حكم العمل بالحديث المتواتر

حكم العمل بالحديث المتواتر

حكم العمل بالحديث المتواتر من الأحكام التي يرغب في معرفتها الكثير من طُلّاب العلم الشرعيّ، وخاصّةً المُرتبطين بعلم الحديث النبويّ الشّريف، وليس هناك من هو أكثرُ نفعًا للمرء من تعلُّم أحكام دينه؛ لأنّ من خلالها يستطيع أن يُميّز الجيّد من الرّديء، والحلال من الحرام، وفيما يلي سنتعرّف على حكم العمل بالحديث المُتواتر.

ما هو الحديث المتواتر

دار معنى التّواتُر في اللغة العربية بمعنى التّتابُع، جاء هذا الشيء أو الأمر مُتواترًا مع ذلك الشيء أو الأمر، أي جاء عقبه أو تبعه أو بعده، وقال البعض: إنّ التّواتُر يكون دون فترةٍ زمنيّةٍ أو مُدّةٍ، وأما في اصطلاح العُلماء فقد عرّفوه بتعريفاتٍ منها ما ذكره الإمام الجرجاني في مُختصره، وقد عرّفه بأنه:”ما بلغت رواته في الكثرة مبلغاً أحالت العادة تواطئهم على الكذب، ويدوم هذا فيكون أوله كآخره، ووسطه كطرفيه كالقرآن والصلوات الخمس” أي أن عدد رُواة هذا الحديث -المُتواتر- كثير، وهُم ثقات، والحديث المُتواتر ما نقله جمعٌ عُدُول ثقات عن جمع عُدول ثقال حتى النبي-صلى الله عليه وسلّم-، كما أن الشّروط تظّل من مبدأه إلى مُنتهاه.[1]

شاهد أيضًا: حكم إنكار البعث

حكم العمل بالحديث المتواتر

يجب العمل بالحديث المُتواتر، ومُنكره جاحدٌ، فالحديث المُتواتر كالقرآن الكريم، مُنكره جاحدٌ؛ لأنّه أنكر معلومًا من الدّين بالضّرورة، كما أن الذي يُنكر الحديث المتّواتُر الذي اتّفق عليه الإجماع إنّما هو مُخالفٌ لما عليه الجمهور، وعليه من الإثم والوزر ما الله -تعالى به- عليم، فالحُكم الثابت للعمل بالحديث المُتواتر هو الوُجوب.[2]

شاهد أيضًا: حكم من انكر ركن من اركان الايمان

شروط الحديث المتواتر

ذُكرت بعض الشّروط التي من خلالها يُمكن الحُكم على الحديث أنه مُتواتر أو غير مُتواتر، وتنحصر تلك الشُّروط في الآتي:[3]

  • أن يكون عدد الرّواة الذين رووا الحديث كثيرين بحيث يستحيل تواطؤهم على الكذب.
  • أن تكون الرّواية من خلال جمع عدول ثقات عن جمع عدول ثقات من أوّل السند حتى آخره.
  • أن يكون الخبر مُصاحبًا لإفادة االعلم لسامعه.
  • أن تكون رواة الرّواة عن حسٍّ، ومعنى ذلك أن يكون محسوسًا بإحدى الحواس كالبصر والسّمع.

شاهد أيضًا: حكم الايمان باركان الايمان السته

ما هو العدد الذي يحصل به التواتر

ذُكر الكثير من الآراء في العدد الذي به يحصُل التّواتر، فقال البعض أنه لا عدد مُحدد للحديث حتى يوصف بأن مُتواترًا، وإنّما العبرةُ تكمُن في أن يكون العدد كثير، بحث يحصُل تواطؤهم على الكذب، وقال البعض: أن لا يكون العدد أقلّ من أربعة، وقال البعض: لا يقل عن خمسة قياسًا على أولي العزم من الرّسُل، وقال البعض: لا يقلّ عن العشرة؛ لأنّ ما دون العضرة يُعدّ آحادًا، وقال البعض: اثنا عشر، وقال البعض: عشرون، وقيل: أربعون، وقيل: ثلاثمائة وبضعة عشر رجلًا قياسًا على المُقاتيلين يوم بدر، وقيل غير ذلك.

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرُّف على حكم العمل بالحديث المتواتر ، وما هو تعريف الحديث المُتواتر في اللغة العربيّة، وتعريفه في اصطلاح العُلماء، وما هو العدد الذي به يحصل التّواتُر، وما هي شُروط الحديث المتواتر، وما هي آراء العُلماء في العدد الذي يُمكن من خلاله الحُكم على الحديث بأنه مُتواترٌ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *