ما هو الاحتباس الحراري .. أسباب وأضرار الاحتباس الحراري

ما هو الاحتباس الحراري سؤال علمي يرتبط بمفهوم التلوث البيئي والأضرار الناتجة عنه، وفي هذا المقال سيتم تقديم بحث مدقق ومفصل عن ظاهرة الاحتباس الحراري وعن أسبابها، وتقديم حلول بسيطة وفردية لمقاومة هذه الظاهرة على المدى القريب والبعيد.

مفهوم الغازات الدفيئة

قبل الإجابة عن السؤال ما هو الاحتباس الحراري يجب تعريف الغازات الدفيئة، وهي الغازات المتواجدة في غلاف الجوي، والتي تعمل على احتباس الأشعة تحت الحمراء القادمة من الشمس وتمنع انعكاسها نحو الفضاء، وهي غازات ضارة في تزايد مستمر كنتيجة لحرق الوقود في المنشآت الصناعية ووسائل النقل والمواصلات، وتتمثل هذه الغازات في ما يأتي:[1]

• بخار الماء، وهو ناتج عن عملية تبخر الماء في مختلف التفاعلات الكيميائية.
• غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو ناتج عن عمليات الحرق المختلفة.
• غاز النيتروز، ويسمى أيضًا أكسيد النيتروجين، أو غاز الضحك، ويستخدم في السيارات والمحركات.
• غاز الميثان، وهو غاز طبيعي ينتج من قاع البحار، وتحلل المخلفات العضوية، ومن تحلل الوقود.
• الأوزون، وهو غاز سام ناتج عن تفاعل الأكسجين مع الأشعة فوق البنفسجية.
• هاليدات الألكيل، ويرمز لها “CFCs”، وهي مركبات تستخدم في تبريد الثلاجات والمكيفات الهوائية.

ما هو الاحتباس الحراري

الاحتباس الحراري أو الاحترار العالمي، هو ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة السطحية عن المستوى المتوسط في العالم، والمرافقة لارتفاع كمية ثاني أكسيد الكربون وباقي الغازات الدفيئة في الجو، وتؤدي هذه الغازات إلى تدفئة جو الأرض السطحي، وقد لوحظ هذا الارتفاع منذ منتصف القرن العشرين، وهو في تزايد مستمر، فدرجة الحرارة اليوم هي تقريبًا ضعف الدرجة المسجلة من 200 عام.[2]

اكتشاف الاحتباس الحراري

اكتشف الاحتباس الحراري العالم الفرنسي الشهير جوزيف فورييه، في العام 1824، إلا أن السويدي سفانت أرينيوس هو من حدد هذه الظاهرة كميًا في العام 1896، ولا يزال النقاش العلمي قائمًا حول أسباب ونتائج الحتباس الحراري.[2]

أسباب الاحتباس الحراري

يتضمن جواب ما هو الاحتباس الحراري تحديد أسباب هذه الظاهرة، فقد أقرت اللجنة الدولية للتغيرات المناخية المؤسسة في العام 1988، أن الغازات الدفيئة الناتجة عن النشاط البشري هي السبب الرئيسي لظاهرة الاحتباس الحراري، بينما يبقى تأثير الظواهر الطبيعية كالبراكين والسطوع الشمسي ضئيلًا، وهي في نفس الوقت مسؤولة عن تبريد سطح الأرض، وبذلك تنقسم العوامل المسببة للاحتباس الحراري إلى قسمين الطبيعي والبشري.[3]

الأسباب الطبيعية

بالرغم من كونها متوازية نسبيًا إلا أن انبعاثاث الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي تعود بنسبة قليلة إلى بعض العوامل الطبيعية، وهي كما يأتي:[3]

• الإفرارزات الناتجة عن عمليات هضم النمل، والحيوانات المجترة، وهي متمثلة بنسبة كبيرة في غاز الميثان.
• انبعاثات الغازات الضارة كأكسيد الكربون، والميثان، وثاني أكسيد الكربون من حرائق الغابات التي قد تندلع طبيعيًا.
• إفرارزات الأنظمة البيئية الرطبة، والمراعي، من غازات دفيئة ومشتقاتها.
• تخزين وانبعاث أكسيد النيتروس، من المسطحات المائية  كالبحيرات، والجداول.
• النشاطات البركانية، وافرارزتها الغازية والمنصهرة.
• التحلل الطبيعي للحيوانات والنباتات، والذي يؤدي إلى تشكل الأحفوريات.

الأسباب البشرية

من المتفق عليه علميًا أن السبب الرئيسي لظاهرة الاحترار العالمي هو النشاطات البشرية، المتمثلة في ما يأتي:[3]

• حرق الوقود الأحفوري، الناتج عن الثورة الصناعية.
• إزالة وحرق الغابات، التي تعد مصفاة ورئة الكرة الأرضية، واستغلال المساحات الخضراء في المباني والمنشآت العمرانية.
• الأنشطة الزراعية المركزة والكثيفة، والتي تؤدي إلى الاستخدام المفرط، مما يزيد من نسبة أكسيد النيتروس (N2O) في الغلاف الجوي.
• تربية الحيوانات، فهي تتطلب إزالة الغابات من أجل استخدام تلك الأراضي.
• تصنيع الإسمنت، وهي عملية تؤدي إلى انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، من خلال تسخين كربونات الكالسيوم.
• التلوث البيئي الناتج عن الصناعة، فتنتج المصانع العديد من الغازات الضارة والمواد السامة التي لا تتحلل.
• النفايات البلاستيكية والكيميائية، فتعد مكبات ومدافن النفايات مراكز لانبعاث غازي الميثان وثاني أكسيد الكربون.
• النمو الدموغرافي، الزيادة في عدد السكان تؤدي إلى زيادة الطلب على الطعام، والمأوى،  والملابس.

أضرار الاحتباس الحراري

الهدف الرئيسي من طرح السؤال ما هو الاحتباس الحراري هو تسليط الضوء على أضرار وسلبيات هذه الظاهرة على الإنسان والكائنات الحية، والحديث عن مستقبل الكرة الأرضية في ظل تفاقم هذه الأزمة، وتتمثل أثار الاحتباس الحراري في ما يأتي:[4]

• اضطراب الطقس والمناخ في العالم، وظهور ظروف جوية قاسية لم تشهدها الأرض من قبل، كالعواصف الشديدة والأعاصير.
• ارتفاع مستوى البحر والمحيط، والذي يؤدي إلى حدوث الفيضانات والكوارث البشرية.
• ارتفاع نسبة الحموضة في المحيطات، والذي يؤدي بدوره إلى اختفاء الشعب المرجانية.
• ذوبان الأنهار الجليدية القطبية الذي يؤدي إلى قتل الكريل، وهو الطعام الرئيسي للحيتان والأسماك والبطريق.
• انخفاض الانتاج الزراعي الناتج عن اضطرابات الأحوال الجوية، مما يؤدي إلى زيادة الجوع ونقص التغذية.
• انتشار الأمراض والأوبئة، خاصة الأمراض المنتقلة عن طريق الحشرات والكائنات التي تتكاثر في ظل اختلال المناخ، وانتشار أمراض الحساسية والربو.
• ارتفاع عدد وأنواع الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض.
• اختلال السلسلة الغذائية والنظم الإيكولوجية بانقراض بعض الحيوانات وظهور حيوانات أخرى في مناطق جديدة.
• سقوط الأمطار الحمضية، والتي تؤثر على الزراعة والغابات والنباتات.
• ظهور التشققات والانهيارات الأرضية في ظل الحرائق واختفاء النباتات والأشجار.

حلول لظاهرة الاحتباس الحراري

بعد الإجابة على السؤال الرئيسي للمقال ما هو الاحتباس الحراري يجب تقديم بعض الحلول التي من شأنها تخفيف حدة هذه الظاهرة، وهي كلآتي:[5]

• التقليل من استخدام المكيف الهوائية، كتركيب عوازل للمباني أو استخدام المروحات الهوائية.
• نشر ثقافة إعادة التدوير، كإعادة تدوير نفايات المنزل، والتبرع بالملابس وفرز النفايات.
• توفير الطاقة، من خلال استخدام المصابيح الموفرة للطاقة، والأجهزة الكهربائية المنزلية الصديقة للبيئة.
• الاستخدام العقلاني للماء بشكل عام، واستخدام كميات أقل من الماء الساخن بشكل خاص.
• ترشيد الكهرباء، بإطفاء الأجهزة غير المستخدمة كالحاسوب، والتلفاز ، وإطفاء المصابيح في الغرف غير المستعملة، واستخدام الماء بعقلانية أثناء غسل السيارة.
• التقليل من استخدام السيارات، باستخدام وسائل النقل العمومية والمشتركة، أو ركوب الدراجات الهوائية والمشي.
• التشجير، زراعة الأشجار تعد أهم سلاح لمواجة الاحترار العالمي.
• استخدام مصادر الطاقة المتجددة كطاقة الرياح، والطاقة الشمسية، والطاقة المائية.

في البحث عن جواب السؤال ما هو الاحتباس الحراري نجد أنه من الواضح أن السياسات الدولية تسعى لمواجهة هذه الظاهرة والحد منها، عن طريق تنظيم المؤتمرات والمعاهدات كقمة المناخ للعام 2019، واتفاقية كيوتو، واتفاقية باريس مما أدى إلى إصدار العديد من القوانين الدولية والعقوبات الصارمة في حق الدول الملوثة للبيئة والمسببة للاحتباس الحراري.