حكم الحلق قبل ذبح الاضحية

حكم الحلق قبل ذبح الاضحية

حكم الحلق قبل ذبح الاضحية كما نعرف جميعًا أن للأضحية عدداً من الشروط التي يجب توافرها في الأضحية نفسها وفي المضحّي، ومنها حلق الأظافر وقص الشعر لمن يريد التضحية، فما هو حكم حلق الشعر قبل ذبح الأضحية، هذا سوف يكون موضوع مقالنا التالي عبر موقع محتويات حكم الحلق قبل ذبح الأضاحي.

حكم الحلق قبل ذبح الاضحية

حكم الحلق قبل ذبح الأضحية لا يجوز للمضحّي أن يأخذ شيئاً من شعره أو أظافره أو بشرته، سواءً كان حاجًا أم غير حاج، فمن أراد أن يضحّي لا يأخذ من أظفاره، ولا من شعره، ولا من رأسه ولا من بدنه شيئًا، ولا من عانته، ولا من شاربه أو لحيته، حتى يضحّي بعد دخول العشرة من ذي الحجة، فإذا دخل العشر من ذي الحجة، فإنه يحرّم على المضحّي من الرجال أو النساء أخذ شيء من الشعر أو الظفر أو البشرة، ومن بقية البدن كله، وهذا ينطبق على المضحي من الرجال والنساء إذا أرادوا أن يضحوا الأضحية الشرعيّة عن أنفسهم وأهل بيتهم، فلا يأخذ شي حتى يُضحّي، فإذا كان يريد الشخص أن يضحي من ماله عن نفسه أو عن والديه أو عن أهل بيته، فلا يأخذ شيئاً من أظفاره أو شعره أو بشرته، حتى يضحّي بعد دخول الشهر، وقد أمرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بعدم الأخذ من الشعر والبشرة والأظافر حتى تتم التضحية، وأما إذا أراد المضحّي أن يتطيّب ويأتي أهله، هذا لا بأس به وجائز شرعًا، ما عداه من أخذ شيء من البدن هو أمر غير جائز.[1]

اقرأ أيضًا: كيفية التسمية على الاضحية

هل يجوز لأهل المضُحّي أن يأخذوا من شعورهم وأظافرهم في العشر؟

نعم يجوز، وحكم عدم الأخذ من الشعر والأظافر والبشرة ينطبق فقط على الشخص الذي يردي التضحية، فلا يجوز له أن يأخذ شيئاً من شعره وأظافره ولا بشرته بمجرد دخول العشرة من ذي الحجة، وأما أهله، فيجوز لهم أن يأخذوا من أظافرهم وشعورهم وبدنهم وبشرتهم؛ لأن هذا الحُكم خاص بمن يريد التضحية دون أهله، قال ابن باز: “وأما أهل المضحّي فليس عليهم شيء، ولا ينهون عن أخذ شيء من شعرهم أو بشرتهم أو أظافرهم في أصح أقوال العلماء، فالحكم يختص به المضحّي الذي يريد ذبح الأضحية من ماله”، فيُشرع ويستحب أن لا يأخذ شيئاً من أظافره أو شعره أو بشرته شيئًا حتى يضحّي، وهذا الحكم ينطبق على المضحّي سواءً ذبح الأضحية بنفسه، أو أراد توكيل غيره بذبحها، ودليل استحباب عدم الأخذ من الشعر والظفر والبشرة هو حديث أم سلمة أم المؤمنين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ كان له ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ، فإذا أهلَّ هِلالُ ذي الحجةِ، فلا يأخذَنَّ مِنْ شعرِهِ، ولَا مِنْ أظفارِهِ شيئًا، حتى يُضَحِّيَ).[2][3]

اقرأ أيضًا: هل يجوز قص الاظافر قبل الأضحية

حكم الأخذ من الشعر والأظفار لمن يُضحّى عنه

تحريم الأخذ من الشعر والأظفار يختص بمن يريد أن يضحي، وعلى هذا فإنه يجوز لمن أراد التضحية عنه أن يأخذ من شعره وأظفاره وبشرته، ولا حرج في ذلك، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما علّق حكم عدم الأخذ من الشعر بالمضحّي فقط، ولم يعلّقه بالمُضحّى عنه، فمن يضحي عنه لا يثبت في حقه ذلك، والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يضحّي عن أهل بيته، ولم يثبت عنه أنه طلب منهم، أو منعهم من الأخذ من شعورهم أو بشراتهم أو أظفارهم شيئًا، ولو  كان الأمر كذلك لنهاهم عنه النبي صلى الله عليه وسلم، قال الشيخ ابن عثيمين: “على من أراد التضحية أن يكون على علم ودراية تامة، بأن الشخص الذي يريد أن يُضحّي عنه لا يلزمه حكم عدم الأخذ من الشعر والأظفار والبشرة عند دخول العشر من ذي الحجة”، لذا خلاصة الأمر هو منع المضحّي من الحلق أو التقصير أو الأخذ من البشرة أو البدن أو الرأس، هذا الحكم يختص بالمضحّي فقط، ولا يلزم الشخص المضحي له أن يلتزم بهذا الأمر، سواء كان المضحي له من الأب أو الأم أو أحد من الإخوة أو الأقارب، فالحكم هو خاص بمن يريد أن يضحي، وليس خاصًا بمن يراد التضحية له.[4]

اقرأ أيضًا: محظورات المضحي غير الحاج

آراء العلماء في حكم حلق المضحي شعره في العشر من ذي الحجة

لقد ثبت في الأحاديث الصحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا دَخَلَتِ العَشْرُ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِهِ وبَشَرِهِ شيئًا)[5]، واختلف الفقهاء في العمل بهذا الحديث على ثلاثة مذاهب هي:[6]

مذهب الشافعي

قال: إن عدم حلق المضحي شعره وأظفاره وبشرته يحمل على الاستحباب، ولا يُحمل على الوجوب، وأنه من السنة لمن أراد أن يضحّي أن يمتنع عن أخذ شعره أو بشرته أو شيء من بدنه في العشر من ذي الحجة، فإذا أخذ شيئاً من ذلك كره، ولم يُحرّم عليه، وهذا قول سعيد بن المسيب.

مذهب أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية

إن حديث عدم الأخذ من الشعر والبشرة في العشر من ذي الحجة لمن أراد التضحية مأخوذاً على الوجوب، فهو واجب عليه عدم الأخذ من شعره أو بشرته، وإذا أخذ شيء من الشعر أو البشرة فهو قد وقع في الحرام، وهذا هو ظاهر الحديث عندهم.

مذهب أبي حنيفة ومالك

قالوا: أن الأخذ من الشعر والبشرة ليس بسنة، ولا يُكره الأخذ من الشعر والبشرة للمضحي عند دخول العشر من ذي الحجة، فلا يُكره للمضحّي أخذ شيء من بشرته ورأسه مثله مثل غير المضحي، ومن لم يُحرّم عليه استعمال الطيب واللباس في العشر من ذي الحجة إذا أراد التضحية لم يحرّم علمه أخذ شيء من شعره أو أظفاره أو بشرته.

هل الإمساك عن الشعر والأظفار شرطًا لصحة الأضحية

فليس الإمساك عن الأخذ من الشعر والبشرة والأظفار شرطًا من شروط الأضحية، ولا يعتبر أمرًا مبطلاً للأضحية، وليس خلافاً بين أهل العلم على ذهب الأمر، ولكن الخلاف بينهم كان هل الإمساك عن الأخذ من الشعر والأظفار والبشرة مستحب أم واجب أم مكروه؟ فالمشروع لمن أراد الأضحية أن لا يأخذ شيئاً من شعره ولا أظفاره بعد دخول العشر من ذي الحجة، وأما من يريد الحج: فلا يلزمه الكف عن شيء من محظورات الإحرام حتى يتلبس بالنّسك، فإذا كان الشخص قد أخذ شيئًا من أظفاره وشعره وبشرته بعد دخول العشر من ذي الحجة وأراد التضحية، فليس عليه شيء إن هو فعل ذلك ناسيًا أو ساهيًا، لأن الله تعالى لا يحاسب عباده على النسيان والخطأ، وأما من فعل ذلك، أي قام بحلق شعره وأظفاره، وأخذ شيء من بدنه أو بشرته عامدًا متعمدًا فعليه التوبة إلى الله تعالى، والاستغفار عن فعلته وعدم العودة لمثل هذا الأمر أبدًا، ولا يلزمه كفارة عن هذا الفعل، فقد قال الموفق رحمه الله: “إذا ثبت هذا فإنه يترك تقليم الأظافر، وقص الشعر والأخذ من شيء من البدن والبشرة، فإذا فعل شيء من هذا وجب عليه الاستغفار والتوبة إلى ربه، ولا تلزمه الفدية عن هذا الفعل، سواءً فعل ذلك متعمدًا أو ناسيًا”.[7]

حكم أخذ الوكيل في الذبح من أظفاره وشعره

لا حرج على الوكيل في الأضحية أن يأخذ شيئًا من رأسه وبشرته وبدنه، سواءً كان رجلاً أم امرأة، لأنه في هذه الحالة غير مُضحي إنما وكيل عن شخص ما، فيجوز للوكيل أن يأخذ من شعره أو شاربه أو أظفاره، فالوكيل عن أقاربه من الأم أو الأخ أو الأب أو غير ذلك من صلة القرابة ليس عليه عدم الأخذ من شعره أو أظفاره أو بدنه، وإنما الذي لا يجوز له الأخذ من الشعر والبشرة والجسد هو الذي يضحّي من ماله عن نفسه وعن أهل بيته من الأب أو الأم أو الأخ أو غيرهم، فإذا دخلت العشر من ذي الحجة، فليس له أن يأخذ شيئًا من ذلك أبدًا، فالحكم هنا يختص بمن أراد الأضحية حصرًا، ولا يختص بأحد من أهل بيته، ولا بالشخص الذي وكّله للتضحية عنه، وكذلك أهل المضحي يجوز لهم الأخذ من أظفارهم وشعرهم وبشراتهم، ولا يلزمهم الحكم، ويلزم الشخص المضحّي حصرًا دون أحد غيره من الناس.[8]

في نهاية مقالنا تعرفنا على حكم الحلق قبل ذبح الأضحية لا يجوز للمضحّي أن يأخذ شيئاً من شعره أو أظافره أو بشرته، سواءً كان حاجًا أم غير حاج، وتعرفنا على حكم الأخذ من الشعر والأظفار لمن يُضحّى عنه، وتعرفنا أيضًا على حكم أخذ الوكيل في الذبح من أظفاره وشعره، وفيما إذا كان الإمساك عن الشعر والأظفار شرطًا لصحة الأضحية.

المراجع

  1. ^ binbaz.org.sa , حكم أخذ الشعر أو الأظافر لمن يريد أن يضحي , 18/06/2023
  2. ^ صحيح الجامع , أم سلمة أم المؤمنين ،الألباني ،صحيح الجامع ، 6489 ،صحيح 
  3. ^ islamqa.info , لأهل المضحي أن يأخذوا من شعورهم وأظفارهم في العشر , 18/06/2023
  4. ^ islamweb.net , حكم الأخذ من الشعر والأظفار لمن يضحَى عنه , 18/06/2023
  5. ^ صحيح مسلم ,  أم سلمة أم المؤمنين ،مسلم ،صحيح مسلم ، 1977 ، [صحيح] 
  6. ^ islamweb.net , حكم حلق المضحي شعره في العشر الأول من ذي الحجة , 18/06/2023
  7. ^ islamweb.net , حكم من أراد الأضحية وأخذ من شعره وظفره بعد دخول ذي الحجة , 18/06/2023
  8. ^ binbaz.org.sa , حكم أخذ الوكيل في الذبح من أظفاره وشعره , 18/06/2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *