من هو عمرو بن لحي أول من غير دين إبراهيم

من هو عمرو بن لحي أول من غير دين إبراهيم، عليه السلام، فقد بعث الله آدم وزوجته للأرض وألهمه عبادة الخالق الذي لا شريك له، ثم كفر الناس من بعده، فأنزل الله إليهم إبراهيم ليجعل الخالق وحده لا شريك له إلههم، ولتكون ديانة التوحيد هي ديانتهم، ولكن الكفر انتشر مع قدم العهد، وترك أهل الجزيرة العربية عبادة الخالق واتجهوا لعبادة أصنام جلبت إليهم، وفي موقع محتويات سيتم التعرف إلى من هو عمرو بن لحي أول من غير دين إبراهيم، لدى العرب، وكيف كان له ذلك.

نزول ديانة التوحيد إلى الأرض

خلق الله آدم عليه السلام وجعل له زوجته حواء، وأسكنهما في الجنة وجعل لهما كل ما يشتهيانه، من طعام وشراب وفاكهة، ولكن حذرهما من الاقتراب من الشجرة، لكن الشيطان أغواهما، فأكلا منها وعصيا أوامر خالقهما، وعندما أكل من ثمارها، انزلهما للأرض، وعفى الله عن آدم، وجعل من ذريتهما كل الخلق والبشر، ولكن البشر كفروا بعد آدم بقرون فأرسل الله إليهم نوح عليه السلام، فاتبعه بعض من البشر وكفر به بعض آخر، فأغرق الله كل الكافرين بطوفان عظيم، ونجا نوح ومن تبعه وآمن بالخالق الواحد بسفينة ألهمه بناءها، ومع تقادم الزمن كفر بعض الناس وعم الكفر أرجاء الأرض، فأرسل الله نبيه إبراهيم أبو الأنبياء بديانة التوحيد وألهمهم أن يتبعوها، ونشر الله الدين الحنيف في أرجاء الجزيرة العربية، وكان الناس جميعًا يدينون به ويتبعون شعائره، وأمر إبراهيم ببناء الكعبة المشرفة بيت الله الحرام، وأصبح بعدها جميع البشر من العرب من سلالة إسماعيل ولد إبراهيم وغيرهم في الجزيرة مؤمنين بالدين الذي أرسل به إبراهيم إلى أن جاء من غير هذه الديانة وأدخل الشرك وعبادة الأصنام.

شاهد أيضًا: ما اسم مكة قبل الاسلام

من هو عمرو بن لحي أول من غير دين إبراهيم

عمرو بن لحي أول من غير دين إبراهيم هو عمرو بن لحي الخزاعي رجل من رجال قريش وساداتها في تلك العصور، وكان سيدًا لمكة وملكها، وكان رجلًا ذو مال كثير، وكان حينها عمرو بن لحي كغيره من سائر العرب، مؤمنًا بالدين الحنيف وكان يقدم الصدقات ويبذل الأموال، لكن تصرفاته كان فيها بعض اللغو والشرك والأخطاء، وكان ذو احترام كبير من جميع الناس والعرب في مكة، فجعلوه ملكًا على مكة، وجعلوا ولاية بيت الله الحرام بيده لثلاثة قرون من الزمن، أو خمسة قرون.[1]

كيف جلب عمرو بن لحي الخزاعي الأصنام إلى أرض التوحيد

قيل إن عمرو بن لحي الخزاعي كان في تجارة إلى بلاد الشام، فرأى أهلها يعبدون الأصنام والأوثان ويشركون إلهًا غير خالقهم بالعبادة، وقد نال ذلك إعجابه، وشغلت أفكاره، ومن ثم سار من أرض البلقاء إلى أرض مآب، ووجد هنالك رجالًا ضخمة أجسادهم، يعبدون الأصنام أيضًا، فقال لهم: ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون؟، قالوا: هذه أصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا، فقال: ألا تعطوني منها صنماً فأسير به إلى أرض العرب فيعبدونه؟، ولعله يعيننا فنحن نحتاج الماء في مكة، فأعطوه واحدًا من أصنامهم وهو الصنم الذي كان يسمى «هُبَل»، وسار به على أرض مكة، حتى إذا وصلها وضع هذا الصنم في بيت الله الحرام، وأمر الناس بعبادته، فاستجابوا له، وانتشر الشرك ليعم أرجاء الجزيرة العربية وتبع أهل الحجاز أهل مكة، لأن أهل مكة كانوا ولاة بيت الله الحرام، وكان الجميع يتبعونهم في الدين، فكان بذلك عمرو بن لحي الخزاعي هو أول من أعاد الشرك على الجزيرة العربية، وغير الدين الحنيف إلى عبادة الأصنام.[1]

شاهد أيضًا: تسمية الأصنام بأسماء الله تعالى يعتبر شرك التسمية والإشتقاق

انتشار عبادة الأصنام في شبه الجزيرة العربية

فكان بعد هبل العديد من الأصنام التي عكف العرب على عبادتها تقليدًا لأهل مكة، ومنها صنم «مناة» وكان صنم يعبده جميع العرب وعلى الأخص قبائل الأوس والخزرج، وصنم «اللَّات» وكان يعبده أهل الطائف، و«العُزَى» وهو الصنم الخاص بقوم وادي نخلة بين الطائف ومكة، كما أن عمرو بن لحي كان له من الجن من يخبره بأماكن الأصنام التي كان قوم نوح يعبدونها، وأعلموه بأن الأصنام لاتي كانت تدهى – ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر – موجودة في إحدى أراضي بجدة ودمونة هنالك، فأرسل من يخرجها ووزعها على قبائل العرب أثناء الحج، فأعطى صنم «ود»، لقبيلة كلب، بدومة الجندل، وأعطى «سواع»، إلى هذيل بن مُدْرِكة بالحجاز، وأعطى «يغوث»، إلى قوم بني غطيف، يقطنون في سبأ، وأعطى «يعوق»، إلى قبيلة همدان التي كانت موجودة في اليمن، وأعطى «نسر»، إلى قبيلة حمير، وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم يتبين للمسلمين مصير عمرو بن لحي والعاقبة التي نالها من فعلته العظيمة بتغيير دين التوحيد، فقد جاء في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه –أمعاءه- في النار، فكان أول من سيب السوائب )، وفي رواية: ( أول من غير دين إبراهيم)[2]، ومعنى السوائب هي جمع سائبة وتعني الأنعام التي كانوا يسيبونها لآلهتهم فلا يحمل عليها شيء.[1]

عودة التوحيد إلى أراضي شبه الجزيرة العربية

بعد انتشار عبادة الأصنام جعلت كل قبيلة من قبائل العرب لنفسها صنمًا خاصًا بها تعبده، وذلك الأمر على ذلك حتى أنزل الله سبحانه وتعالى الوحي إلى محمد عليه السلام، وأمره بتغيير ديانة الشرك إلى ديانة التوحيد، ودعوة الناس للإيمان بالخالق وحده، فانتشر الإسلام وعم أرجاء الأرض، وطهر الله بيته الحرام من الأصنام، وأرسل النبي الجنود من المسلمين لإزالة كل مظاهر الشرك وهدم بيوت الأوثان، فأرسل خالد بن الوليد لكي يدمر بيت العزى وقد كان هو الطاغوت العظيم الذي تعبده قريش، كما أرسل سعد بن زيد فدمر بيت مناة، وأرسل عمرو بن العاص إلى سواع، فدمرت جميع بيوت الأصنام في ذلك العهد، وانتشر الدين الحنيف على ملة إبراهيم في أرجاء الجزيرة العربية ومنه إلى أنحاء الأرض على يد خاتم المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام.[1

شاهد أيضًا: من اول من ادخل عبادة الاصنام

وفي الختام تم التعرف إلى من هو عمرو بن لحي أول من غير دين إبراهيم، وقد تبين أنه كان من أسياد قريش ووجهائها، وهو أول من أعاد الشرك على أرض الجزيرة العربية، وقد بين الله للمسلمين عاقبته في نار الجحيم.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , عمرو بن لحي أول من غير دين إبراهيم , 27/5/2022
  2. ^ لمحدث : ابن باز، المصدر : مجموع فتاوى ابن باز ، الصفحة أو الرقم : 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *