قصة نبي ذكر في القرآن الكريم .. قصة هود عليه السلام

قصة نبي ذكر في القرآن الكريم

اذكر قصة نبي ذكر في القرآن الكريم ؟ هنالك مجموعة كبيرة من قصص الأنبياء الواردة في القرآن الكريم، الزاخرة بالعبر والعظات التي يمكن للمرأ أن يجعلها أسسًا يمشي عليها في حياته، ومن الأنبياء الذين وردت قصصهم في القرآن الكريم؛ سيدنا موسى، وعيسى، ونوح، وهود، وصالح، ونحو ذلك من قصص الأنبياء عليهم السلام والصحابة رضوان الله عليهم وأهل الصلاح.

قصص الأنبياء في القرآن الكريم

قراءة قصص الأنبياء من القرآن الكريم والإكثار منها أمر مفيد، وحجم الفائدة هو باعتبار المادة المقروءة، فمع أهميتها ونفعها لا بد أن يكون الانتفاع بالقراءة، لذلك لن ير المسلم أفضل له ولا أنفع من كتاب الله تعالى، ثم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعدها العلوم المستنبطة منهما. وأما أن يألف المرء القراءة من خلال قراءة الروايات، فيعد هذا أمر واقعي؛ وذلك لأن قراءة القصص أسهل، وتعلق في النفوس بشكل أشد ويكون استخلاص العبر منها أقرب. [1]

لهذا السبب كثر إيراد القصص في القرآن الكريم، فتجدفيه أحسن القصص مع التوجيه والإرشاد على ما فيها من العبر والعظات، وذلك هو المراد أصلا، قال تعالى: “نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ” [2]، وقد قال السعدي: “وذلك لصدقها وسلاسة عبارتها ورونق معانيها، أي: قصص الأنبياء والرسل مع قومهم. عِبْرَةٌ لأولِي الألْبَابِ ـ أي: يعتبرون بها، أهل الخير وأهل الشر، وأن من فعل مثل فعلهم ناله ما نالهم من كرامة أو إهانة، ويعتبرون بها ـ أيضا ـ ما لله من صفات الكمال والحكمة العظيمة، وأنه الله الذي لا تنبغي العبادة إلا له وحده لا شريك له”، وبذلك فإن من المستحسن  نأن يقرأ المرء القصص القرآني ومنه القصص النبوي وقصص الأنبياء والصحابة وأهل الفضل، ليجمع بين التمتع بالسياق القصصي وبين الانتفاع بالعبر.[1]

قصة نبي ذكر في القرآن الكريم

ذكرنا فيما سبق أن هناك الكثير من قصص الأنبياء التي وردت في القرآن الكريم، وأن هذه القصص تجمع بين جمال السرد القصصي، والفائدة المأخوذة منها بأخذ العبر والعظات وسنذكر هنا قصة نبي الله هود عليه السلام.

قصة نبي الله هود عليه السلام

من القصص القرآني قصة سيدنا هود عليه السلام، حيث ذُكرت القصة في سور عديدة من سور القرآن، مرة بصورة فيها بعض التفصيل، مثل سور الأعراف، وهود، والمؤمنون، والشعراء، والأحقاف. ومرات أخرى بصورة موجزة، مثل سور فصلت، والذاريات، والقمر، والحاقة، والفجر. وهناك سورة كاملة سميت بسورة هود، وقد تضمنت قصص عدد من الرسل عليهم السلام، ومن بينها قصة هودعليه السلام مع قومه. وقد قال ابن كثير: “وقد ذكر الله قصتهم في القرآن في غير ما موضع؛ ليعتبر بمصرعهم المؤمنون”.  ولقد وقعت مجريات القص في منطقة تسمى “الأحقاف”، “جمع حقف: الجبل من الرمل”، وهذه منطقة تسمى اليوم باسم “الربع الخالي”، وتقع في الجزيرة العربية، بين عُمان وحضرموت. [3]

مجريات قصة نبي الله هود كما وردت في القرآن الكريم

أرسل الله سبحانه وتعالى رسوله هوداً عليه السلام إلى قومه ليدعوهم لعبادة الله وحدة لا شريك له، وينهاهم عن عبادة من الأوثان والآلهة غيره، فاستخف به قومه، حتى أنهم سخروا منه، واستمروا في طغيانهم وبغيهم، فعاقبهم الله على ذلك، بأن أرسل ريحاً قوية عليهم، فاستأصلت شأفتهم، وجعلتهم حصيداً، ونجى سيدنا هوداً والذين معه من المؤمنين بأمر الله تعالى.[3]

خطوات دعوة سيدنا هود لقومه

لم تكن دعوة سيدنا هود قومه إلى عبادة الله تعالى إلا عن طريق خطوات واعية، وتتمثل هذه الخطوات فيما يأتي:[3]

  • كانت الحقيقة الأولى التي واجه بها سيدنا هود عليه السلام قومه هي تقرير أن الله وحده هو المستحق للعبادة، ولا أحد سواه، وكان خطابه معهم خطاب المشفق عليهم، الذي يريد بهم الخير، ويتألم لما هم عليه من والضلال والبعد عن الله، ثم بين لهم أن موقفه منهم موقف المتبرئ من شركهم، المعتمد على الله في الانتصار على طغيانهم.
  • ثم عاد ليذكر قومه أنه لا يريد على دعوته جزاء ولا شكوراً، بل يلتمس من الله الأجر على دعوتهم، بل ذهب في دعوته لهم أبعد من ذلك، فقد يبين لقومه أنهم إذا تركوا ضلالهم، والتزموا بشرع الله، فإن الله سيفتح عليهم من خزائن رحمته، ويزيدهم قوة إلى قوتهم، وغنى فوق غناهم،
  • قام سيدنا هود بتذكير قومه بنعم الله عليهم، وما منَّ عليهم، وقد بذل عليه السلام أقصى جهده في تذكير قومه بنعم الله عليهم، وحذرهم من كفرانها
  • ختم سيدنا هود إرشاده بأن بين لهم حرصه على مصلحتهم، وأنه يخشى عليهم العذاب العظيم، إلا أن التذكير لم يزد قومه إلا إصراراً على ظلمهم، وعناداً في ضلالهم، وقد كان موقفهم من دعوته موقف المتكبر والمستعلي.
  • واجه سيدنا هود قومه بالعاقبة التي سيؤول إليها أمرهم عندما لم يفلح في إقناعهم بعبادة الله وحده.
  • أخبر القرآن الكريم عن العذاب الذي وقع على قوم هود، ونجى الله هوداً ومن آمن معه.

فوائد وعبر من قصة نبي الله هود

تضمنت قصة سيدنا هود عليه السلام عبرًا وعظات متعددة، نذكر منها: [3]

  • الغرور والتباهي بالقوة والبطش يؤدي إلى أسوأ العواقب؛ ذلك بأن قوم هود كانوا يتفاخرون بقوتهم، وببطشهم، فكانت نتيجة غرورهم، أن بعث الله عليهم ريحاً صرصراً، عصفت بهم وجعلتهم عبرة لمن يعتبر.
  • مداومة التذكير بنعم الله على عباده، وأن هذه النعم تزداد من خلال شكر الله، وتنمو بطاعته سبحانه وتعالى.
  • الجمع في أسلوب الدعوة بين الترغيب والترهيب هو من واجبات الدعاة، ويجب أن لا يقتصروا على أحدهما؛ لأن في الاقتصار على أحدهما ربما لا تحقق الدعوة غرضها، بل ربما تأتي بنتائج معاكسة.
  • الداعي إلى الله لمّا يخلص في دعوته إلى الله تعالى، ويعتمد عليه سبحانه في تبليغ رسالته، فإنه في هذه الحالة يقف في وجه الطغاة المعاندين للحق مثل الجبل الراسخ لأنه يأوي إلى ركن شديد. وهكذا هم الدعاة المخلصون يبلغون الرسالة من ربهم، ويخشونه دون أن يخشون أحداً غير الله، ويغارون عليها، ويدافعون عنها بكل شجاعة، وبكل عزم.

بينّا فيما سبق قصة نبي ذكر في القرآن وهو نبي الله هود عليه السلام، وبينّا طريقة سيدنا هود في دعوة قومه إلى التوحيد، وأنه كان حريصًا شديد الحرص على هذه الدعوة، كما ذكرنا العبر المستفادة من دعوته لقومه عليه السلام.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , القصص القرآني أصدق وأعظم فائدة , 26/10/2020
  2. ^ سورة يوسف , الآية 1
  3. ^ islamweb.net , قصة هود عليه السلام في القرآن , 26/10/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *