جدول المحتويات
معنى الصراط المستقيم من المعاني التي يبحث عنها المسلم خصوصًا وأنّه يردد قوله تعالى: “اهدنا الصراط المستقيم”، في كلّ ركعة من كلّ صلاة، كما أنّ البعض قد يربط الصراط المستقيم بالجسر المعلّق فوق جهنم في الآخرة، والذي تحدّثت الأحاديث النبوية بشأنها، وهذا يُسمّى الصراط وقد يُطلق عليه البعض أحيانًا مصطلح الصراط المستقيم، ولكنّ الصراط المستقيم الذي في سورة الفاتحة والوارد في آيات قرآنية أُخرى يحمل معنى آخر، وفي هذا المقال سيتم بيان معنى الصراط المستقيم وتفسير قول الله تعالى: “اهدنا الصراط المستقيم”، وذكر بعض الآيات القرآنية التي جاء فيها ذكر للصراط المستقيم.
سورة الفاتحة
إنّ سورة الفاتحة سورة عظيمة وهي أوّل سورة في ترتيب السور القرآنية، ولها كثير من الأسماء ومن أسمائها: فاتحة الكتاب، أم القرآن، م الكتاب، السبع المثاني، القرآن العظيم، سورة الحمد، كما أنّ لها فضائل جليلة، ومن هذه الفضائل: أنّها نور ولم يؤتها أحد من الأنبياء قبل النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، وقراءتها هي وسيلة لمناجاة العبد لربّه في الصلاة، والصلاة لا تصح إلّا بها، وهي رقية شافية كما دلّت على ذلك الأحاديث النبوية، ومن الموضوعات التي تحدّثت فيها سورة الفاتحة: بيان بعض من صفات الله جلّ وعلا، وذكر اليوم الآخر، والتعريف بالصراط المستقيم.[1]
معنى الصراط المستقيم
اختلف أهل العلم في معنى الصراط المستقيم، فقال بعضهم هو القرآن الكريم، وقال آخرون هو رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وصاحباه من بعده، أبو بكر الصدّيق وعمر بن الخطّاب رضي الله عنهما، وقيل أيضًا أنّ الصراط المستقيم هو الإسلام، ولكنّ الإمام ابن القيم -رحمه الله- ذكر كلامًا مهمّا وجامعًا في معنى الصراط المستقيم، ومفاد هذا الكلام أنّ الصراط المستقيم هو السبيل الذي دعا إليه رسل الله وهو سبيل الوصول إلى الله تعالى.[2]
ومعنى الصراط المستقيم هو إفراد الله -عزّ وجلّ- وطاعة رسله الكرام، وهذا هو مضمون الشهادتين، ويتحقّق ذلك بكمال الحب ببه تعالى والعمل على رضاه، فلا يكون هناك موضع من القلب إلّا وهو مشغول بحب الخالق، وكل النوايا التي ينويها الإنسان والأفعال التي يريد أن يفعلها تكون متعلّقة بالله وبالتزام شرعهوالرغبة في نيل رضوانه، فالصراط المستقيم هو الطريق الذي ارتضال الله -عزّ وجلّ- لعباده وهم يطلبون الهداية إليه في كل صلاة.[2]
والطريق إلى الصراط المستقيم تكون بمعرفة الله سبحانه والتزام شرعه وطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه، ومن خلال الاعتصام بكتاب الله وتطبيق ما جاء فيه والامتثال لأوامر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- التي جاءت بها السنّة المطّهرة، فاتبّاع النبي الكريم والقرآن العظيم هو سبيل هداية البشرية وخروجها من الظلمات إلى النور ومن الضلال إلى الحق، وقد دلّت الآيات الكريمة التي تحدّثت عن الصراط المستقيم أنّه ليس هناك سبيل للوصول إليه سوى طاعة الله ورسوله.[2]
تفسير قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم
إنّ الهداية إلى الصراط المستقيم والبقاء عليه هو غاية كل مسلم وهدف كل مؤمن، فهو الذي يُردّد: “اهدنا الصراط المستقيم”، ويلهج بهذا الدعاء في كلّ صلاة، وتفسير قوله تعالى: “اهدنا الصراط المستقيم”، أي: يا رب دلّنا وأرشدنا ووفقّنا للصراط المستقيم، الذي هو السبيل الموصلة للخالق العظيم والمؤديّة للفوز بالجنّة والنجاة من النار، ويكون هذا بمعرفة الحق والخير والعمل وفقه، فالمؤمن يطلب الهداية إلى الصراط المستقيم والالتزام عليه والموت فيه، فالهداية إلى الصراط تعني اتباع دين الإسلام ولزومه، وترك جميع الأديان الباطلة، والهداية في الصراط تعني تطبيق جميع التفاصيل التي تضمنّها الإسلام علمًا وعملًا، وقد قال الشيخ السعدي -رحمه الله- عن هذا الدعاء أنّه من أجمع الأدعية وأنفعها للإنسان، وهذا هو سبب وجوب ترديده في كل ركعة من الصلاة.[3]
مواضع ذكر الصراط المستقيم في القرآن الكريم
ورد ذكر الصراط المستقيم في الكثير من الآيات القرآنية، وأوّل هذه المواضع في سورة الفاتحة وهو قوله تعالى: “اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ”،[4] ولكل موضع من هذا المواضع هدف معيّن ودلالة مختلفة تُفيد جميعها في أنّ الصراط المستقيم هو طريق الحق وما سواه هو سبيل أهل الضلال، وفيما يأتي بعض الآيات القرآنية التي ذُكر فيها الصراط المستقيم:[2]
- رسول الإسلام محمد على الصراط المستقيم، والدليل قول الله تعالى في سورة الأنعام: “قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ”.[5]
- نبي الله إبراهيم قد هداه الله تعالى إلى صراطه المستقيم، حيث أخبر عنه فقال: “شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ ۚ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ”.[6]
- جميع الأنبياء على الصراط المستقيم فهم الهُداة المهديون، الذين هداهم الله تعالى ووفقّهم للالتزام الصراط المستقيم، وهم قاموا بدعوة الناس إليه، والدليل قوله تعالى: “وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ”.[7]
- إنّ أهل الإيمان على الصراط المستقيم الموصل للجنان ورضا الرحمن، حيث قال تعالى: “وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ”.[8]
وبهذا القدر من الحديث نكون قد بيّنا معنى الصراط المستقيم، وذكرنا أقوال أهل العلم في ذلك، ووضّحنا طريق الوصول للصراط المستقيم، وفسّرنا قوله تعالى: “اهدنا الصراط المستقيم”، وذكرنا بعض المواضع التي احتوت على ذكر للصراط المستقيم في القرآن اكريم.
المراجع
- ^ dorar.net , سورة الفاتحة , 2-11-2020
- ^ ar.islamway.net , الصراط المستقيم , 2-11-2020
- ^ alukah.net , تفسير: ( اهدنا الصراط المستقيم ) , 2-11-2020
- ^ سورة الفاتحة , الآية 6
- ^ سورة الأنعام , الآية 161
- ^ سورة النحل , الآية 121
- ^ سورة الصافات , الآية 118
- ^ سورة الحج , الآية 54