الخصلة التي تحمل الانسان على طاعة الله وترك معاصيه هي

الخصلة التي تحمل الانسان على طاعة الله وترك معاصيه هي

الخصلة التي تحمل الانسان على طاعة الله وترك معاصيه هي ؟، من المواضيع المهمة التي سيتم التعرف عليها في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أنّ طاعة الله هي الأساس الذي خلق الله تعالى الإنسان من أجله، إذ يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، والطاعة هي شكلٌ من أشكال العبادة، وتعني الانقياد والخضوع التام والعبادة الكاملة لله سبحانه وتعالى، وتكون هذه الطاعة خارجة من حب الإنسان لله، وخشيته، والرغبة في جنته، والنجاة من عذابه يوم القيامة.

الخصلة التي تحمل الانسان على طاعة الله وترك معاصيه هي

إنّ الخصلة التي تحمل الانسان على طاعة الله وترك معاصيه هي ، التقوى والتوكل وحسن الظن والرجاء، وفيما يأتي تفصيل ذلك:

التقوى

إنّ من أروع ما قيل في التقوى كلمات للصحابي الجليل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-؛ حيث يَصفُ التقوى حينما سُئل عنه، فأجاب: “هي الخوفُ من الجَليل، والعملُ بما في التنزيل، والاستعدادُ ليوم الرَّحيل” فقد وصف -رضي الله عنه- التقوى على أنّها الخوف من الله تبارك وتعالى، وهذا الخوف يَستلزمُ عبادته سبحانه أكمل العبادة وحده لا شريك له، والعمل بما جاء في القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة من أوامر، والابتعاد عما فيهما من نهي وزجر؛ فما ورد في السنّة من أوامر ونواهي لا تَقلّ في الأهميةِ وفي الاستدلال الشرعي عن الأوامر والنواهي الواردة في القرآن الكريم، فالله سبحانه وتعالى يقول عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)، ثم يُنهي -رضي الله عنه- وَصفه للتَقوى بالاستعداد ليوم الرحيل، فالإنسانُ راحلٌ عن هذه الدنيا لا مَحالة، والراحلُ لا بُدَّ له أن يتزوّد لرحلته، ومن التقوى أن يتزوّد الإنسان بالطاعات ويكثر من النوافل والعبادة، وكلِّ ما من شأنه أن يُعينه في رحلته.[1]

التوكل على الله

إنّ التوكل على الله يتحقق في أمور عديدة ومنها:[2]

  • البعد عن الآثام والمعاصي التي تُغضب الله عز وجل، فتجرؤ العبد على فعل معصيةٍ ينافي مفهوم التوكل على الله سبحانه، حيث قال تعالى: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى).
  • يتحقق التوكل على الله بإيمانِ العبد بأنَّ ما كتب الله سبحانه آتٍ، وما قدّره الله له واجد، وإن بدت الأمور بعكس ما يريد العبد فعليه الإيمان بأنَّ الله سبحانه قد اختارَ لهُ الأفضل، حيث قال تعالى: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).
  • تحقيق التوكل لدى العبد لا ينافي السعي والأخذ بالأسباب، التي قدَّر الله عزّ وجل القدر بها، وجرت سنة الله في خلقهِ بذلك، فالله سبحانه وتعالى أمر العبد بالأخذ بالأسباب، كما أمرهُ بالتوكلِ عليه سبحانه، فالسعي في الأسباب يكون بالجوارحِ طاعة لهُ، والتوكل على الله يكون بالقلبِ إيماناً بهِ سبحانه، حيث قال الله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ)، وقال سبحانه: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ)، وقال سبحانه في سورة الجمعة: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ)، ويغفل الكثير من الناس عن التوكل على الله سبحانه وتعالى، ويقفون على الأسباب الظاهرة المحيطة بهم، ويُتعبون أنفسهم بالأخذِ بالأسباب، ويجتهدون غايةَ الاجتهادِ، ومع هذا كله لا يأتيهم إلا ما كتبهُ الله وقدَّرهُ لهم، ولو أنَّهم إلى جانب أخذهم بالأسباب حققوا التوكل على الله سبحانه بقلوبهم لساق الله إليهم أرزاقهم، مع أدنى وأصغر سببٍ، كما يَسوق للطيور أرزاقها، بمجردِ الغدو والرواح وهو سعيٌ للرزقِ يسير.
  • يتحقق التوكل بمعرفةِ المسلم أنَّ بتوكلهِ هذا ينالُ رضا الله سبحانه ومحبته، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)،  ويُجازى المتوكل بالجنة، والتي هي أسمى أماني المؤمن، حيث قال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ*الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ).
  • يتحقق التوكل بشعور العبد بضعفهِ، وفقرهِ، وحاجته لله سبحانه وتعالى، فمهما بلغ من أسباب القوة يبقى ضعيفاً، ويحتاج إعانة الله له في أمور حياته، وفي التغلب على مصائبهِ، وكروبهِ، قال تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا).

حسن الظن بالله

معنى حسن الظن بالله عز وجلّ: هو أنْ يحسن العبدُ بربّه عز وجلّ خيراً ورحمةً وإحساناً في كل ما يقعُ عليه من أفعالٍ وأقدارٍ في الدنيا والآخرة، ويمكن القول أيضاً إنّ حسن الظن بالله تعالى يعني اعتقاد ما يليق بالله تعالى من أسماء وصفات وأفعال، واعتقاد ما تقتضيه من آثار جليلة، كاعتقاد أنّ الله تعالى يرحم عباده المستحقين، ويعفو عنهم إنْ هم تابوا وأنابوا، ويقبل منهم طاعاتهم وعبادتهم، واعتقاد أنّ له تعالى الحِكَم الجليلة فيما قدَّره وقضاه.

لا ريب في أنّ العبد المسلم ينظر إلى حُسن الظنّ بالله تعالى على أنّه مُعينٌ له على عبادة الله سبحانه؛ فحسن الظنّ بالله والعبادة في قناعة المسلم متلازمان، لا ينفكّ أحدهما عن الآخر، وحسن الظنّ بالله هو رجاء بالله يقود صاحبه للعمل الصالح ويشحذ همّته للعبادة والتّطلع لما عند الله تعالى من فضل، ومخطئٌ من اعتقد أنّ حسن الظن بالله يغني عن العمل والعبادة، ومن اعتقد ذلك فقد أساء لنفسه وأساء الظنّ والأدب مع الله سبحانه؛ فالذي يجاهر بالمعاصي ولا يستقيم على فعل الطاعات فهو عاجزٌ لا يدرك حقيقةَ حُسن الظنّ بالله، وفي تأكيد هذا المعنى يقول ابن القيم رحمه الله: (وَكَثِيرٌ مِنَ الْجُهَّالِ اعْتَمَدُوا عَلَى رَحْمَةِ اللَّهِ وَعَفْوِهِ وَكَرَمِهِ، وَضَيَّعُوا أَمْرَهُ وَنَهْيَهُ، وَنَسُوا أَنَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ، وَأَنَّهُ لَا يُرَدُّ بِأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ، وَمَنِ اعْتَمَدَ عَلَى الْعَفْوِ مَعَ الْإِصْرَارِ عَلَى الذَّنْبِ فَهُوَ كَالْمُعَانِدِ).[3]

الرجاء

الأمل هو توقع حدوث الشيء المنشود فالأمل يأتي بالجهد ، والاعتماد الجيد ، وإمكانية ذلك ، فمثلاً هناك من يرغب في فلاحة أرضه ، لكنه لا يجتهد في فلاحتها، فلا يقوم بزراعتها ، ولا يزرعها ، وتبقى أرضه. كما هي ، وهذا ما يسمى بالتمني ، وهناك من يسعى لخير أرضه لزراعتها والعناية بها ، وتوقع الحصول على ثمارها ومنتجاتها ، ويسمى الترجية. وقد قال بعض اللغويين إن الطموح يحدث مع الكسل ، وصاحبه لا يسير في طريق الجدية والاجتهاد ، وإنما يحدث الطموح بالجهد والثقة الطيبة..[4]

شاهد أيضًا: كيف ادخل الجنة بدون حساب

ثمرات المحافظة على طاعة الله

إنَّ للمحافظة على استمرار طاعة الله فوائد عظيمة، وفيما يأتي بيانها:

  • للفرد الراحة والطمأنينة والسعادة والازدهار في الحياة ، وبالنسبة للمجتمع فهي تماسك وتماسك وانتشار الحب بين أبنائه.
  • ستتمتع الأمة بالتقدم والهيبة والإصرار والازدهار ، وبخلاف ذلك ، سيتم التصديق على البؤس والضيق والإذلال سواء على المستوى الفردي أو الجماعي. لقوله تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) ومعنى الضنك أي الشقاء في شتى جوانب ومجالات الحياة، التربويّة والسياسية والاجتماعيَّة والاقتصاديَّة وغير ذلك.
  • في طاعة الله ، هناك انسجام تام وانسجام بين مصالح الفرد ومصالح الجماعة ، وتكون العلاقة الإيجابية والتكامل والانسجام بين هذه المصالح ، بحيث تهتم المجموعة بأعضائها ، وكل فرد. يشعر بالانتماء إلى الجماعة ، ومن في دائرة طاعة الله تعالى والوئام مع قوله تعالى: (وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).

شاهد أيضًا: حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

إلى هنا نكون قد بينا: الخصلة التي تحمل الانسان على طاعة الله وترك معاصيه هي ، وتبين أنّ التقوى وحسن الظن بالله والرجاء والخوف وغيرها تعين العبد على ديمومة طاعة الله والتقرب إليه بالنوافل.

المراجع

  1. ^ ابن رجب الحنبلي (2001)، جامع العلوم والحكم (الطبعة السابعة)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 402، جزء 1 , 18-02-2021
  2. ^ شرف الدين الحسين بن عبد الله الطيبي (1417 هـ - 1997 م)، شرح الطيبي على مشكاة المصابيح المسمى بـ (الكاشف عن حقائق السنن) (الطبعة الأولى)، مكة المكرمة - الرياض: مكتبة نزار مصطفى الباز، صفحة 3340، جزء 10 , 18-02-2021
  3. ^ ابن قيم الجوزية (1997م)، الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (الطبعة الأولى)، المغرب: دار المعرفة ، صفحة 28 , 18-2-2021
  4. ^ almaany.com , الفرق بين التمني والترجي , 18-02-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *