هل يجوز دخول المسجد للحائض

هل يجوز دخول المسجد للحائض

هل يجوز دخول المسجد للحائض سؤالٌ لا بد منه لأي واحدةٍ من النساء، فتلك الفترة التي تمر بها فترة استثنائية لا تجب فيها صلاتها ولا صيامها ولا تلاوتها أو مساسها للقرآن، ولكن الكثير من النساء يتساءل حول دخول المسجد، وفي هذا المقال سيتبين ما هو الحكم في ذلك.

هل يجوز دخول المسجد للحائض

أجمع العلماء على عدم جواز المكوث في المسجد للحائض، ولكنهم اختلفوا في حكم المرور للضرورة أو بغير ضرورة، فالمرور من المسجد لاختصار طريق معين أو لأخذ حاجة من المسجد يختلف في الحكم عن الجلوس في المسجد لفترة معينة كحضور درس علم أو غير ذلك، وخلاصة الحكم أن المكوث في المسجد لا يجوز، بينما المرور فيه فقد أجازه أغلب العلماء إذا أمِنَتْ المرأة على المسجد من التضرُّر، ولما للمسجد من حُرمة، ولما في الاستهانة بهذا الأمر من امتهان لشعائر الله تعالى، والتي تُرفع في المساجد ويُذكر فيها اسم الله تعالى. والدليل على ذلك الحكم قولُه تعالى في سورة النساء: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ} [1]. والجنابة الموجودة في الآية حكمها حكم الحيض، لأن الحيض حدثٌ أكبر وسببٌ من أسباب الجنابة، والمراد بالصلاة أيضًا مكان الصلاة وفِعلها كما شرحه علماء اللغة والتفسير.[2]

شاهد أيضًا: حكم الكدرة قبل الحيض.

حكم دخول الحائض للمسجد في المذاهب الأربعة

ذهب الأئمة الأربعة إلى عدم جواز المكوث في المسجد بالنسبة للمرأة الحائض، وكذلك الرجل أو المرأة إن أصاب أحدهما جنابة كما تقدّم، أما المرور داخل المسجد أو دخوله بقصد المرورد لفترة قصيرة كالدخول من باب ولخروج من باب آخر فقد كان رأي العلماء فيه على الشكل التالي:

  • أجازه الشافعية والمالكية لظاهر الآية التي تقدّمت في سورة النساء.
  • أجاز الحنابلة العبور للضرورة فقط.
  • منعهُ الأحناف لحديث السيدة عائشة رضي الله عنها: “وجهوا هذه البيوت عن المسجد فإني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب”.ويشترك في الأحكام السابقة الجنب والحائض لاشتراكهما بالعلة ذاتها، حفاظًا على قدسية المساجد التي يُذكر فيها اسم الله تعالى وتُقام فيها شعائر الدين الإسلامي.[3]

شاهد أيضًا: حكم قراءة القرآن للحائض.

حكم دخول المسجد النبوي للحائض

إن حكم زيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحكم ذاته في كل المساجد، وبناءً على ذلك فإن المكوث فيه لا يجوز، ويمكن المرور فيه بغرض التسليم على مقام النبي صلى الله عليه وسلم أو المرور لحاجة سريعة إذا أمنتْ المرأة على المسجد من التلوّث.

حكم دخول الحائض مصلى النساء

يمكن للحائض الدخول لما يلحق بالمسجد إذا لم يكن موقوفًا مع المسجد، أي لم يكن من ضمن الوقف الذي خصّصه صاحب النيّة في بناء المسجد وحدوده، أما إن كان المصلى تابعًا للوقف الأساسي في المسجد فلا يمكن المكوث إطلاقًا، ويجوز المرور منه على مذهب العلماء الشافعية والمالكية، ويجوز المرور للضرورة فقط على مذهب الحنابلة، ولا يجوز على مذهب الأحناف. أي يتبع في الحكم المسجد ذاته، والله تعالى أعلم.[4]

إلى هنا وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي بيّنا فيه الإجابة على السؤال الذي يدور في ذهن الكثير من النساء: هل يجوز دخول المسجد للحائض، كما تحدثنا عن حكم دخول الحائض للمسجد في المذاهب الأربعة، وحكم دخول المسجد النبوي للحائض، وحكم دخول الحائض مصلى النساء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *