من هو اخر من مات من الصحابة

إنَّ آخر من مات من الصحابة هو الصحابي الجليل أبو الطُّفيل عامر بن واثلة الكناني، وهو صحابي جليل وسيد من أسياد قومه، وهو أديب شاعر فصيح من الأشراف، أجمع المؤرخون على أنَّه آخر صحابة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- موتًا، وقد اختلف المؤرخون في عام موته، فقيل إنَّه مات في عام 102هـ، وقيل إنَّ مات في سنة 101هـ، وفيما يأتي سنتحدَّث عن نسب هذا الصحابي الجليل كاملًا.[1]

نسب آخر من مات من الصحابة

إنَّ آخر صحابة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- هو موتًا هو أبو الطفيل عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمير بن جابر بن حميد بن جدي بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، الليثي الكناني.[2]

اقرأ أيضًا: من هو اخر صحابي توفي

من هو الصحابي عامر بن واثلة

هو أبو الطفيل عامر بن واثلة آخر الصحابة وفاة، وهذا ما أجمع عليه علماء ومؤرخو المسلمين، حيث ورد عن عامر بن واثلة أنَّه قال: “رأيت النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- يستلم الركن بمحجنه، وذكر صفته”، حيث ولد الصحابي الجليل عامر بن واثلة في السنة الثالثة للهجرة، أي أنَّه عاش ثمانية أعوام حينما كان النبي على قيد الحياة حيث توفي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم- في سنة 11 هـ حين كان يبلغ عامر بن واثلة ثمانية أعوام، وهو واحد من رواة أحاديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فقد روى عن أبي بكر الصديق وعن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود وغيرهم من كبار صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقد قال ابن السكن عن رواياته للحديث: “عنه رواياتٌ ثابتة أنه رأى النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم، وأما سماعه منه -صَلَّى الله عليه وسلم- فلم يثبت، وقيل أنه روى عن النبي محمد أربعة أحاديث”.

أمَّا في زمن الفتنة، فكان عامر بن واثلة في صف علي بن أبي طالب رضي الله عنه، خاض معه الحروب جميعها، وقد اختلفت الروايات في موته، ولكنَّ الراجح أنَّه عمَّر في السن حتَّى وصل المئة عام، وقد توفي بعد القرن الأول الهجري، والراجح أنَّ موته كان في عام 102 للهجرة، والله تعالى أعلم.[3]

رؤية آخر من مات من الصحابة للنبي

لقد وردتْ في روايات كثيرة أقوال تبين أنَّ عامر بن واثلة رأى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وأنَّه وصفه فحسن وصفه، وكثيرة هي الأقوال التي وردت عنه في وصفه للنبي عليه الصلاة والسلام، ومن هذه الأقوال ما يأتي:

عن عامر أنَّه سمع عامر بن واثلة يقول: “رأيت رسولَ الله -صَلَّى الله عليه وسلم- مِنَ الرجال مَنْ هو أطولُ منه، ومنهم مَنْ هو أقصر منه، وشعر له أسود، وهو أبيض، قال: قلنا: ما ثيابه؟ قال: لا أدري، وهو يمشي وهم حوله، يعني الناس”.
وجاء عن يزيد بن هارون أنَّه قال: “أخبرني الجُرَيْرِي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، قال: ما بقي أحد رأى رسول الله -صَلَّى الله عليه وسلَّم- غيري، قال: قلت ورأيتَه؟ قال: نعم، قلت: فكيف كانت صِفَتُه؟ قال: كان أبيض مليحًا مُقَصّدًا”.
عن عمارة بن ثوبان قال: “حدثنا أبو الطفيل، قال: رأيتُ رسول الله -صَلَّى الله عليه وسلَّم- بالجعرانة يَقْسِم لحمًا، وكنت غلامًا أحمل عُضْوَ الجزور، قال: فأقبلتِ امرأة بدوية، حتَّى إذا دنت من النبي صَلَّى الله عليه وسلم، بَسَطَ لها رداءه فجلست عليه، فقلت: مَن هذه؟ فقالوا: هذه أمه التي أرضعته”.
عن عبد الملك بن سعيد بن الأَبجُرِ قال: “عن أَبي الطُّفَيل قال: قلت لابن عباس: إِني قد رأَيت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قال: فَصِفْه لي، قلت: رأَيته عند المروة على ناقة وقد كَثُر الناسُ عليه، قال: فقال ابن عباس: ذاكَ رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم، إِنهم كانوا لا يُدَعُّون عنه”.

آخر من مات من الصحابة المبشرين بالجنه

إنَّ آخر من مات من الصحابة المبشرين بالجنه هو الصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، واسمه هو سعدُ بن مَالك بن أَهيب الزهريّ القرشيّ أبو إسحاق مِن بَني زهرة أهل آمنة بنت وهب أُمُّ رسول الله، واحد من المسلمين السباقين في الإسلام، فقد ذكرت المصادر التاريخية أنَّه كان رابع رجل من المسلمين بعد أبي بكر وزيد وعلي، ولهذا فإنَّه واحد من المبشرين العشرة بالجنة، وهم الذين بشرهم رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بالجنة يوم القيامة، وقد توفِّي سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- في سنة 55 للهجرة، وكان قد بلغ من العمر 88 عامًا، والله تعالى أعلم.

اقرأ أيضًا: كم عدد المبشرين بالجنة

اخر من مات من الصحابة في البصرة

إنَّ آخر الصحابة الذي ماتوا في البصرة هو الصحابي أنس بن مالك رضوان الله تعالى عليه، وهو صحابي جليل من علماء الصحابة، وهو من أشهر رواة الأحاديث عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، اسمه الكامل هو أبو حمزة أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، ولد في مدينة يثرب قبل أن يهاجر إليها النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- بعشر سنوات، وقد عاش أنس بن مالك -رضي الله عنه- عمرًا طويلًا، حتَّى قارب المئة من السنوات، وفي أواخر حياته أصيب بمرض البرص، ومات في زمن خلافة الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، والراجح أنَّه مات في عام 90 للهجرة، وقيل في عام 91هـ وقيل 92هـ وقيل 93هـ، والله تعالى أعلم.[4]

شعر آخر من مات من الصحابة

كان الصحابي الجليل عامر بن واثلة أبو الطفيل الذي يُعد آخر الصحابة موتًا شاعرًا فحلًا، ومن اشهر قصائده القصيدة التي قال فيها مناصرًا الصحابي علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في معركة صفين:

وحامت كنانة في حربها وحامت تميم وحامت أسدْ

وحامت هوازن يوم اللقا فما خام منا ومنهم أحدْ

لقينا قبائل أنسابهم إلى حضرموت وأهل الجندْ

لقينا الفوارس يوم الخميس والعيد والسبت ثم الأحدْ

وأمدادهم خلف آذانهم وليس لنا من سوانا مددْ

فلما تنادوا بآبائهم دعونا معدًا ونعم المعدْ

فظلنا نفلق هاماتهم ولم نك فيها ببيض البلدْ

ونعم الفوارس يوم اللقاء فقل في عديد وقل في عددْ

وقل في طعان كفرغ الدلاء وضرب عظيم كنار الوقدْ

ولكن عَصَفنَا بهم عصفة وفي الحرب يمن وفيها نكدْ

طحنا الفوارس وسط العجاج وسقنا الزعانف سوق النقدْ

وقلنا: علي لنا والدٌ ونحن له طاعة كالولدْ

مقالات مقترحة

نرشح لكم بعض المقالات الآتية:

من هو الصحابي الذي ختم القرآن في ركعة واحدة	من هو الصحابي الملقب بفارس الرسول	من هو الصحابي الذي نزل جبريل على هيئته
صحابي مات وهو ساجد	من هو الصحابي الملقب بالباحث عن الحقيقة	من فضل الصحابة عن بقية الناس

بهذه القصيدة نصل إلى ختام هذا المقال الذي سلَّطنا فيه الضوء على من هو اخر من مات من الصحابة وتحدّثنا فيه عن هذا الصحابي من جوانب عديدة، وذكرنا آخر من مات من الصحابة في البصرة وآخر من مات من الصحابة المبشرين بالجنة أيضًا.