هل القط ينكر المعروف يوم القيامة

هل القط ينكر المعروف يوم القيامة

هل القط ينكر المعروف يوم القيامة؟ القطط هي من الحيوانات الأليفة التي يربيها الكثير من الناس داخل بيوتهم، لأن القطة من الحيوانات الطاهرة المباح تربيتها في البيوت، وقد سمّاها النبي بالطوافات، فما هو حكم تربية القطط؟ وهل القط يُنكر المعروف يوم القيامة؟ هذا سوف يكون موضوع مقالنا في موقع محتويات في السطور القليلة القادمة.

هل القط ينكر المعروف يوم القيامة

لا يوجد أي دليل من القرآن الكريم أو السنّة النبويّة يدل على أن القط يُنكر المعروف يوم القيامة، فالقط مثله مثل باقي الحيوانات التي خلقها الله تعالى تحب من يُطعمها ويتقرّب منها ويتلطّف بها، بل القط من الحيوانات الوفيّة لأصحابها، والتي لا تنسى المعروف الذي عمله لها صاحبها، فهي تتعلّق بمن يُقدّم لها الطعام والماء، كذلك يقوم القط بطرد الحشرات والقوارض التي تقترب من المنزل ويخلّص أهل البيت منها، والقط من الحيوانات الأليفة الطاهرة التي يهتم الكثير من الناس بتربيتها داخل المنزل وإطعامها والاعتناء بها، وقد اهتم الصحابة في تربية القطط ومنهم أبو هريرة الذي كانت له قطة صغيرة يلاطفها ويعتني بها.[1]

شاهد أيضًا: حكم اقتناء القطط

هل يجوز تربية القطط في البيت

يجوز تربية القطط في المنزل، ولكن إذا كان هناك مبرر ومسوّغ شرعي لتربيتها مثل أن تدفع الأذى والضرر عن البيت عن طريق أكل الحشرات والقوارض التي قد تدخل إلى المنزل وتؤذي أصحابه، ومن يُربي القطة في منزله، فإنه يجب عليه أن يُطعمها ويسقيها ما يكفيها، وإذا لم يستطع ذلك فيتركها تأكل خارج المنزل ويُخلي سبيلها، وقال أبو حنيفة عن القطط: أنها طاهرة ولكن يُكره تربيتها، وأن بولها نجس باتفاق جميع علماء الأمة، وكذلك روثها لأنها من الحيوانات التي لا تؤكل لحومها، لذا فمتى أصاب بولها أو رَوثها الجسد أو الثوب وجب التطهّر منه.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز شراء القطط وتربيتها في الاسلام

حكم تربية القطط ابن عثيمين

يجوز تربية القطط في المنازل والبيوت على عكس تربية الكلاب في البيت فهو محرّم، وقد أجمع كل علماء الأمة على أن تربية القطط في المنازل هو أمر مباح، وقد استدلّ العلماء على جواز اقتناء القطط في البيوت من حديث عبدالله بن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ في هِرَّةٍ سَجَنَتْها حتَّى ماتَتْ، فَدَخَلَتْ فيها النَّارَ، لا هي أطْعَمَتْها ولا سَقَتْها، إذْ حَبَسَتْها، ولا هي تَرَكَتْها تَأْكُلُ مِن خَشاشِ الأرْضِ)[2]، وقد اتخذ الصحابي الجليل أبو هريرة قطة له، فكان يأخذها معه إلى حيث ذهب، وكان يُلاطفها ويلاعبها ويُطعمها حتى أطلق عليه لقب أبو هريرة لتربيته لهرّة صغيرة.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز بيع القطط … ما حكم بيع القطط في الاسلام

حكم شراء القطط إسلام ويب

شراء القطط وبيعه هو من الأمور الخلافيّة بين العلماء المسلمين، فبينما أجمع العلماء من المذاهب الفقهيّة على جواز بيعها وشرائها، فقد قال بعض أهل العلم بعدم جواز بيعها وشرائها، فمن قام ببيعها أو شرائها بناءً على الفتوى التي أباحت ذلك، فلا شيء عليه ولا حرج في أمره، وإن كان الأفضل الخروج من الخلاف الفقهي والابتعاد عن بيع القطط وشرائها، وقال ابن المنذر في كتابه: ’’أنه إذا ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه نهى عن بيع القطط، فبيعها حرام، وإذا لم يثبت ذلك عن النبي، وأجاز بيعها وشراءها فيجوز البيع والشراء‘‘.[4]

فوائد تربية القطط في الإسلام

الفائدة الرئيسيّة التي قد يجنيها المسلم من تربيته للقط في منزله هو: التخلّص من القوارض والحشرات التي قد تؤذي أهل المنزل والأطفال الصغار فيه، فالهدف الرئيسي لتربية القطط في الإسلام هو دفع الضرر عن أهل البيت، فالقط من الحيوانات الطاهرة غير النجسة كالكلاب وغيرها من الحيوانات، وقد ذكرت الكثير من الأحاديث النبويّة التي تحث على العناية بالقط متى تمت تربيته داخل المنزل، فيتم تقديم الطعام والشراب له، وإلا الأولى أن يقوم الشخص بتركه يأكل مما يريد خارج المنزل.[5]

حُب الهرّة من الإيمان صحة الحديث

(حبُّ الهرَّةِ منَ الإيمانِ): هو حديث موضوع لا أصل له في كتب الحديث، فلم يرد هذا الحديث عن النبي ولا عن أحد من صحابته، كذلك لم يكن للنبي -صلى الله عليه وسلم- قطًا يأخذه معه أينما ذهب ولم يتخذ النبي قطًا له، ولكن أمرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بالإحسان إلى القط عند تربيته واتخاذه في البيت، وقد وردت الكثير من الأحاديث الدالة على أن القط طاهر ليس نجس كما جاء في حديث أبو قتادة قال: (عن حُمَيدةَ ابنةِ عُبَيدِ بنِ رِفاعةَ، عن كَبْشةَ بنتِ كَعبِ بنِ مالكٍ، أنَّ أبا قَتادةَ دَخَلَ عليها، فسَكَبَتْ له وَضوءَه، فجاءتْ هِرَّةٌ تَشرَبُ منه، فأصغَى لها الإناءَ حتى شَرِبَتْ، قالتْ كَبْشةُ: فرَآني أنظُرُ إليه، فقال: أتَعجَبينَ يا بِنتَ أخي؟ فقالتْ: نعمْ، فقال: إنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قال: إنَّها ليستْ بنَجَسٍ؛ إنَّها مِن الطَّوَّافينَ عليكم والطَّوَّافاتِ)[6].[7]

شاهد أيضًا: حكم تربية الهامستر

إن الهر متاع البيت هل هو حديث صحيح

إن الهر متاع البيت هو حديث للرسول عن القطط ولكن إسناده فيه ضعف ورد عن أنس بن مالك قال: (خرجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى أَرْضٍ بالمدينةِ يقالُ لها بَطْحانُ ، فقال : يا أَنَسُ اسْكُبْ لي وضُوءًا . فَسَكَبْتُ لهُ ، فلمَّا قَضَى حاجَتَهُ أَقْبَلَ إلى الإِناءِ فرأى هرًّا قد ولَغَ في الإِناءِ ، فَوَقَفَ لهُ وقْفَةً حتى شربَ ، ثُمَّ سألْتُهُ فقال : يا أَنَسُ إِنَّ الهِرَّ من مَتَاعِ البيتِ لَنْ يَقْذَرَ شيئًا ولَنْ يُنَجِّسَهُ)[8]، وهذا الحديث دليل على جواز اقتناء القطط لأنها لها عدة فوائد، والأصل في تربية الحيوانات الجواز ما لم يرد دليل بالمنع.[9]

شاهد أيضًا: ماذا تأكل القطط الصغيرة من طعام البيت

ضوابط تربية القطط في الشقق السكنية

الأصل في المنهج الإسلامي أنه يقوم على التوازن، وعدم الإضرار بالآخرين، وإعطاء كل شخص حقه من دون تعدّي أي شخص على الآخر بأي طريقة كانت، وتربية الحيوانات في الإسلام مثل القطط ورعايتها هو من الأمور المباحة التي حث عليها الإسلام وحبّبها، ولكن لا يجوز تربية القطط إذا كانت تُلحق الضرر بأهل البيت أو بأحد من الجيران، لأن الإسلام يُحرّم الإضرار بالآخر، والقاعدة الشرعيّة تقوم على: أنه لا ضرر ولا ضِرار، فمتى كانت القطط مصدر أذى للآخرين من خلال رائحتها أو ما يُلقى لها من بقايا الطعام في هذه الحالة لا يجوز اقتنائها وتربيتها؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أوصانا بحسن معاملة الآخر وعدم إيذائه بأي طريقة كانت.[10]

في الختام نكون قد تعرفنا على هل القط ينكر المعروف يوم القيامة حيث بيّنا مدى صحة هذا الأمر من عدم صحته، كذلك تعرفنا على بعض الأحاديث عن القطط ومدى صحتها، وتعرفنا على حكم بيع وشراء القطط، وضوابط تربيتها داخل البيوت والشقق.

أسئلة شائعة

  • هل تربية القطط تجلب الرزق؟

    لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن تربية القطط هو جالب للرزق، ولكن ورد أن إطعام القطط هو سبب للثواب والأجر الكبير عند الله تعالى.

  • هل تدخل الملائكة البيوت التي فيها قطط؟

    نعم تدخل الملائكة للبيوت التي فيها قطط، فالقطط حيوانات طاهرة وليست نجسة، ولا تمنع دخول الملائكة أبدًا، ولم يرد عن النبي أنها تمنع دخول الملائكة.

  • هل كان للرسول قطة اسمها معزة إسلام ويب؟

    لم يرد في الأحاديث النبوية الشريفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخذ قطًا، ولكن ورد أن بعض الصحابة ومنهم أبو هريرة كان يقتني قطًا.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , تربية القطط في المنزل جائزة , 05/11/2022
  2. ^ islamqa.info , حكم تربية القطط , 05/11/2022
  3. ^ صحيح البخاري , عبدالله بن عمر ،البخاري ،صحيح البخاري ، 3482 ، [صحيح]
  4. ^ islamqa.info , حكم تربية القطط وشرائها ؟ , 05/11/2022
  5. ^ islamweb.net , حكم بيع وشراء القطط , 05/11/2022
  6. ^ alukah.net , في بيتنا هرة , 05/11/2022
  7. ^ dorar.net , الموسوعة الحديثية , 05/11/2022
  8. ^ الدراية تخريج أحاديث الهداية , أنس بن مالك ،ابن حجر العسقلاني، الدراية تخريج أحاديث الهداية ، 1/61 ،في إسناده ضعف
  9. ^ islamweb.net , يجوز تربية القطط لأنها من متاع البيت , 05/11/2022
  10. ^ aliftaa.jo , ضوابط تربية القطط في الشقق السكنية , 05/11/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *