حكم من نوى الاضحية ولم يضحي

حكم من نوى الاضحية ولم يضحي

حكم من نوى الاضحية ولم يضحي فالأضحية هي واجبة على المسلمين، وقال بعض أهل العلم أنها سنة نبوية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا ضحّى المسلم في سنة معين، فإن ذلك لا يجزئه عن باقي السنوات، وفي مقالنا التالي عبر موقع محتويات سوف نتعرف على حكم من نوى الأضحية ولم يضحِ.

حكم من نوى الاضحية ولم يضحي

الأصل في حكم الأضحية أنه سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال في ذلك أكثر أهل العلم، وهي أيضًا شعيرة من شعائر الإسلام وركيزة من ركائزه، وقد رغّب الشارع بها وأكّد عليها، بل قال الكثير من أهل العلم بأنها واجبة لمن استطاعها، ولكن إذا نوى أحد الأضحية، ولم يستطع التضحية لسبب أو لأمر ما، فلا يتوجّب عليه شيء برجوعه عنها، إلا في حالة واحدة أن يكون قد اختار الأضحية بقوله: هذه أضحية، أو نحوه من طريق التعيين، فعندها يُلزَم بذبحها، ولا يجوز له الرجوع عن التضحية بأي حال من الأحوال، فإن اشترى البهيمة من الغنم، أو من الإبل أو من الضأن، ولم يعنها بقوله: هذه أضحية، فقد اختلف العلماء في وجوب ذبحها أم لا، ولكنهم اتفقوا أنه لا يلزمه ذبحها، وخلاصة الأمر أنه إذا لم يشتر المسلم الأضحية بعد، ولم يعنها أيضًا، فلا تلزمه الأضحية لمجرد نيته فقط بذبح الأضحية.[1]

اقرأ أيضًا: على من يجب الهدي في الحج

حكم مَن ترك الأضحية وهو قادر عليها

فالأضحية سنة على المسلمين وليست واجبة، وقال جمهور العلماء: أن من ترك الأضحية وهو قادر عليها لا يؤثم ولا يلزمه القضاء، وبهذا قال أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وبلال بن مسعود، وسعيد بن المسيب وغيرهم، وقال النخعي: أنها واجبة على الموسر إلا الحاج إلى منى، وأما أبو حنيفة: قال إنها واجبة على المقيم الذي يملك مالاً، وقال الشافعي: أنه وردت الكثير من الأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- التي تدل على أن الأضحية ليست واجبة، ولو كانت واجبة لذكر ذلك الوجوب صراحة في الأحاديث النبوية الشريفة، وصحت بعض الأحاديث عن أبي بكر وعمر بن الخطاب أنهما كانا لا يضحيان خوفًا من أن يعتقد الناس أن الأضحية واجبة عليهم، ولأن الأضحية ليست واجبة، فلا يترتب على الذين لا يضحّون شيئًا من فداء أو قضاء، وبهذا نستطيع أن نتبيّن أنه لا يوجد إثم على الشخص الذي ترك الأضحية، سواءً كان قادرًا عليها، أم لم يكن قادراً عليها، وأما إذا لم يذبح الحاج الهدي الواجب عليه في الحج، فقد فرّط بركن عظيم، ووجب عليه ذبح الهَدي؛ لأنه دين واستقر في ذمته، ودين الله تعالى أحق أن يُقضى، ويذبح وقت الذبح في مكة ومنى، ويدعي الله تعالى المغفرة عن ذنبه، ولا يرجع لمثل هذا الأمر أبدًا إن أراد الحج مرة أخرى.[2]

اقرأ أيضًا: حكم الحلق قبل ذبح الاضحية

هل تجزئ الأضحية عن المضحي وأهل بيته

الأضحية تجزئ عن صاحبها وعن أهل بيته من الزوجة والأولاد والبنات الغير متزوجين، ويسكنون معه في نفس البيت، فقد ورد في الحديث الشريف عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- أَمَرَ بكَبْشٍ أَقْرَنَ يَطَأُ في سَوَادٍ، وَيَبْرُكُ في سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ في سَوَادٍ، فَأُتِيَ به لِيُضَحِّيَ به، فَقالَ لَهَايا عَائِشَةُ، هَلُمِّي المُدْيَةَ، ثُمَّ قالَاشْحَذِيهَا بحَجَرٍ، فَفَعَلَتْثُمَّ أَخَذَهَا، وَأَخَذَ الكَبْشَ فأضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قالَباسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِن مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ضَحَّى بهِ)[3]، فالحديث الشريف هو دليل واضح بيّن على أن الأضحية تجزئ عن الرجل وأهل بيته كلهم، في حال كان يملكها المضحي، وذبحها عنه وعن أهل بيته، وأما الاشتراك في الأضحية من أهل البيت، فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته الكرام، قال الإمام مالك في ذلك: “وإن اشترى الرجل أضحيته بنفسه، ومن ماله، وذبحها عن نفسه وأهل بيته كلهم ممن يقطنون معه في نفس البيت فهذا الأمر جائز، وقد أباحه جميع العلماء بلا اختلاف بينهم، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- فعل ذلك الأمر.[4]

اقرأ أيضًا: حكم ذبح الاضحية

حكم الأضحية عن الحي والميت

يجوز أن يضحّي المسلم عن الأموات والأحياء من الأقارب والأهل والأصدقاء، وله أن يضحي عن الميت من أهل بيته، كأن يذبح الشخص أضحية عنه وعن أهل بيته من الزوجة والأولاد، ويجوز له أيضًا أن يضحي عن أمواته من الأب والأم والخالة أو الخال أو العم أو العمة أو غيره، وليس للأضحية عن الحي أو عن الميت عدد معين، فعددها مفتوح، وإذا ضحّى كل سنة فذلك حسن وجائز، والأضحية سنّة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كل سنة مرة، ولا تجزئ سنة عن باقي السنين الآخر، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يضحّي كل سنة مرتين: إحداهما عنه وعن أهل بيته، والثانية عن أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- أجمعين، ويمكن أيضًا للشخص أن لا يقتصر على الأضحية إن كان مقتدرًا، فيمكنه الذبح في رمضان، أو في غيره من الأيام والتصدق عن نفسه وعن والديه الأحياء والأموات أو غيرهم صدقة يطلب بها الأجر والثواب من رب العالمين، فيتصدق على الفقراء والمحتاجين والمساكين كل ذلك نافلة، ويثاب عليه المسلم، وفي ذلك الثواب العظيم، فالصدقة تطفئ غضب الرب كما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال، ويمكن الصدقة بالمال والنقود والذبائح والأطعمة وما إلى ذلك، فذلك كله جائز ومباح.[5]

اقرأ أيضًا: حكم عدم ذبح الاضحية

حكم وشروط التوكيل في شراء الأضحية وذبحها وتوزيعها

يجوز للإنسان توكيل الأشخاص أو الجمعيات الخيرية الموثوقة بشراء الأضحية وذبحها وتوزيعها، ولكن الأولى أن يقوم الإنسان بذلك بنفسه ما لم يكن التوكيل فيه مصلحة راجحة مؤكدة، وإذا نذر المسلم الذبح بنفسه وجب عليه ذلك، فلا مانع من أن يوكّل المسلم جمعية موثوقة، فيدفع لها سعر الأضحية، لتقوم هي بشراء الأضحية وذبحها، ولو كان خارج البلاد، ولكن يجب مراعاة عدد من الشروط هي:[6]

  • أن يتم ذبح الأضحية خلال يوم العيد، أو خلال أيام التشريق الثلاث التالية ليوم العيد.
  • أن لا يقل سن الأضحية من الإبل عن خمس سنين، ومن الماعز والبقر عن سنتين، ومن الضأن عن ستة أشهر.
  • أن لا يكون في الأضحية عيب ينقص به اللحم أو الشكل، فلا يجوز التضحية بالعوراء، أو العرجاء، أو التي أكلها السبع، أو المنخنقة أو الموقوذة أو ما أكلها السبع، وغيرها من الأسباب البينة في الشكل التي لا تصح بها الأضحية.
  • أن يوزع لحم بعض الأضحية على الفقراء والمحتاجين من المسلمين، ويجوز إعطاء الكافر من لحم الأضحية إذا كان فقيرًا لتأليف قلبه للدين.
  • إذا تم توكيل جمعية معينة بالذبح عن مجموعة من الناس، فيجب أن يكون لدى من يتولون الذبح كشوفات بأسماء من وكّلوهم، وينوي الذابح عند ذبح الأضحية أن هذه الأضحية عن فلان الفلاني.

اقرأ أيضًا: كيفية التسمية على الاضحية

كيفية توزيع الأضحية

يستحب لمن أراد التضحية أن يأكل أول شخص منها إذا تيسر له ذلك، وذلك لورود حديث صحيح أنه واجب على كل مضحي الأكل من أضحيته، وأن يكون هذا الأكل بعد صلاة العيد والخطبة، وهذا قول أهل العلم، ومنهم مالك والشافعي وابن عباس وغيرهم، لما ورد عن أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان لا يوزع لحم أضحيته حتى يأكل منها، الأفضل أن يذبحها بيده، فإذا لم يستحب ذلك، جاء بشخص وذبحها له، ويُستحب تقسيم لحم الأضحية إلى ثلاثة أثلاث: ثلث للأكل، وثلث للصدقة، وثلث للهدية، ولا يجوز بيع شيء من لحم الأضحية ولا شحمها ولا رأسها ولا جلدها، ويمكن التصدّق به وذلك أفضل، ومن باع شيئاً من أضحيته فلا أضحية له، ولا يجوز كذلك إعطاء الجزار شيء من الأضحية مقابل ذبحه لها، وقيل: أنه يجوز إعطاء الجزار شيئاً من لحم الأضحية على سبيل الهدية فقط، وليس مقابل أجرة الذبح، ويجوز كذلك إعطاء الكافر الفقير المحتاج من لحم الأضحية على سبيل الهديّة لتأليف قلبه، كذلك من الأمور التي يجب أن يتجنبها المضحي هو الأخذ من شعره وأظفاره وبشرته، ولكن لو تعمد المضحي أخذ شيء من أظفاره وشعره، وبشرته عليه أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره ولا فدية عليه، وأما من أخذ شيئاً من أظفاره وشعره للحاجة فلا بأس بذلك، والنهي عن أخذ المضحي من رأسه وشعره وبشرته هو تشبيهه بالحاج  المحرم في أعمال النسك وهو التقرّب إلى الله تعالى بالذبح القربان، وكذلك توفير شعره وأظفاره، وبشرته إلى حين ذبح الأضحية.[7]

اقرأ أيضًا: حديث الرسول عن الاضحية

شروط الأضحية

هناك عدد من الشروط التي يجب أن يلتزم لها المضحي إذا أراد التضحية وهي:[8]

  • بلوغ السن المطلوبة، والسن المطلوبة للأضحية هي ستة أشهر للضأن، وسنة للماعز، وسنتان للبقر، وخمس سنين للإبل.
  • السلامة من العيوب، فالأضحية يجب أن تخلو من العيوب الظاهرة وهي: العور البين الواضح، العرجاء البيّن عرجها، المريضة البيّن مرضها، وهناك عيوب أخرى يكره وجودها في الأضحية مثل: العضباء وهي مشقوقة الأذن، وبما أن الأضحية قربة إلى الله تعالى، فعلى العبد أن يتخيّرها من أفضل ما عنده.
  • حرمة بيعها، إذا تمت معاينة الأضحية واختيارها، فلا يجوز بيعها بأي حال من الأحوال، وكذلك لا يجوز إعطاؤها أو إهداؤها لأحد، إلا أنه يجوز تبديلها بأضحية أفض منها، وإذا ولدت الأضحية بعد تعيينها يضحى ابنها معها، كما أنه يجوز ركوب الأضحية عند الحاجة لذلك، وقد أقر ركوب الأضحية النبي صلى الله عليه وسلم.
  • ذبحها في الوقت المحدد، والوقت المحدد للذبح هو بعد صلاة العيد والخطبة، فيبدأ المضحي بذبح الأضحية بنفسه، أو يوكل أحد بذبحها، ومن الأفضل الوقوف على عملية الذبح، والأكل من لحم الأضحية، وينتهي وقت التضحية عند مغيب شمس آخر يوم من أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من أيام ذي الحجة، لتحديد النبي -صلى الله عليه وسلم- أيام الذبح بيوم عيد الأضحى المبارك والأيام الثلاث التي تأتي بعده وهي أيام التشريق.

في نهاية مقالنا تعرفنا على حكم من نوى الأضحية، ولم يضح فله أن يتراجع عن ذبح الأضحية، وليس عليه شيء، لا قضاء ولا كفارة، وتعرفنا على شروط الأضحية، والأمور التي يجب تجنبها عند نية التضحية، وكذلك طريقة توزيع الأضحية، وحكم وشروط التوكيل في شراء الأضحية وذبحها وتوزيعها، وحكم مَن ترك الأضحية وهو قادر عليها.

المراجع

  1. ^ islamqa.info , نوى أن يضحي ثم أراد الرجوع فهل له ذلك ؟ , 17/06/2023
  2. ^ binbaz.org.sa , حكم الأضحية مع الاستطاعة , 17/06/2023
  3. ^ صحيح مسلم , عائشة أم المؤمنين ، مسلم ، صحيح مسلم ،1967،[صحيح] , 17/06/2023
  4. ^ islamweb.net , تجزئ الأضحية عن المضحي وأهل بيته. , 17/06/2023
  5. ^ binbaz.org.sa , حكم الأضحية عن الحي والميت والذبح للصدقة , 17/06/2023
  6. ^ aliftaa.jo , شروط توكيل الجمعيات الخيرية بذبح الأضاحي , 17/06/2023
  7. ^ islamqa.info , ملخص أحكام الأضحية , 17/06/2023
  8. ^ islamqa.info , ملخص أحكام الأضحية , 17/06/2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *