يشرع في نصيحة السلطان

يشرع في نصيحة السلطان

ماذا يشرع في نصيحة السلطان؟ فالسلطان هو الشخص المسؤول عن جماعة من الناس، وقد حدد الشرع الكريم علاقة الرعية بالسلطان، وأنه إذا أراد أيّ شخص منهم أي يقدّم له نصيحة، أن تكون هذه النصيحة ضمن حدود وأُطر معيّنة، وفي مقالنا التالي سوف على ما يشرع في نصيحة السلطان.

يشرع في نصيحة السلطان

يشرع في نصيحة السلطان كما جاء في الحديث النبوي الشريف عن هشام بن حكيم وعياض بن غنم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (مَن أرادَ أنْ ينصَحَ لذي سُلْطانٍ بأَمْرٍ فلا يُبْدِ له علانِيةً، ولكنْ ليأخُذْ بيَدِه؛ فيخلُوَ به، فإنْ قبِلَ منه فذاكَ، وإلَّا كانَ قد أدَّى الذي عليه. وإنَّكَ أنتَ يا هشامُ لأنتَ الجَريءُ؛ إذ تجتَرِئُ على سُلْطانِ اللهِ، فهلَّا خشِيتَ أنْ يقتُلَكَ السُّلْطانُ، فتكونَ قتيلَ سُلْطانِ اللهِ)[1]، فالواجب على المسلم الإنكار باللسان لمن كان قادرًا عليه، وهذا الأمر بيد العلماء ممن يملكون وسيلة البيان، فالدّين النصيحة للسلطان ولغيره من الناس، ومن لم يستطع إنكار الفعل بلسانه فعليه أن ينكره في قلبه، وهو أضعف الإيمان، ويجب عند نصح السلطان تحرّي لحكمة والأسلوب الحسن في النصح، ولا يبدِ هذه النصيحة للعلن، ولكن يكون بينه وبين السلطان فقط، فإن قبل منه النصيحة فذلك حسن، وإن لم يقبلها منه، يكون قد أدّى الذي عليه.[2]

شاهد أيضًا: معتقد أهل السنة فى حكم مناصحة الحكام أنه

هل كان من نهج السلف نقد السلاطين من فوق المنابر؟

لم يكن من نهج الصحابة رضوان الله عليهم أن ينقدوا السلاطين والولاة من فوق المنابر في المساجد، لأن ذلك يؤدي إلى الفوضى، والتمرّد على الولاة وعصيانهم، ويؤدي إلى الخوض الذي يضرّ العامة ولا ينفعهم، والطريقة الصحيحة المُتّبعة لنصح الولاة هي: النصيحة، وهي طريقة السلف الصالح، فينصحوا السلطان بينهم وبينه، ويكتبون إليه، أو يتصلون بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجهونه إلى الخير، وكان لنقد السلطان علنًا آثار عظيمة على الحاكم والمحكومين ومثاله: عندما بدأ الخوارج بمعاداة عثمان بن عفان، وبدؤوا بنقده على العلن، عظمت الفتنة، وتوسعت آفاقها، ولا يزال فسادها يتجرّع منه الناس حتى يومنا هذا، حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية، وقُتل عثمان وعلي رضي الله عنهما بأسباب ذلك، وقُتل أيضًا جمع كبير من الصحابة  بسبب ذكر عيوب السلطان علنًا، حتى إن الكثير من الناس قتلوا ولاة أمرهم بسبب الإنكار وذكر عيوب السلطان علنًا.[3]

في نهاية مقالنا تعرفنا على يشرع في نصيحة السلطان أن يتم النصح بينك وبينه، فإن قبل النصيحة فذلك حسن، وإن لم يقبلها تكون أدّيت ما عليك، وتعرفنا على هل كان من نهج السلف الصالح نقد السلطان على المنابر، فلم يكن هذا من نهج السلف الصالح.

المراجع

  1. ^ مجمع الزوائد ,  هشام بن حكيم وعياض بن غنم ،الهيثمي ،مجمع الزوائد ،5/232،رجاله ثقات إلا أني لم أجد لشريح من عياض وهشام سماعا وإن كان تابعيا
  2. ^ islamweb.net , كيفية الإنكار على ذي السلطان , 9/06/2022
  3. ^ binbaz.org.sa , هل من منهج السلف نقد الولاة من فوق المنابر؟ , 9/06/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *