ماهو اللقب الذي أطلقه أهل مكة على النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة

ماهو اللقب الذي أطلقه أهل مكة على النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة

ماهو اللقب الذي أطلقه أهل مكة على النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة ؟ سؤال من الأسئلة المطروحة والمتداولة بين المسلمين، فإنَّ حياة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قبل البعثة النبوية وبعدها هي من الأمور التي تشكّل محطّ اهتمام المسلمين، وإنَّ معرفة تفاصيل حياته وأقواله وأفعاله هي من الأمور التي يسعون لها، وفي هذا المقال سنبيّن أحد التفاصيل التي وردت في سيرة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قبل البعثة، وهو اللقب الذي لُقب به حينها، كما سنبيّن سبب هذا اللقب، بالإضافة إلى تقديم مُلخص لحياة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قبل البعثة.

ماهو اللقب الذي أطلقه أهل مكة على النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة

اللقب الذي أطلقه أهل مكة على النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة هو الصادق الأمين، فكانوا يقولون عنه حين يأتي أو يذهب جاء الأمين وذهب الأمين، حتى أنَّ الأمانة والصدق أصبحتا صفتان مُلازمتان للنبي صلّى الله عليه وسلّم، وقد وردنا الكثير من القصص التي حدثت في الجاهلية والتي تُثبت أنَّ النبي صلّى الله عليه وسلّم، ومنها قصّة اختلاف أهل قريش في من سينال شرف حمل الحجر الأسود واتفقوا على تحكيم أول من يدخل الحرم فلما دخل النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قالوا: “هذا الأمين، رضينا، هذا محمد”، كما أنَّ اسم الصادق الأمين ورد في تفسير الطبري في قوله: “ قال مقاتل: نزلت في أبي جهل، وذلك أنه طاف بالبيت ذات ليلة ومعه الوليد بن المغيرة، فتحدثا في شأن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال أبو جهل: والله إني لأعلم أنه لصادق! فقال له: مه! وما دلك على ذلك! قال: يا أبا عبد شمس، كنا نسميه في صباه الصادق الأمين، فلما تم عقله وكمل رشده، نسميه الكذاب الخائن! والله إني لأعلم أنه لصادق“، وغير ذلك الكثير من قصص مكة في الجاهلية والتي تُثبت أنَّ النبي كان يُلقب بالصادق الأمين، إلّا أنّه لم يرد أي حديث نبوي يذكر فيه النبي -صلّى الله عليه وسلّم- نفسه بصفة الصادق الأمين.[1]

شاهد أيضًا: ماهي المهنتين التي عمل بها الرسول قبل بعثته وبماذا كانت تتّسم حياته قبل البعثة

لماذا كان أهل مكة يسمون الرسول الصادق الأمين

كان الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- رفيع الأخلاق حسن الأفعال، وقد وصفه الله تعالى في كتابه الكريم بانّه ذو خلق عظيم وذلك في قوله تعالى: “وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ”[2]، وإنَّ عظمة اخلاق الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- هي من الأمور التي عُرف بها قبل البعثة النبوية، فقد لقب أهل مكة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بالصادق الأمين لشدة صدقه وأمانته واشتهاره بعدم خيانة الأمانة والحفاظ عيها بشكل كبير، كمل عُرف عنه بأنّه لا يكذب أبدًا، وقد كانت ثقة قريش بالرسول -صلّى الله عليه وسلّم- كبيرة جدًا فكانوا يضعون أموالهم وأملاكهم في بيته صلّى الله عليه وسلّم، وحتى أنَّ ذلك استمر بعد البعثة النبوية، وعلى الرغم من تكذيبهم له إلّا أنّهم لم يشكّوا في أمانته أبدًا، والدليل على ذلك بقاء علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في فراش الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عندما هاجر إلى المدينة المنورة، وذلك كي يؤدي الأمانات التي عند رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى أصحابها، وذلك من فرط أمانته وعظمة أخلاقه صلّى الله عليه وسلّم.[3]

حياة الرسول قبل البعثة

بعث الله تعالى الأنبياء والرسل إلى جميع الأمم والشعوب، قد اقتضت حكمته تعالى أنَّ يكون الرسل والأنبياء من البشر ويشتركون مع الناس في الصفات البشرية فيمرّون في مراحل النمو الحياة التي يمرّ بها كلّ الناس ويشتركون معهم في صفات الجوع والعطش والمرض، ولا يُميزهم عن سائر البشر إلّا ما خصّهم الله به من تكليف النبوة، وكذلك نبي الله محمد -صلّى الله عليه وسلّم- فقد نزل الوحي عليه وهو في عمر الأربعين عامًا وقبل ذلك فقد ولد يتيم الأب ثم توفت عنه أمّه وهو في عمر السابعة، وكفله جدّه، ثم بعد وفاة جدّه كفله عمّه عبد المطلب، وقد عمل الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في أول مراحل عمره في رعي الأغنام لإعانة عمّه عبد المطلب لكسب رزقه وقوت يومه، فقد كان يأخذ الأغنام من أهل مكّة ليرعى بها خارج مكّة، ومن الجدير بالذكر أن رعي الأغنام هي مهنة مشتركة بين كثير من الأنبياء، وبعد ذلك عمل الرسول-صلّى الله عليه وسلّم- في التجارة بعد خروجه مع عمّه في رحلاته التجارية، وتعلّمه أصول المهنة في وقت قصير، وقد اشتهر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بسرعة بين جموع التّجار بصدقه وأمانته، وأصبح موضعًا للثقة بينهم، وقد تزوج من خديجة بنت خويلد بعد أن سمعت عن صدقه وأمانته وعرضت عليه أن يُشاركها بالتجارة، ثم بعد ذلك تزوجها صلّى الله عليه وسلّم، وعلى صعيد الحروب فقد شارك النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في الدفاع عن الحرم المكي وهو في عمر الرابعة عشر عند هجوم هوزان على قريش ومحاولتهم استباحة الهرم، فقد شارك في تلك المعركة بجمع السهام وإعطائها لأعمامه، كما كان له -صلّى الله عليه وسلّم- حضور في الاجتماعات التي كانت تُقيمها قريش لمُناقشة أحوالها وأمورها، وعلى الرغم من ذلك إلّا أنّه لم يطمأنَّ يومًا إلى عبادة الأصنام والأوثان والأمور الوثنية التي انتشرت في الجاهلية قبل نزول الوحي عليه، فقد كان كثير التأمل والاعتزال، وكان يُقيم في غار حراء كثيرًا فيعتزل فيه عددًا من الأيام والليالي، فقد كان ذلك يزيد من صفاء روحه وسموّ فكره وتمسّكه بتوحيد الله تعالى وحبّه، واستمر ذلك إلى أن نزل الوحي عليه صلّى الله عليه وسلّم.[4]

شاهد أيضًا: ماذا كان يعبد الرسول قبل نزول الوحي

وبهذا نكون قد وصلنا غلى نهاية المقال الذي بيّن ماهو اللقب الذي أطلقه أهل مكة على النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، كما ذكر سبب تسمية أهل مكة للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- بالصادق الأمين، بالإضافة لذكر مُلخص عن حياة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قبل البعثة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *