حكم ذبح الاضحية في المسلخ

حكم ذبح الاضحية في المسلخ

حكم ذبح الاضحية في المسلخ، فالأضحية هي كل ما يُذبح من بهيمة الأنعام أيام عيد الأضحى تقربًا إلى تعالى وطلبًا لمرضاته، وقيل إن السبب في تسمية الأضحية بهذا الاسم؛ لأن وقت الضحى هو الوقت المشروع لذبحها، ولكن ما هو حكم ذبح الأضحية في المسلخ؟ هذا سوف يكون موضوع مقالنا التالي عبر موقع محتويات.

حكم ذبح الاضحية في المسلخ

ذبح الأضحية في المسالخ هو نوع من التوكيل الشرعي، فيوكّل المضحّي على أضحية معينة لكي يذبحها اللحام فهو جائز، ولكن يُفضّل أن يذهب المضحّي إلى المسلخ لكي يحضر عملية الذبح، وأفضل السنّة أن يقوم المضحّي بذبح أضحيته بنفسه، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه كان يذبح أضحيته بنفسه، وقد أمرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أيضًا بالأكل من الأضحية، قال ابن قدامة “وإن ذبح الأضحية بيده كان أفضل، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- ضحّى بكبشين عظيمين، ذبحهما بيده، وسمّى وكبّر”، ولكن إن أراد المضحّي التضحية في المسلخ، فلا يجوز له أن يعطي الجزار أجرًا على ذلك من لحم أو جلد أو شعر الأضحية، فهذا لم يجزه العلماء بالاتفاق، وأما بيع شيء من الأضحية، فإنه لا يجوز، ولا يجوز للمضحّي أيضًا بيع جلد أو صوف الأضحية وأخذ ثمنها، أو إعطاؤه لأقاربه، ولكن يجوز له أن يتصدّق بهما وهو الأفضل.[1]

اقرأ أيضًا: كيفية حجز موعد ذبح الاضحية في السعودية 

ما هو حكم الأضحية؟

الأضحية هي: ما يُذبح من بهيمة الأنعام تقربًا إلى الله تعالى في وقت محدد وهو وقت عيد الأضحى، وقد اختلف العلماء في حكم الأضحية على رأيين هما:[2]

الرأي الأول

قال بعض العلماء أن الأضحية سنّة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا قول جمهور الفقهاء.

الرأي الثاني

قال هؤلاء: أن الأضحية واجبة، ومنهم الأوزاعي والليث وأبو حنيفة وإحدى روايات أحمد، وقد استندوا برأيهم هذا على حديث مخنف بن سليم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (كنَّا وقوفًا عندَ النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- بعرفةَ فقالَ يا أيُّها النَّاسُ إنَّ علَى كلِّ أهْلِ بيتٍ في كلِّ عامٍ أضحيَّةً وعَتيرةً أتدرونَ ما العتيرةُ هيَ الَّتي يسمِّيها النَّاسُ الرَّجبيَّةَ[3]، وقال الحافظ: “هذا الحديث لا حجة فيه، لأن الصيغة ليست صريحة بالوجوب المطلق للأضحية، وقد ذكر معها النبي -صلى الله عليه وسلم- العتيرة وهي ليست واجبة عند من قال بوجوب الأضحية”، والمقصود بالعتيرة: هي الشاة التي تُذبح عند أهل البيت في رجب، واستدلوا أيضًا بما صحّ عن أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- أنهما كانا لا يضحّيان خوفًا من أن يظن أن الأضحية واجبة، وقد صرّح الكثير من العلماء القائلين بعدم وجوب الأضحية بأنه يُكره تركها للقادر عليها، ولا شكّ أن تارك الأضحية مع قدرته عليها قد فاته أجر كبير وثواب عظيم.[4]

اقرأ أيضًا: هل الاضحية واجبه كل سنه

حكم الأضحية عن الميت

الميت لا تجب عنه الأضحية عند أغلب أهل العلم إذا لم يوصِ بها، أو ينذرها قبل وفاته، ولكن يصح أن يذبح المسلم أضحية مستقلة بنية أن يكون ثوابها لأبيه المتوفى مثلاً مع إشراك والدتك الحيّة في الثواب، وقد اختلف العلماء في صحة الأضحية لو ذبحت عن الميت بغير وصية فيما هل تصح أم لا على ثلاثة أقوال هي:[5]

  • مذهب الحنفيّة والحنابلة: الأضحية تصح عن الميت، ويصله ثوابها، واستندوا برأيهم هذا ما رواه أبو داوود والترمذي في سننهما وأحمد في المسند والبيهقي والحاكم، أن عليًا -رضي الله عنه- كان يُضحّي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بكبشين، وقال إن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو من أمره بذلك.
  • مذهب الشافعيّة: لا تصح الأضحية عن الميت إلا إذا أوصى بها الميت قبل موته، وقال الإمام النووي في ذلك: “ولا تضحية عن الغير بغير إذنه، ولا عن الميت إلا إذا أوصى بها”.
  • مذهب المالكيّة: كره أصحاب هذا المذهب التضحية عن الميت، وقال الإمام أحمد في ذلك: “لا يستحب التضحية عن الأهل المتوفين من أم أو أب أو أخ أو أخت، والسبب في كراهة ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يرد عنه ولا عن أحد من صحابته رضوان الله عليهم أنهم قاموا بالتضحية عن أحد من الأموات، فإن المقصود بالذبح عن الميت غالبًا المباهاة والمفاخرة”.

اقرأ أيضًا: كم يجب ان يكون عمر الاضحية

شروط الأضحية

هناك عدد من الشروط التي يجب توافرها في الأضحية حتى يحلّ ذبحها، وهذه الشروط هي: [6]

  • بلوغها السنّ المقررة شرعًا، والسن المقررة شرعًا للأضحية في الضأن والماعز: سنة، وأما السن المقررة شرعًا في البقر: سنتان، والسن المقررة شرعًا في الإبل: خمس سنين.
  • السلامة من العيوب، والعيوب التي لا تجزئ فيها الأضحية وردت في حديث البراء بن عازب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- سُئِلَ: ماذا يُتَّقى مِن الضَّحايا؟ فقال: أربعٌ: -وقال البَراءُ: ويَدي أقصرُ مِن يدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- العَرجاءُ البَيِّنُ ظَلَعُها، والعَوراءُ البَيِّنُ عَوَرُها، والمَريضةُ البَيِّنُ مَرضُها، والعَجفاءُ التي لا تُنقي)[7]، وهناك عيوب أقل من هذه العيوب لا تمنع الأجزاء، ولكن يُكره ذبحها كالعضباء: وهي مقطوعة القرن والأذن، ومشقوقة الأذن، لذا لا بد من تجنب هذه العيوب كلها والحصول على أضحية فيها كل المواصفات الشرعيّة؛ لأن الأضاحي من أفضل القربات إلى الله تعالى.
  • حرمة بيعها أو تبديلها، إذا اختيرت الأضحية لا يجوز بيعها أو تبديلها بأفضل منها، وإن ولدت ضحى بولدها معها، كما أنه لا يجوز ركوبها عند الحاجة.
  • ذبحها في الوقت المحدد للذبح، ووقت ذبح الأضاحي هو من بعد صلاة العيد والخطبة، وليس من بعد دخول وقتها، إلى وقت مغيب شمس آخر يوم من أيام التشريق: وهو اليوم الثالث عشر من أيام ذي الحجة.

اقرأ أيضًا: ما هو اخر ايام ذبح الاضحية

كيفيّة توزيع الأضحية

هناك عدد من الأمور التي يجب أن يأخذها المضحّي بعين الاعتبار عند توزيع الأضحية وهي:[8]

  • استحباب الأكل من الأضحية للمضحّي، فمن أراد التضحية يستحب أن يبدأ هو بالأكل منها إذا تيسّر له ذلك، وذلك لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لِيَأْكلْ كُلُّ رجُلٍ مِنْ أُضْحِيَتِهِ)[9]، وأن يكون الأكل من الأضحية بعد صلاة العيد والخطبة، وهذا قول أغلب أهل العلم، ومنهم ابن عباس ومالك والشافعي.
  • ذبح الأضحية بيده، فالأفضل أن يقوم المضحّي بذبح الأضحية بيده، فإن لم يستطع هو ذبحها بيده، فعليه أن يحضر عملية ذبحها.
  • يُستحب تقسيم لحم الأضحية أثلاثًا، ثلث للأكل، وثلث للهدية، وثلث للصدقة، واتفق العلماء أيضًا على أنه لا يجوز بيع شيء من لحم الأضحية، أو من شحمها، أو من جلدها، ومن باع من أضحيته شيئًا بطلت أضحيته، ويجب أن لا يُعطى الجزار من الأضحية على سبيل الأجرة، ويجوز أن يُعطى الكافر من الأضحية إذا كان فقيرًا أو قريبًا أو جارًا لصاحب الأضحية.

اقرأ أيضًا: هل يجوز اعطاء غير المسلم من الاضحية

ماذا يقول المضحّي عند ذبح الأضحية؟

من السنّة لمن أراد أن يذبح الأضحية أن يقول دعاء ذبح الأضحية وهو: (بسم الله، والله أكبر، اللهم هذا منك ولك، هذا عني)، وإذا كان يذبحها عن غيره يقول: هذا عن فلان، اللهم تقبّل من فلان وآل فلان ويذكر اسمه)، والواجب من هذا هو لأجل التسمية، وما زاد عن ذلك فهو مستحب وليس بواجب، وروي عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: (أن رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- أَمَرَ بكَبْشٍ أَقْرَنَ يَطَأُ في سَوَادٍ، وَيَبْرُكُ في سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ في سَوَادٍ، فَأُتِيَ به لِيُضَحِّيَ به، فَقالَ لَهَا: يا عَائِشَةُ، هَلُمِّي المُدْيَةَ، ثُمَّ قالَ: اشْحَذِيهَا بحَجَرٍ، فَفَعَلَتْ: ثُمَّ أَخَذَهَا، وَأَخَذَ الكَبْشَ فأضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قالَ: باسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِن مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ضَحَّى بهِ)[10]، وهذا الحديث يدل على أنه عندما أراد النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يذبح الأضحية بنفسه، ويتخيّرها من أفضل الحيوانات، ثم يأخذ سكينًا، ثم يأخذ الكبش ويضجعه: أيّ أنامه على جنبه على الأرض للرفق به، ثم يشحذ السكين قبل إضجاع الحيوان للذبح، وهذا من الرفق بالحيوان أيضًا، ثم ذبحه: وقال: بسم الله، اللهم تقبّل من محمد وأمة محمد وآل محمد، وهو دعاء قبول العمل منه ومن أمته.[11]

في ختام مقالنا تعرفنا على حكم ذبح الأضحية في المسلخ وهو جائز؛ لأنه نوع من التوكيل الشرعي، فيوكّل المضحّي على أضحية معينة لكي يذبحها اللحام فهو جائز، ومن الأفضل أن يحضر المضحّي الأضحية بنفسه، وتعرفنا على حكم الأضحية، وحكمها عن الميت، وكيفيّة توزيع الأضحية حيث يفضّل تقسيمها إلى أثلاث، وتعرفنا على ماذا يقول المضحّي عند ذبح الأضحية.

المراجع

  1. ^ alukah.net , حكم ذبح الأضحية في غير مكان المضحِّي , 17/06/2023
  2. ^ islamweb.net , مذاهب الفقهاء في حكم الأضحية , 17/06/2023
  3. ^ صحيح ابن ماجه , مخنف بن سليم ،  الألباني ،صحيح ابن ماجه ، 2550 ،حسن
  4. ^ islamweb.net , مذاهب الفقهاء في حكم الأضحية , 17/06/2023
  5. ^ islamweb.net , حكم الأضحية عن الميت وإشراكه في ثوابها , 17/06/2023
  6. ^ islamqa.info , ملخص أحكام الأضحية , 17/06/2023
  7. ^ تخريج المسند , البراء بن عازب ،شعيب الأرناؤوط ،تخريج المسند ، 18675 ،صحيح
  8. ^ islamqa.info , ملخص أحكام الأضحية , 17/06/2023
  9. ^ صحيح الجامع , عبدالله بن عباس ، الألباني ،صحيح الجامع ،5349 ،صحيح
  10. ^ صحيح مسلم , عائشة أم المؤمنين ،مسلم ،صحيح مسلم ، 1967، [صحيح]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *