دعاء اللهم اني نويت صيام رمضان فان توفيتني

اللهم اني نويت صيام رمضان فان توفيتني هو دعاءٌ سيتمّ التّحدّث عنه في هذا المقال. فمع اقتراب شهر رمضان الفضيل تكثر الأسئلة من المسلمين عن أحكام الصّيام. و كذلك عن الأدعية والأذكار الّتي يمكن أن يقولها المسلم في شهر رمضان المبارك، وأن يدعو بها. فللدّعاء والّذكر أهميّةٌ عظيمةٌ في رمضان وغيره من الأيّام. و كذلك يهتمّ موقع محتويات ببيان حكم دعاء اللهم اني نويت صيام رمضان، و كذلك بيان النية وحكمها في الصيام، أيضاً معرفة شروطها.

عقد نية صيام شهر رمضان

شهر رمضان هو شهر الطّاعات والعبادة والقرآن. وهو شهر الصيام والقيام. وإنّ للصيام في رمضان أحكام وشروط ليكون صحيحاً، وأحد هذه الشّروط هو النّيّة. وإنّ كلّ عملٍ أو فعلٍ عند المسلمين يكون بنيّة، فهي واجبةٌ لكلّ الأمور، ولا أعمال بلا نيّة، وأحد الفرائض الشّرعيّة الّتي تلزمه النية هو صيام شهر رمضان، بحيث يعزم المسلم ويقرّر بعقله وقلبه تأدية فريضة الصّيام في شهر رمضان. فمن الجائز للمسلم أن ينوِ الصّيام عن كلّ يومٍ على حدة. و كذلك من الجائز له أن ينوِ الصيّام مرّةً واحدةً عن شهر رمضان كاملاً. فكيف يكون عقد نية صيام المسلم لشهر رمضان؟.[1]

شاهد أيضًا: دعاء عقد نية الصيام اللهم إني نويت أن أصوم رمضان كاملاً لوجهك الكريم

دعاء اللهم اني نويت صيام رمضان فان توفيتني

دعاء أو أدعية عقد نية الصيام في شهر رمضان من الأمور الشّائعة والمنتشرة بكثرةٍ بين المسلمين. ومن الأدعية الشّائعة لعقد النّية في شهر رمضان، أو في الأيّام الّتي تسبقه هو دعاء:

• اللهم اني نويت صيام رمضان فإن توفّيتني قبل قدومه فاكتبني من الصّائمين. ولكن حسب ما جاء بصحيح الأحاديث الشّريفة، أنّ هذا الدّعاء لا يصحّ وليس مأثوراً عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كما يعتقد بعضٌ من المسلمين. فقد تداوله النّاس بين بعضهم وما زالوا يتبادلون هذا الدّعاء وينشروه بينهم، ظنّاً منهم بأنّ هذا الدّعاء هو دعاء عقد النّيّة الصحيح لصيام شهر رمضان.
• كذلك من الأدعة المنتشرة أيضاً: اللهم إني نويت أن أصوم رمضان كاملاً لوجهك الكريم إيماناً واحتساباً. اللهمّ تقبّله مني، واجعل ذنبي مغفوراً وعملي مقبولاً.
• حيث يردّد المسلمون هذان الدّعائين كلّما أرادوا الصّيام. أو عند اقتراب شهر رمضان المبارك. ووجب التّنويه على أنّ ليس في السّنّة المباركة أو القرآن الكريم دعاءٌ مخصوصٌ لعقد نيّة الصّيام. أو أدعيةٌ لاستقبال رمضان وعند العلم باقتراب دخوله. فقد شرّع الإسلام للمسلمين الدّعاء بما شاؤوا وأرادوا، بشرط الالتزام بشروط الدّعاء وآدابه والله أعلم.

حكم دعاء اللهم اني نويت صيام رمضان فان توفيتني

اختلف علماء الشّريعة الإسلاميّة في حكم دعاء اللهم اني نويت صيام رمضان فان توفيتني. وغالبهم قد أفتى بعدم جواز الدّعاء لعقد نيّة الصّيام. وذلك بقول دعاء اللهم اني نويت صيام رمضان فان توفيتني قبل قدومه فاكتبني من الصائمين. حيث أنّ النّيّة لا يجوز التّلفّظ بها عند عقدها. فذلك الأمر بدعة وإحداثٌ بالدّين والعياذ بالله، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “إيَّاكُم ومحدَثاتِ الأمورِ فإنَّ شرَّ الأمورِ محدثاتُها وإنَّ كلَّ مُحدَثةٍ بدعةٌ وإنَّ كلَّ بدعةٍ ضلالةٌ”.[2]
فلا يجوز للمسلم التّلفظ بالنّيّة مهما كانت، ولأيّ فريضةٍ كانت. ويجوز قول هذا الدّعاء في القلب فتُعقد نيّة الصيام في القلب. دون قوله باللّسان فذلك صحيح. أمّا الدّعاء والتّلفظ به فغير جائز والله أعلم.

النية وحكمها في الصيام

النية في الشّريعة الإسلاميّة هي العزم على فعل الأمور بإقدامٍ دون تردّد، وعقد القلب على هذا الأمر، والنية واجبةٌ في كلّ أمرٍ وفي كلّ فريضةٍ ونافلة، فلا يصحّ العمل دون النّية، وقد أجمع العلماء المسلمون على أنّ النية محلها القلب، وذلك استناداً على قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ألا إن في الجسدِ مضغةً إذا صلَحتْ صلَحَ لها سائرُ الجسدِ وإذا فسدتْ فسد لها سائرُ الجسدِ ألا وهي القلبُ”.[3]

وعند الصّيام وجب على القلب أن يكون حاضراً في هذه العبادة اعظيمة، فينوي المسلم الصيام أي يريده فيعقد قلبه على عبادة الصّوم، أمّا عن حكم النية في الصيام، فقد أجمع العلماء على قولٍ واحدٍ، وهو بأنّه لا صحّة للصيّام دون نيّة قلبيّة، وأنّ النية شرطٌ من شروط صحة الصيام، وقال الشّافعيّ -رحمه الله- بأنّ النية ركنٌ من أركان الصيّام، كالامتناع عن الطعام والشّراب، واستندوا بقولهم على الحديث الشّريف، عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: ” إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوى”.[4] وكان إجماعهم على هذا القول والله أعلم.

شاهد أيضًا: دعاء دخول رمضان مكتوب 2021 أدعية استقبال شهر رمضان المبارك

شروط نية الصيام

إن للنيّة في الصيام سواء ٍكان هذا الصيام في رمضان أو غيره، أوجب علماء الأمّة الإسلاميّة بعضاً من الشّروط المتعلّقة بهذه النية، وعلى المسل إن أراد الصيام أن يلتزم بشروط النية، ليصح صيامه وعبادته، وقد اختلفت الشّروط بعض الشّيء من مذهبٍ لآخر، حيث توضّح كلّها فيما يأتي وهذه الشّروط هي:

• عند المذهب الشّافعيّ: وجب أن تُعقد النية ليلاً قبل طلوع الفجر، فإن طلع الفجر ثمّ عُقدت النية، فتكون غير صحيحة، وبذلك لا يصح الصيام، كما اشترطوا في صحّة النية بتعيين القصد من صيامه أي إن كان قضاءً أم صيام يوم ٍ من رمضان أو كان غير ذلك، وكذلك أوجبوا تكرار النية في أيّا رمضان، فلا تصح عندهم النية الواحدة لكلّ أيّام رمضان.
• وأمّا عند المذهب الحنفيّ: اشترط علماء هذا المذهب بالتّكرار أي عقد النّية في جميع ليالي رمضان لصيام أيّامه، وأيضاً أوجبوا عدم تعليق النّيّة في أمر والاشتراط بها، كما اشترطوا في صحتها التبييت من الليل والتّعيين فيها.
• عند المذهب المالكيّ: كانت الشّروط الّتي وضعها الفقهاء عي تعيين المقصود من الصّيام، وكذلك تبييت النية من اللّيلة الّتي تسبق يوم الصّيام.
• و كذلك عند المذهب الحنبليّ: تبييت النية ليلاً، وتصح في أيّ وقتٍ منه ولو كان بعد غروب الشّمس، أو قبل طلوع الفجر بقليل، وكذلك تعيين الصيام إن كان لرمضان أم كان لنذرٍ أم كان لكفّارة وغيرها، والشّرط الإضافيّ هو الجزم في النّيّة واجتناب التردّد فيها والله أعلم.

دعاء اللهم اني نويت صيام رمضان فان توفيتني هو أحد الأدعية الشّائعة بين النّاس على أنّه نيةٌ للصيام، وقد ذكر هذا المقال بأنّ هذا الاعتقاد غير صحيح وذكر حكمه في الشّريعة، فالنيّة لا تكون بالدّعاء أو التّلفّظ فيها، كما أوضح المقال شروط النية في رمضان وأحكامها.