متى يجب اخراج زكاة الخارج من الارض

متى يجب اخراج زكاة الخارج من الارض من أكثر الأحكام المتعلقة بالزكاة والتي يتساءل عنها الكثير من المسلمين، حيث فرض الله تعالى حق للفقراء في مال الأغنياء، وجعله ركنًا من أركان الإسلام ألا وهو الزكاة، ولإخراج الزكاة شروط تختلف بحسب نوعية المال الذي سيخرج منه الزكاة، فهناك زكاة في الذهب والفضة، وزكاة في عروض التجارة، وزكاة فيما يخرج من الأرض وهي الزروع والثمار، والنوع الأخير هو موضوع مقالتنا.

متى يجب اخراج زكاة الخارج من الارض

يجب اخراج زكاة الخارج من الأرض عند نضج الخارج من الأرض، وصلاحه للأكل، وبلوغه لنصاب الزكاة، فلا يشترط أن يحول عليه الحول مثل باقي أنواع الزكاة، والمقصود بالحول أي مرور عام على بلوغه النصاب دون أن ينقص، فزكاة الزروع الثمار لا ترتبط بوقت معين وإنما بمحصول أو موسم المزروع.

 أدلّة وجوب زكاة الزروع والثمار

كما هو معلوم فإننا نستمد التشريع من القرآن الكريم والسنة والنبوية وإجماع الفقهاء فالدليل على وجوب زكاة الزروع والثمار من القرآن الكريم قوله تعالى:﴿وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾ [الأنعام : 141]، وقد بين ابن عباس -رضي الله عنهما- أن المقصود بـ (حقه) أي زكاة الزروع والثمار.

والدليل من السنة النبوية قول النبي ﷺ: ” فيما سقتِ السَّماءُ والعيونُ العُشرُ وفيما سُقِيَ بالنَّضحِ نِصفُ العُشرِ” (رواه الألباني)، والإجماع حيث أجمع علماء المسلمين على وجوب الزكاة فيما يخرج من الأرض مما يقتات ويكال مثل: التمر، والشعير، والقمح والزبيب.

شروط زكاة الزروع والثمار

لإخراج زكاة الزروع والثمار خمسة شروط:

• أن تكون مزروعة من قبل الإنسان، فلا تجب الزكاة فيما ينبت في الأرض دون تدخل الإنسان.
• وأن يكون مما يقتات به، أي مما يصلح أن يكون قوتًا يبني به الجسم.
• أن يكون صالحًا للادخار بحيث لا يفسد عند ادخاره.
• ظهور الصلاح والنضج في الحب أو الثمر.
• أن يبلغ النصاب، ويكون من جنس واحد.

شاهد أيضًا: شروط وجوب الزكاة في عروض التجارة

 كيفية إخراج زكاة الزروع والثمار

تخرج زكاة الزروع الثمار عند نضج الحب أو الثمرة وبلوغها النصاب كما ذكرنا، ونصاب زكاة الزروع والثمار خمسة أوسق، أي ما يعادل الآن 647 كيلو جرام تقريبًا، لقول النبي ﷺ: “ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة”، ومن هنا يكون المقدار الذي يجب إخراجه منها على قسمين:

• إذا كانت الزروع قد سقيت بدون تكلفة أو جهد كأن تكون سقتها الأمطار أو فاض عليها نهر أو عين ماء، فيخرج منها العشر.
• أما إذا سقيت بوسيلة أو طريقة تحمل التكلفة أو الجهد ففيها نصف العشر.

 مسائل في زكاة الزروع والثمار

• اختلف الفقهاء فيما تجب الزكاة فيه مما يخرج من الأرض على رأيين:

جمهور الفقهاء: قالوا أنه تجب الزكاة صنفين من الحبوب هما: القمح، والشعير، وصنفين من الثمار هما: التمر والزبيب.

الأحناف: يرون أن زكاة الزروع الثمار تجب في كل ما يخرج من الأرض.

• عند إخراج زكاة أكثر من نوع من الزروع أو الثمار يراعى عدم خلط الأصناف المختلفة، وإنما يحسب نصاب كل صنف على حدى، فإن بلغ النصاب يخرج منه الزكاة.
• يرى بعض العلماء جواز إخراج قيمة المالية لزكاة الزروع والثمار.[1]

وبعد أن علمنا أحكام الزروع والثمار، ومتى يجب اخراج زكاة الخارج من الارض، فعلينا أن ندرك أن الزكاة إنما هي نعمة للغني والفقير على حد سواء، فكما أنها تحقق التكافل الاجتماعي، فهي أيضًا تعين الإنسان على محاربة البخل والشح وحب المال في نفسه، وخير وسيلة لشكر الله على نعمة المال تكون بإخراج حقها.