ضمن أعداد كبيرة جدًا من المقاتلين وعدد قليل من العتاد والعدّة والقوت والمؤونة، إلّا أنّ نتيجة هذه الغزوة كانت نصر المسلمين وكشف كذب المنافقين.[2]

سبب غزة تبوك

كانت دولة الروم هي أعظم دولة في ذلك الحين، وكان جيشهم هو من أكبر الجيوش، وقد شكل الروم قبل غزوة تبوك تهديد للمسلمين، فقد قتلوا قبل غزوة تبوك الرسول الذي أرسله النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- ليدعوهم إلى الإسلام، أمّا عن السبب المباشر لغزوة تبوك فقد أعدَّ جيش الرومان جيشًا عظيمًا يتضمن بعض القبائل العربية وجعلوا على رأسه واحدًا من قادة الروم، وتوجهوا إلى البلقاء، وقد قيل أن سبب ذلك كتابة بعض العرب إلى هرقل وقولهم: “إن هذا الرجل الذي قد خرج يدعي النبوّة، هلك وأصابت أصحابه سنون أهلكت أموالهم“، وقد كان أحد أسباب خروج جيش الرومان هو قوة الدولة الإسلامية وتكرار انتصاراتها، ممّا قد يُشكل تهديدًا لدولة الرومان وسيادتها.[3]

أحداث غزوة تبوك

بعد أن وصل خبر تجهيز الروم لجيشهم واستعدادهم لقتال المسلمين إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قرر أن يجمع جيش المسلمين فبدأ بدعوة الناس للسعي في تجهيز الجيش الإسلامي، وقد كان ذلك الوقت متقاطعًا مع وقت قطاف الثمار وشدّة الحر في المدينة، وعلى الرغم من ذلك بدأ المسلمون بالتجهيز والتحضير لإعداد جيش المسلمين، وقد اجتمع في غزوة تبوك أكبر جيش إسلامي تحت إمرَة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، فكان عدد مقاتلي المسلمين ثلاثين ألفًا، انطلق جيش المسلمين ضمن عدد كبير وعتاد قليل لا يكفي جميع المقاتلين حتى وصلوا إلى وادي القرى الذي كان يقطنه قوم ثمود فاستسقى الصحابة من آبار الوادي واستخدموا الماء لصناعة العجين، فلمّا رآهم النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أمرهم برمي الماء وجعل العجين علفًا للبعير، وذلك لما نزل على قوم ثمود من عذاب لكي لا يصيب المسلمين ما أصابهم، فاستجاب الصحابة -رضي الله عنهم- لأمر الرسول صلّى الله عليه وسلّم، فلما اشتدَّ حاجة المسلمين إلى الماء وزاد ظمأهم أرسل الله تعالى لهم سحابة لتروي المسلمين وتسدّ ظمأهم، ولمّا وصل جيش المسلمين إلى تبوك، سيطر الخوف على جيش الروم وأنزل الله تعالى الرعب في قلوبهم، فتشتتوا في البلاد خشيًا من مواجهة جيش المسلمين، وجاءت بعض القبائل المنتصرة التي تتبع للروم لتُصالح مع المسلمين، فكان النصر حليفًا للمسلمين دون حصول أي مواجهة بين الجيشين، وكانت النتيجة عودة جيش الإسلام إلى المدينة مرفوع الهامة مُنتصرًا.

نتائج غزوة تبوك

كان لغزوة تبوك الكثير من النتائج العظيمة والتي عادت على المسلمين والدولة الإسلامية بالخير والمنفعة، ولعلّ أبرز هذه النتائج هو انتصر المسلمين وهزيمتهم لجيش الروم والذي كان أعظم جيش في ذلك الحين وبذلك سقطت هيبة الرومان، وسيطرة المسلمين على شبه الجزيرة العربية بشكل كامل، كما إنَّ في غزوة تبوك تمهيد للمسلمين للفتوحات التي تلت غزوة تبوك مثل فتح بلاد الشام والعراق، كما إنَّ غزوة تبوك كشفت المنافقين وضعاف النفوس الذين تخلفوا عن جيش المسلمين خوفًا من عظمة جيش الروم، كما استهزأوا بالمسلمين وقدراتهم، وقد نزل فيهم قوله تعالى: “فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ * فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون”[4]، كما إنَّ من أهم نتائج غزوة تبوك هو تهافتت الوفود التي قدمت إلى الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قصدًا الدخول في الإسلام، حتى عُرف ذلك العام بعام الوفود.[5]

شاهد أيضًا: من هم الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك

دروس من غزوة تبوك

إنَّ غزوة تبوك هي آخر غزوة غزاها الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قبل وفاته،  وقد كانت تبوك أحد الغزوات المليئة بالدروس والعبر ومن ذلك نذكر:[6]

  • يجب على المسلمين اتّباع أوامر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وعدم التخلف عن أوامره، مهما كان الأمر صعبًا ومُجهدًا.
  • حالف نصر الله المسلمين دون قتال، فقد نزل الرعب والخوف في جيش الروم قبل مواجهة المسلمين، وفي ذلك تظهر حكمة الله تعالى ونصره لجنوده.
  • كشفت غزوة تبوك عن المنافقين والكاذبين وأعداء الإسلام، وبيّنت مواقفهم العدائية للإسلام.
  • تبيّن غزوة تبوك أنّه من ترك شيئًا لله عوضه خير منه، فقد استجاب المسلمين للرسول -صلّى الله عليه وسلّم- فلم يشربوا من آبار ثمود على الرغم من شدّة ظمأهم وعطشهم، فكان لهم أن أرسل الله تعالى سحابة لتسقيهم وتسدَّ ظمأهم.
  • كانت غزوة تبوك بمثابة اختبار وامتحان لإيمان المسلمين، فكانت غزوة ذو هيبة كبيرة وكان مقصدها مواجهة أكبر جيش في وقتها، فلم يخرج في جيش المسلمين سوى كلّ ذي إيمان صادق.

أول غزوة غزاها الرسول

إنَّ أول غزوة غزاها الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- هي غزوة الأبواء وقد وقعت في شهر صفر في العام الثاني للهجرة النبوية، وقد تبع غزوة الأبواء غزوة بواط ثم غزوة العشيرة، وقد روي عن زيد بن الأرقم أن أول غزوة غزاها الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- هي غزوة العشيرة، ويُفسر ذلك بصغر سنّه وخفاء غزوتي الأبواء والعشيرة عنه، كما فُسر قوله على أنّ أول غزوة شارك بها مع الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- هي غزوة العشيرة، والله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: أول غزوة في الإسلام وأهم المعلومات عنها

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي بيّن ما هي اخر غزوة غزاها الرسول، وهي غزوة تبوك، كما ذكر أهم أحداثها ونتائجها وسبب حدوثها، بالإضافة إلى ذكر بعض الدروس المستفادة منها، والإشارة إلى أول غزوة غزاها الرسول صلّى الله عليه وسلّم.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , آخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم , 7-5-2021
  2. ^ alukah.net , غزوة تبوك , 7-5-2021
  3. ^ islamweb.net , سبب غزوة تبوك , 7-5-2021
  4. ^ سورة التوبة , الآية 81.
  5. ^ islamstory.com , وقفات مع غزوة تبوك , 7-5-2021
  6. ^ alukah.net , دروس من غزوة تبوك , 7-5-2021
  7. ^ islamweb.net , أول ما غزا النبي صلى الله عليه وسلم الأبواء , 7-5-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *