من هو مار شربل ؟ إنّ كلمة مار في اللغة السريانيّة تعني سيداً، وهي من الكلمات التي تطلق في الديانة المسيحية على القديسين الذين عاشوا الفضائل في الإيمان والرجاء والمحبة. ومن خلال موقع محتويات سنتعرّف إلى السيرة الذاتية وقصة حياة القديس شربل.
من هو مار شربل
مار شربل هو قديس مسيحي وصانع العجائب من لبنان، نشأ في أسرة ملتزمة دينيًا على الإيمان المسيحي، واسمه الأول قبل الرهبنة يوسف أنطون مخلوف، ومسقط رأسه قرية بقعكفرة، التي تقع شمال لبنان. استوحى إلهامه من الحياة النسكيّة والرهبانيّة التي مارسها النسّاك المنفردون في دير مار أنطونيوس قزحيا التابع للرهبانيّة المارونيّة اللبنانيّة. كثيرًا ما كان يعتكف في مغارة للصلاة والتأمل، وأصبحت المغارة أول منسك له. بعد وفاته، وفي 5 كانون الثاني 1965 م، وفي ختام المجمع الفاتيكاني الثاني، طوّب البابا بولس السادس القديس شربل، وكان الشخص الوحيد الذي تمّ تطويبه في نهاية هذا المجمع. وقد جلب هذا فرحاً عظيماً ليس فقط للرهبانية اللبنانيّة المارونية؛ بل للكنيسة الكاثوليكية بأسرها التي شهدت هذا الحدث الضخم. ثم أعلن البابا نفسه قداسة القديس شربل في 9 تشرين الأول 1977 م.
شاهد أيضًا: من هو الامير فيصل بن الحسين
مار شربل السيرة الذاتية
من خلال موضوعنا من هو مار شربل لا بدّ لنا من التعرف إلى السيرة الذاتية للقديس شربل. نستعرضها في هذه الفقرة كما يلي:
- الاسم: يوسف مخلوف.
- اسم الأب: أنطون زعرور مخلوف.
- اسم الأم: بريجيتا الشدياق.
- تاريخ ومكان الميلاد: 8 أيّار/ مايو من عام 1828 م. بقاع كفرا، بشري، إمارة جبل لبنان.
- رسم كاهنًا: 23 تموز/ يوليو عام 1859 م.
- تاريخ ومكان الوفاة: توفي مار شربل في 24 كانون الأول/ ديسمبر من عام 1898 م، في عناية، متصرفية جبل لبنان. لا سيما أنّه توفي إثر إصابته بسكتة دماغيّة، عن عمر يناهز 70 عامًا.
- تاريخ التطويب: طوّب مار شربل قديسًا في 5 كانون الثاني/ يناير عام 1965 م، في كاتدرائيّة القديس بطرس في الفاتيكان.
- تاريخ إعلان القداسة: 9 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1977 م.
- مزار مار شربل: منزله الذي يقع في بقاع كفرا في لبنان، وضريحه في دير مار مارون، عنايا، لبنان.
- شفاعته: شفيع الكنيسة المارونية.
- الاحتفال بعيده: تعيد الكنيسة المارونية في عيد مار شربل في الأحد الثالث من شهر تموز/ يوليو من كلّ عام.
شاهد أيضًا: من هو رئيس الامارات
قصة حياة مار شربل
أطلق القرويون في بقاعكفرة لقب “القديس” على مار شربل لتقواه وإيمانه الراسخ بالسيد المسيح وتفانيه للسيدة مريم العذراء. نتابع قصة حياة ومعجزات مار شربل كما يلي:
- في عام 1851 م، انضم يوسف إلى الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، واختار اسم شربل.
- بعد عامين من التنشئة الروحية المكثفة، أخذ نذوره الدينيّة في الطاعة والفقر والعفة وذلك في 1 تشرين الثاني 1853 م في دير مار مارون في قرية عنايا في جبل لبنان.
- بعد أن أكمل دراساته اللاهوتية على يد أساتذة كثيرين من بينهم القديس نعمة الله الحرديني، رُسم كاهنًا. لا سيما أنّه أمضى 16 عامًا كراهبٍ في دير عنايا، حيث طلب مار شربل رسميًا أن يصبح ناسكًا. في حين أنّ معجزة “السراج” الذي أضيء، رغم امتلائه بالماء فقط أقنعت رؤساء مار شربل أن طلبه كان من دعوةٍ إلهيّة ليتنسك.
- في 15 شباط 1875 م دخل محبسة القديسَين بطرس وبولس التابعة لدير مار مارون في عنايا، حيث كرس حياته للصلاة والعبادة والعمل اليدوي.
- وبعد أن أمضى 23 عامًا في المحبسة، ذهب القديس شربل للراحة الأبديّة في الرب عشية عيد الميلاد 24 كانون الأول من عام 1898 م.
- في الواقع أنّه بعد أشهر عدة من دفنه أشرق نور من قبره، وبموافقة السلطات الكنسيّة تم استخراج جثمانه، ووجد أنه غير متحلل ولم يفسد. كما أظهر الفحص الإضافي أن جسده كان ينضح بالدم والماء مثل أي كائن حي.
- انتشر خبر الحالة الإعجازية لجسد مار شربل في المنطقة، وتوافد الكثيرون إلى دير مار مارون طالبين شفاعة هذا القديس. كما بدأت السلطات الكنسية في فحص تقارير الشفاء الجسدي والروحي.
ختامًا، تعرّفنا في هذه المقالة من هو مار شربل الناسك. في الواقع، وعلى مرّ السنين انتشرت شهرة القديس شربل في العالم بأسره، ونسبت إلى شفاعته المعجزات العديدة. كما يواصل الكثيرون من الناس طلب صلاة القديس شربل من أجل شفاء الجسد والروح وتغيير حياتهم.
