من الطرق الصحيحة لولاية الله

من الطرق الصحيحة لولاية الله

من الطرق الصحيحة لولاية الله، هو عنوان هذا المقال، وقد بيَّن القرآن الكريم وكذلك السنة النبوية المطهرة مكانة ومنزلة الأولياء عند الله -عزَّ وجلَّ- لكن ما هو الطريق الذي يُمكن للمسلم أن يحصل على الولاية؟ هذا ما سيجد القارئ بيانه في هذا المقال الذي يطرحه موقع محتويات.

من الطرق الصحيحة لولاية الله

إنَّ بلوغ درجة الولايةِ أمرٌ يسعى إليه كلَّ مسلمٍ ومسلمة؛ لما في ذلك من فضلٍ عظيمٍ، ومن هذا المنطلق سيتمُّ ذكر الطرق التي من خلالها يُمكن للمسلمِ أن يكون من أولياء الله:

شاهد أيضًا: ضعف الإيمان سبب لولاية الشيطان وتسلطه على الإنسان

الإيمان بالله

إنَّ أول طريقٍ موصلٍ لولايةِ الله -عزَّ وجلَّ- هو إيمانُ العبدِ بالله إيمانًا حقيقيًا جازمًا من  غيرِ شكٍ ولا ارتيابٍ، ويتحقق هذا الإيمانِ من خلال التصديق الجازمِ لأركانِ الإيمانِ الستة، والتي تتمثل بالإيمان بالله -عزَّ وجلَّ- وملائكته وكتبه ورسله، والإيمان باليومِ الآخر والإيمان بالقدر خيره وشرِّه.[1]

تقوى الله

ثمَّ بعد أن يؤمن العبدُ بربه تمامَ الإيمانِ، فلا بدَّ أن يحقق تقوى الله في قلبه حتى يكونَ وليًا لله -عزَّ وجلَّ- إذ أنَّ الله تبارك وتعالى قد قرنَ بين الولايةِ وبين التقوى، حيث قال في كتابه المجيد: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)،[2] ولا بدَّ من التنبيه إلى أنَّ التقيَّ هو كلُّ مسلمٍ راقب ربَّه في حركاته وسكناته، يسر على مبدأ إن كنتُ لا أرى ربِّي فإنَّ ربِّي يراني.[3]

شاهد أيضًا: من الولي وما الطريق إلى ولاية الله تعالى

التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة

ومن الطرق الصحيحة لولاية الله أن يتقرَّب المسلمَ إلى ربِّه بالأعمال الصالحة، وذلك من خلال قيامه بما فرضه الله عليه من العبادات أولًا، ثمَّ الاجتهاد بعمل النوافلِ،[4] وقد دلَّ على هذا الطريقِ الحديث القدسي حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شَيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ؛ يَكْرَهُ المَوْتَ، وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ).[5]

شاهد أيضًا: حكم من زعم ولاية الله وهو مخالف لها

أقسام ولاية الله

إنَّ ولاية الله -عزَّ وجلَّ- تنقسمُ إلى قسمينِ اثنينِ، ولايةٌ عامة وولايةٌ خاصةٌ، وفيما يأتي توضيح ذلك بشيءٍ من التفصيلِ:[6]

الولاية العامة

وهذا القسمُ يعمُّ جميع خلقِ الله -عزَّ وجلَّ- حيث أنَّه وليُّ جميعِ الخلقِ المسلم منهم والكافر، ودليل ذلك قول الله تعالى: (هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ۚ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ)،[7] فهو الذي خلقهم ورزقهم وهداهم ودبَّر أمرهم، ومن هنا يُمكن القول أنَّ هذه الولايةُ تكونُ بما يُصلح حياةَ البشرِ في الدنيا.

الولاية الخاصة

وهذا القسمُ من الولاية لا يكونُ إلَّا لأهل الإيمانِ الذي ارتضى الله -عزَّ وجلَّ- منهم إيمانهم، والذينَ رضوا بالله ربًا وبالإسلامِ دينًا وبمحمدٍ -صلى الله عليه وسلم- نبيًا ورسولًا، ولمن اتقى ربَّه واجتهدَ في طاعته،[8] وقد ذُكرت هذه الولاية في قول الله تعالى: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ).[9]

شاهد أيضًا: حكم من يعمل الأعمال الصالحة يريد من ذلك المطامع الدنيوية

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان من الطرق الصحيحة لولاية الله، وفيه تمَّ ذكر ثلاث طرقٍ، وهنَّ: الإيمان بالله وتقوى الله والاجتهاد بالأعمال الصالحة، ثمَّ تمَّ بيان قسمي الولايةِ، مع توضيحٍ لهذينِ القسمينِ.

المراجع

  1. ^ alukah.net , من كان لله تقيًا كان لله وليًا , 16/5/2022
  2. ^ يونس: 62
  3. ^ islamway.net , حتى تكون وليا لله , 16/5/2022
  4. ^ islamway.net , حتى تكون وليا لله , 16/5/2022
  5. ^ حديث صحيح
  6. ^ alukah.net , ولاية الله تعالى , 16/5/2022
  7. ^ يونس: 30
  8. ^ alukah.net , ولاية الله تعالى , 16/5/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *