صرف شيئ من أنواع العبادة لغير الله ينقض التوحيد

صرف شيئ من أنواع العبادة لغير الله ينقض التوحيد

صرف شيئ من أنواع العبادة لغير الله ينقض التوحيد ، ومعلومٌ أنَّ من الغايات التي من أجلها خلق الله -عزَّ وجلَّ- الخلقَ هي عبادته وحده من غيرِ شريكٍ، فما حكمُ صرفِ عبادةٍ من العباداتِ لغيره؟ وهل ذلك يُناقض التوحيد؟ وما هي أنواع شرك الألوهية؟ وما هي أنواع العباداتِ في الإسلامِ؟ وما هي الأمثلة على كلِّ نوعٍ، كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال.

صرف شيئ من أنواع العبادة لغير الله ينقض التوحيد

إنَّ هذه العبارةَ تعدُّ عبارةً صحيحةٍ، إذ أنَّ كلَّ من صرفَ شيئًا من العبادةِ سواء أكانت عبادةً قوليةً، أو فعليةً، أو قلبيةً، لغيرِ الله -عزَّ وجلَّ- فقد جاء بما يناقض التوحيدَ، ويكون بذلك قد كفرَ، ويكون بذلك قد وقع بالشركِ الأكبرِ، وهو ما يُسمِّى بشركِ الألوهيةِ، ولا بأس في هذا المقال من بيانِ أنواع الشرك في الألوهية:[1]

شاهد أيضًا: من المعتقدات التى تضاد التوحيد

اعتقاد أنَّ لله شريكًا يستحقُّ أن يعبد معه

ويكونُ ذلك باعتقادِ الإنسانِ، أنَّ لله -عزَّ وجلَّ- شريكًا، وأنَّ هذا الشريكِ يستحقُّ أن يُعبدَ مع الله -عزَّ وجلَّ- وتعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا، ومن الأمثلةِ على هذا النوعِ من العبادةِ، أن يتمَّ تعبيدَ الأسماء لغيرِ الله، كأن يُسمِّي المرء ابنه عبد الرسولِ، أو عبد النبيِّ، أو عبد الكعبةِ، فمن سمَّى مخلوقصا بذلك وهو معتقدًا أنَّ هذا المخلوقِ يستحقُّ العبادةَ فيكون قد وقع في الشركِ الأكبرِ.[2]

شاهد أيضًا: من اسباب تحريم الشرع الحنيف تعبيد الاسماء لغير الله لما فيه من

صرف شيء من أنواع العبادات لغير الله

إنَّ العباداتِ بجميعِ أنواعها، إنَّما هي حقٌ لله تعالى، فلا تُصرَّف إلا له، وقد جاء الأمرُ الإلهي في القرآنِ الكريمِ بأن لا يعبدَ إلَّاه، حيث قال تعالى: {أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ}،[3] ومن فعلَ عبادةً لغيرِ اللهِ مهما كان نوعها، فقد أشركَ باللهِ، ولهذا النوعُ عدةُ صورٍ، وفيما يأتي ذكر بعضها:[4]

  • أن يطلب المرءُ مرغوبًا، أو دفعَ شرٍ، عنه من غيرِ الله، أو أن يستعينَ ويستجيرَ، ويستعيذَ، ويستغيثَ بغير الله، وقد جاء الأمرَ النبوي الذي يحثُّ المسلمَ على عدمِ سؤال غير الله، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ”.
  • أن يقصدَ المرءُ بنيته عند عملِ طاعةٍ معينةٍ، غيرَ الله -عزَّ وجلَّ- فتجده صرفَ قصده ونيته وإرادته إلى غير ربِّه، فتجده يخشى غير الله، ويُصلِّي لغير الله، ويصوم ويحجَّ ويذبح لغير ربِّه.

شاهد أيضًا: من الصفات التي لابد من تحققها لنيل فضل التوحيد

أنواع العبادة

بعد أن تمَّ في الفقرةِ الأولى من مقال صرف شيئ من أنواع العبادة لغير الله ينقض التوحيد، الحديث عن أنواعِ شركِ الألوهيةِ، وأنَّه يكونُ بصرفِ أيِّ نوعٍ من أنواعِ العبادةِ لغيرِ الله، فلا بأس في هذا المقام من ذكرِ أنواعِ العبادةِ بشيءٍ من التفصيل، وفيما يأتي ذلك:

شاهد أيضًا: ما يضاد الايمان من قول وعمل

العبادة القلبية

وهي العباداتِ التي ترجعُ إلى عملِ القلبِ وحده، وفيما يأتي ذكر أمثلةٍ على هذا النوعِ من العباداتِ:

  • النية: وتعدُّ العبادةُ في النيةِ، من أهمِّ أعمالِ القلوب؛ إذ أنَّها الأساس في قبولِ الأعمالِ وردِّها، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى فمن كانت هجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ فَهجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ ومن كانت هجرتُهُ إلى دنيا يصيبُها أو امرأةٍ ينْكحُها فَهجرتُهُ إلى ما هاجرَ إليْهِ”.[5]
  • الإخلاص: ويكون الإخلاص بتوجيه العبادةِ التي يقومُ بها المسلمِ لربِّه، من غيرِ أن يشركَ به أحدًا، وقد جاء الإخبار عن هذه العبادةِ في قول الله تعالى على لسانِ إبراهيم: {نِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.[6]

العبادة القولية

وهي عبارة عن عباداتٍ يقوم بها المسلمُ من خلالِ لسانه، وفيما يأتي ذكر بعض الأمثلةِ عليها:

  • شهادةُ أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسول الله: وهي ما تعرف بالاصطلاح الشرعي بالشهادتينِ، وبالرغمِ من أنَّ التوحيدَ لا بدَّ أن يكون مستقرًا في القلبِ، إلَّا أنَّ ذلك لا يكفي، بل لا بدَّ للمسلمِ أن ينطقَ بالشهادتينِ بلسانه.
  • الأمرَ بالمعروف والنهي عن المنكر: وهو عبارة عن عظةِ المسلمِ لأخيهِ المسلم، ومعلومٌ أنَّ العظةَ تكون من خلالِ اللسانِ، وبذلك يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المكنر عبادةٌ من العباداتِ القولية.
  • ذكر الله -عزَّ وجلَّ-: إنَّ الذكرَ يعدُّ عبادةً من العباداتِ القوليةِ، حيث أنَّها تؤدى من خلال اللسانِ، بل إنَّ الذكرَ يعدُّ عبادةً أفضلَ من عباداتٍ بدنيةٍ، ودليل ذلك قول رسول الله: ألا أنبِّئُكُم بخيرِ أعمالِكُم ، وأزكاها عندَ مليكِكُم ، وأرفعِها في درجاتِكُم وخيرٌ لَكُم مِن إنفاقِ الذَّهبِ والورِقِ ، وخيرٌ لَكُم من أن تلقَوا عدوَّكُم فتضرِبوا أعناقَهُم ويضربوا أعناقَكُم ؟ قالوا : بلَى . قالَ : ذِكْرُ اللَّهِ تَعالى قالَ معاذُ بنُ جبلٍ : ما شَيءٌ أنجى مِن عذابِ اللَّهِ من ذِكْرِ اللَّهِ”.[7]

شاهد أيضًا: فضل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

العبادة البدنية

وهي العباداتِ التي يؤديها المسلمُ من خلالِ بدنه، وفي هذه الفقرةِ من مقال صرف شيئ من أنواع العبادة لغير الله ينقض التوحيد، سيتمُّ ذكر بعض الأمثلةِ عليها، وفيما يأتي ذلك:

  • الصلاة: تعرَّف الصلاةُ على أنَّها مجموعةٌ من الأعمالِ الأقوالِ المخصوصِة، والتي تفتتح بالتكبيرِ وتختتمُ بالتسليمِ، وبناءً على ذلك فهي تدخل بالأعمال البدنيةِ.
  • الجهاد: يعرَّف الجهادُ على أنَّه بذلُ المسلم لطاقته في سبيل إعلاءِ كلمةِ الله، وبذلك يكون أحدُ الأعمال البدنيةِ.
  • الحجَّ: إنَّ الحجَّ يعدُّ عبادةً بدنيةً من حيث أنَّ المسلمَ سيقومُ ببعض الأعمالِ البدنيةِ، مثل الطوافِ والسعيِ ورمي الجمارِ، وغيرها من أركانِ الحجِّ وواجباته.

شاهد أيضًا: لا مالك الا الله مثال على توحيد

العبادة المالية

وإنَّ النوعَ الأخيرَ من أنواعِ العباداتِ، هي العبادةُ الماليةُ، وفيما يأتي ذكر بعض الأمثلةِ عليها:

  • الزكاةُ: وهي عبارة عن حقّْ مالي للفقير يستحقُّه من مال الغنيِّ الذي بلغ النصاب وحال عليه الحول، وهي ركنٌ من أركان الإسلامِ الخمسةِ.
  • الصدقة: ومعلومٌ أنَّ الصدقةَ أنواعٌ عديدة، ومنها صدقةُ المالِ، وهي عبارة عمَّا ينفقه المسلمُ من مالٍ لغيره، وقد رتب الشرعُ الحنيفُ أجرًا عظيمًا على بذل الصدقةِ، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ اللهِ كُتِبَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةِ ضِعْفٍ”.[8]
  • الحجُّ: كذلك يعدُّ الحجُّ من الأعمال الماليةِ، لما يحتاج إلى نفقاتٍ ماليةٍ، مثلَ الهدي وغيره.

شاهد أيضًا: خطورة الشرك الأكبر على العمل

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان صرف شيئ من أنواع العبادة لغير الله ينقض التوحيد ، وفيه تمَّ بيانُ صحةِ هذه العبارةِ، كما تمَّ بيانُ أنَّ هذا النوعُ من الشركِ يعرف بشركِ الألوهيةِ، وقد تمَّ ذكر وبيان أنواعه، وفي الفقرةِ الثانية من هذا المقال تمَّ بيان بعض أنواعِ العباداتِ والحديثَ عنها بشيءٍ من التفصيلِ مع ذكر أمثلٍ عليها.

المراجع

  1. ^ dorar.net , أنواع الشرك في الالوهية , 9/11/2021
  2. ^ dorar.net , أنواع الشرك في الالوهية , 9/11/2021
  3. ^ الإسراء: 23
  4. ^ dorar.net , أنواع الشرك في الالوهية , 9/11/2021
  5. ^ حديث صحيح
  6. ^ الانعام: 79
  7. ^ حديث صحيح
  8. ^ حديث حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *