هل شهر رجب من الاشهر الحرم

هل شهر رجب من الاشهر الحرم هو سؤال توضِّح إجابته أحد الحدود الشرعية التي كتبها دين الإسلام على المُسلمن، وهي الأشهر الحرم، فإنَّ الأشهر الحُرم هي أشهر مُحددة من العام لها أحكام وتعاليم وتشريعات يجب الالتزام بها وعدم تجاوزها، ومن خلال هذا المقال سنذكر إذا كان شهر رجب من هذه الأشهر، كما سنوضِّح ما هي الأشهر الحرم، وما هي الأمور التي لا يجوز فعلها فيها.

هل شهر رجب من الاشهر الحرم

شهر رجب من الأشهر الحرم، وقد سمي شهر رجب بهذا الاسم من باب التعظيم والهيبة، فإنَّ فعل رَجَبَ يعني هاب وخاف، وقد كان شهر رجب من الأشهر الحُرم في الجاهلية أيضًا، وكان شهرًا يُمنع فيه القتال أو الحرب فيقعد فيه الناس عن الحروب، كما إنَّ الحرب أو المعركة التي كانت تقع في هذا الشهر الكريم كانت تُسمى أيضًا حرب الفجار، كما ورد عن العرب في الجاهلية بعض العادات في هذا الشهر إلا أنَّ الإسلام جاء ليًبطلها، ويُبقي شهر رجب شهرًا حرمًا، والله أعلم.[1]

ما هي الأشهر الحرم

الأشهر الحرم في الإسلام هي أربع أشهر، وهس شهر رجب، وشهر ذو القعدة، وشهر ذو الحجة، وشهر محرم، وهي أشهر لم يرد ذكر أسمائها بشكل واضح في القرآن الكريم إلا أنَّه بيَّن أحكامها والأمور المُحرَّمة بها، أمَّا توضيح أسماء الأشهر الحرم فقد ورد في الحديث الشريف الوارد عن رسزل الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في قوله: ” الزَّمانُ قَدِ اسْتَدارَ كَهَيْئَةِ يَومَ خَلَقَ السَّمَواتِ والأرْضَ؛ السَّنَةُ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْها أرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثَةٌ مُتَوالِياتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وذُو الحِجَّةِ، والمُحَرَّمُ، ورَجَبُ مُضَرَ الذي بيْنَ جُمادَى وشَعْبانَ”[2]، والله أعلم.[3]

سبب انفصال شهر رجب عن الأشهر الحرم

إنَّ الأشهر الحُرم هي أربع أشهر في السنة القمرية خصَّها الله تعالى ببعض الأحكام وبعض الفضائل، وإنَّ من واجب المُسلمين الالتزام بهذه الأحكام، أمَّا عن تخصيص هذه الأشهر دون غيرها فإنَّ لله تعالى الحكمة البالغة في ذلك، فإنَّ الأشهر الثلاث المتوالية جعلها حُرمًا لكي تُمكن الناس وتتيح لهم أداء عبادة الحج بسلام دون قتال، أمَّا شهر رجب فقد جُعل حُرمًا لكي يُتيح للمُسلمين الإمكانية من أداء العمرة في منتصف العام، والله أعلم.[4]

فضل شهر رجب

لم يرد في النصوص الشرعية من الأحاديث الشريفة أو القرآن الكريم ما يجعل شَهر رَجب شهرًا مخصوصًا عن سائر الأشهُر الحُرم بفضل آخر، وإنَّ كل ما ورد من الأحادث هي أحاديث ضعيفة لا يُعتد بها، إنمَّا فضله مُشابه لفضل باقي الأشهر الحُرم، وإنَّ أحكامه مماثلة لها، ولا يوجد فضل مُخصص لقيام الليل في شهر رجب أو الصيام فيه، أمَّا من صام فيه غير معتد بعض الأحاديث الضعيفة في فضله فلا حرج عليه، والله أعلم.[5]

ممنوعات الأشهر الحرم

إنَّ الممنوعات الأساسية التي وردت في الأشهر الحرم هو تحريم القتال، فكان القتال في هذه الأشهر مُعظّمًا ومُحرّمًا، إلا أنَّ هذا الحُكم من الأحكام التي أجمع أهل العمل على أنَّها منسوخة، وذلك لقوله تعالى: “وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً”[6]، أمَّا تعظيم هذه الأشهر فهو أمرٌ باق إلى يومنا هذا فلا يجوز ظلم النفس أو الغير في هذه الأشهر فعلى الرغم من إنَّ الظلم مُحرَّم في كل الأشهر إلا أنَّ تحريمة وإثمه أكبر وأعظم في الأشهر الحُرم، فإنَّ الله تعالى يُضاعف الثواب والعقاب فيها، والله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: لماذا سميت الاشهر الحرم بهذا الاسم

بعد توضيح ممنوعات الأشهر الحرم نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي أجاب عن سؤال هل شهر رجب من الاشهر الحرم ، والذي أكَّد على أنَّه من الأشهر الحرم، كما عددها وذكر الحكمة من كون شهر رجب منفصلًا عنها، بالإضافة إلى بيان فضل شهر رجب وفضل الأشهر الحرم.