حكم لبس اللون الأحمر للرجال

حكم لبس اللون الأحمر للرجال
حكم لبس اللون الأحمر للرجال

حكم لبس اللون الأحمر للرجال ، هو عنوان هذا المقال، وفيه سيتمُّ بيان أقوال أهل العلمِ في حكمِ لبسِ الأحمرِ للرجالِ والنساءِ مع ذكر الأدلة الشرعية من السنة النبوية المطهرةِ، كما سيتجد القارئ في هذا المقال بيانًا للألوان التي يُستحبُّ لبسها في الشريعة الإسلامية، مع ذكر الأدلة الشرعية على ذلك من السنة النبوية المطهرة.

حكم لبس اللون الأحمر للرجال

اتفق أهل العلم على جواز ارتداءِ الرجالِ للقميصِ الأحمر الذي خالطه لونٌ آخر، واختلفوا في حكمِ ارتداءِ القميصِ الأحمرِ الخالصِ، على قولين، وفي هذه الفقرة سيتمُّ بيان هذين القولين، وفيما يأتي ذلك:[1]

شاهد أيضًا: حكم لبس الكمامة في العمرة

  • القول الأول: ذهب فقهاء الحنفية والحنابلة إلى جواز ارتداءِ القميصِ الأحمرِ الخالصِ مع الكراهة، ودليلهم في ذلك ما رُوي عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنه- حيث قال: “مرَّ بالنبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ رجلٌ وعليْهِ ثوبانِ أحمرانِ ، فسلَّمَ عليْهِ فلم يردَّ عليْهِ”،[2] مع ضرورة التنبيه إلى أنَّ هذا الحديث إسناده ضعيف.
  • القول الثاني: ذهب فقهاء الشافعية إلى جواز لبسِ الرجال للقميصِ الأمرِ من غيرِ كراهةٍ، ودليل ذلك ما رُوي عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- حيث قال: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ رَجُلًا مَرْبُوعًا، بَعِيدَ ما بيْنَ المَنْكِبَيْنِ، عَظِيمَ الجُمَّةِ إلى شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ، عليه حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، ما رَأَيْتُ شيئًا قَطُّ أَحْسَنَ منه صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ”.[3]

شاهد أيضًا: حكم لبس المخيط للمحرم

حكم لبس اللون الأحمر للنساء

اتفق أئمة المذاهب الإسلامية الأربعة على جواز ارتداء النساء للملابسِ الحمراء، ودليل ذلك قوله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}،[4] ووجه الدلالة من الآية الكريمة أنَّ الأصل في الطعام والشراب واللباس هو الإباحة والجواز.[5]

شاهد أيضًا: يستعمل الخمار لتغطية ثلاث مواضع وشدها فما هي هذه المواضع

الألوان المستحبة في لبس الرجال والنساء

ورد في السنة النبوية المطهرة الأمرَ بارتداءِ ألوانٍ معينةٍ، وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ ذكرها مع بيان الدليل الشرعي عليها، وفيما يأتي ذلك:[6]

شاهد أيضًا: تفسير الأرواح جنود مجندة ما تشابه منها ائتلف وما تشابه منها اختلف

  • اللون الأسود:  يعدُّ اللون الأسود من الألوان المباحة في الشريعة الإسلامية، وقد ورد في ذلك عدة أحاديثٍ، وفيما يأتي ذكرها:
    • ما رُوي عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- حيث قال: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ، وَقالَ قُتَيْبَةُ: دَخَلَ يَومَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَعليه عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ بغيرِ إحْرَامٍ”.[7]
    • ما رُوي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- حيث قالت: “صنَعتُ لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ بُردةً سَوداءَ ، فلَبسَها ، فلمَّا عَرِقَ فيها وجدَ ريحَ الصُّوفِ ، فقذفَها قالَ : وأحسبُهُ قالَ : وَكانَ تُعجبُهُ الرِّيحُ الطَّيِّبةُ”.[8]
  • اللون الأبيض: وكذلك اللون الأبيض يعدُّ من الثياب التي يُستحب ارتداءها في الشريعة الإسلامية، وقد دلَّ على ذلك عدد من الأحاديث، وفيما يأتي ذكرها:
    • ما رُوي عن ابن عباس -رضي الله عنه- حيث قال: “البِسوا من ثيابِكُمُ البياضَ فإنَّها مِن خيرِ ثيابِكُم، وَكَفِّنوا فيها موتاكم”.[9]
    • ما رُوي عن أبي ذر -رضي الله عنه- حيث قال: “أَتَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعليه ثَوْبٌ أبْيَضُ، وهو نَائِمٌ، ثُمَّ أتَيْتُهُ وقَدِ اسْتَيْقَظَ”.[10]
    • ما رُوي عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- حيث قال: “رَأَيْتُ عن يَمِينِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَعَنْ شِمَالِهِ يَومَ أُحُدٍ رَجُلَيْنِ عليهما ثِيَابُ بَيَاضٍ، ما رَأَيْتُهُما قَبْلُ وَلَا بَعْدُ، يَعْنِي جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ عليهما السَّلَامُ”.[11]

شاهد أيضًا: فضل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان حكم لبس اللون الأحمر للرجال، والذي تمَّ فيه بيان أقوال أهل العلم في ذلك، كما تمَّ بيان حكمِ ارتداءِ الأحمرِ للنساء عند الأئمة الأربعة، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان الألوان التي يُستحب للمسلمين ارتداؤها، مع ذكر الأدلة الشرعية.

المراجع

[2]فتح الباري، ابن حجر العسقلاني، عبدالله بن عمرو، 579/1، حديث إسناده ضعيف
[3]صحيح مسلم، مسلم، البراء بن عازب، 2337، حديث صحيح
[4]الأعراف: 32
[7]صحيح مسلم، مسلم، جابر بن عبدالله، 1358، حديث صحيح
[8]صحيح أبو داوود، الألباني، عائشة أم المؤمنين، 4074، حديث صحيح
[9]صحيح أبي داوود، الألباني، عبدالله بن عباس، 3878، حديث صحيح
[10]صحيح البخاري، البخاري، أبي ذر الغفاري، 5827، حديث صحيح
[11]صحيح مسلم، مسلم، سعد بن أبي وقاص، 2306، حديث صحيح