كانت قريش تلقب النبي صلى الله عليه وسلم
جدول المحتويات
كانت قريش تلقب النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتصف بجميل الخلق وحسن الأدب كالتواضع والشجاعة والصدق والأمانة والحلم، حتى أن قريش كانت تشهد له بذلك على الرغم من عدم إيمانهم برسالته وكفرهم بما جاء به من عند الله، وأكبر دليل على ذلك ما كانت قريش تلقب النبي صلى الله عليه وسلم به.
كانت قريش تلقب النبي صلى الله عليه وسلم
لقد كانت قريش تلقب النبي صلى الله عليه وسلم بالصادق الأمين وذلك قبل البعثة وقبل نزول الوحي عليه، حيث إن أهل مكة المكرمة كانوا يأتمنون رسول الله على كل الحوائج والأموال والأسرار وحينما بعثه الله عز وجل نادى قريش من على جبل الصفا وهو يقول: “أرَأَيْتَكُمْ لو أخْبَرْتُكُمْ أنَّ خَيْلًا بالوَادِي تُرِيدُ أنْ تُغِيرَ علَيْكُم، أكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟ قالوا: نَعَمْ، ما جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إلَّا صِدْقًا” كما قال الله سبحانه وتعالى: “وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ”.
كما قال أيضًا أهل العلم أن صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم كما أنه صلى الله عليه وسلم كان يأمر الصحابة والأمة من بعده بالتحلي بالصدق حيث روي أنه صلى الله عليه وسلم قال: “علَيْكُم بالصِّدْقِ، فإنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ”.
أمانة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت كبيرة للغاية ومثال يحتذى به بالنسبة لكل أهل قريش وأكبر مثال ودليل على ذلك عندما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متخفي للهجرة من مكة المكرمة للمدينة المنورة امر سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالبقاء في مكة لكي يرد ودائع وأمانات قريش التي تم استودعها عنده.
دليل صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم من القرآن الكريم
ورد في القرآن الكريم الكثير من الآيات الشريفة التي تدل على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمانته، وصدقه في رسالته من ضمن أشهر تلك المواضع قول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة: “وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ” تلك الآية الكريمة وتحدي الله عز وجل لقريش بالقرآن الكريم كان كالصعقة لهم.
شاهد أيضًا: لماذا ابتداء النبي صلى الله عليه وسلم الأعمال التي تقرب إلى الجنة بالتوحيد
كيف كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتصف بجميل الخلق وأفضل الآداب وأحسنها بشهادة الله عز وجل في كتابه العزيز وشهادة الصحابة رضوان الله عليهم حتى أن قبيلته شهدت له بذلك، ومن ضمن ما كان يتحلى به رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلق حسنة، ما يلي:
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيم وأكثر الناس اتصافًا بالرحمة وكان أرحم الناس بأمّته، وشهد له الله عز وجل بذلك في كتابه العزيز، حيث قال الله تعالى: “لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتُّم حَريصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنينَ رَءوفٌ رَحيمٌ” كما قال الله تعالى: “النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ”.
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعدل خلق الله حتى أنه روي أن زيد رضي الله عنه حاول أن يشفع عند رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة ما سرقت فتغيّر وجه النبي عليه الصلاة والسلام وقال: “والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لو أنَّ فاطِمَةَ بنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَها”.
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتصف بالحلم وهو الصبر بدليل صبره على أذية قومه له، واستمراره في دعوتهم لتوحيد وعبادة الله عز وجل وحدة.
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شجاع وقوي والشجاعة من ضمن أعظم الصفات التي من الممكن أن بتحلي بها الرجال، وأكبر مثال على ذلك هو وقوفه في وجه اعداءه يوم حنين حينما اختلطت صفوف المسلمين وظل صلى الله عليه وسلم ينادي بين الناس ويقول: “أنَا النبيُّ لا كَذِبْ، أنَا ابنُ عبدِ المُطَّلِبْ” كما أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يقول: “كنَّا إذا احْمَرَّ البأسُ، ولقيَ القومُ القوم، اتَّقَينا برسولِ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، فما يكون منَّا أحدٌ أدنا مِنَ القومِ منهُ”.
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواضعًا رغم مكانته وعظم وعلوا شأنه بدليل ما رُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: “كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَجْلِسُ بينَ ظهرَيْ أصحابِه، فيجيءُ الغريبُ، فلا يدري أيُّهم هو، حتى يسألَ، فطلَبْنا إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أن نَجْعَلَ له مجلسًا يَعْرِفُه الغريبُ إذا أتاه”.
وفي النهاية نكون قد عرفنا أنه كانت قريش تلقب النبي صلى الله عليه وسلم بالصادق الأمين وذلك قبل البعثة وقبل نزول الوحي عليه، حيث إن أهل مكة المكرمة كانوا يأتمنون رسول الله على كل الحوائج والأموال والأسرار.