دعاء لبس الثوب الجديد

دعاء لبس الثوب الجديد هو أحد الأدعية التي يحتاجها المرء في حياته، ليُحصن لباسه ونفسه من الشرور بإذن الله تعالى، فإنَّ الدعاء هو صلة العبد بربه، يلجأ إليه ليسأله حاجته، ويطلب منه أن يُحقق له سؤله وغايته في الحياة الدنيا والآخرة، ومن خلال هذا المقال سنقوم بتسليط الضوء على دعاء لبس الثوب الجديد ودعاء خلعه، كما سنذكر دعاء لبس الثوب بشكل عام، بالإضافة لذكر أهم الآداب العامة التي يجب مُراعاتها عند لبس الثوب الجديد في الإسلام.

دعاء لبس الثوب الجديد

دعاء لبس الثوب الجديد هو كما ورد عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في أحاديثه الشريفة:

اللَّهمَّ لك الحمدُ أنت كسوْتنِيهِ أسألُك من خيرِه وخيرِ ما صُنِعَ له ، وأعوذُ بك من شرِّهِ وشرِّ ما صُنِعَ له، قال أبو نضرةَ : فكان أصحابُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ إذا لبس أحدُهم ثوبًا جديدًا قيل له: تُبْلِي ويُخلفُ اللهُ تعالى.[1]

وفي هذا الدعاء يسأل الرسول الله -عزَّ وجل- أن يُعطيه خير اللباس الجديد ويجعله عونًا له على الطاعة والإحسان، ويكفيه ما به من شر، فلا يكون هذا الثوب عونًا له على المعصية أو الشر، وكان الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- إذا لبس أحدهم ثوبًا جديدًا يدعون له بأن يُعمّر ليبلى الثوب ويهلك، وأن يُخلف له الله بدلًا منه ثوبًا جديدًا، والله أعلم.[2]

دعاء خلع الثوب الجديد

لم يرد في السنة النبوية شيء يخص ما يُقال عند خلع الثوب الجديد، إلا ما ورد عن استحباب قول: “بسم الله”، وذلك يُقال عند خلع الثوب أو عند دخول الخلاء، ولا حرج على العبد أن يلجأ إلى الله تعالى بما شاء من الأدعية عند خلع ثوبه الجديد، ومن هذه الأدعية نذكر:[3]

• اللهم يا من سترت عورتي، وحفظت عيوبي، واعطيتني لباسًا لي وسترًا بدون حول مني أو قوة، اللهم أسألك أن تسترني في الدنيا والآخرة، وتحفظ سوءاتي من عيون الإنس والجن.
• اللهم أسألك يا ستَّار أن تستر خلوتي وتحفظ عورتي، وتُبعد عنّي شر السوء والمعصية، وتجعلني ممّن يعتصمون بعصمتك، يا رب العالمين.
• ربي أنت كسوتني من ملكك وكرمك، وأعطيتني من عطائك أسألك يا ذو الجلال والإكرام أن تُديم عليَّ نعمة الستر والتستر، وتحفظني من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.

دعاء لبس الثوب القديم

إنَّ دعاء لبس الثوب القديم أو الجديد بشكل عام هو وارد في السنة النبوية الشريفة في حدث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في قوله: “ومن لبِس ثوبًا فقال: الحمدُ للهِ الذي كساني هذا الثوبَ ورزقنِيهِ من غيرِ حولٍ مني ولا قوةٍ غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه وما تأخَّرَ”[4]، وهو حديث شريف يوضّح ضرورة إقرار العبد بفضل الله تعالى عليه في كل تفاصيل حياته بما في ذلك الكسوة واللباس، ويوضّح أجر ذلك وهو أنَّه يُغفر له ويُكفّر ما سبق من سيئاته، والله أعلم.[5]

دعاء لبس الذهب الجديد

لم يرد في الأحاديث الشريفة الصحيحة أدعية تخص لبس الذهب الجديد، ويُمكن للمرأة عند التزيّين بالذهب أن تدعو الله تعالى وتشكره على نعمه بما تشاء من الأدعية، ومن هذه الأدعية نذكر:

• الحمد لله الذي أعطاني من نعمة وأكرمني من كرمه، ومنَّ عليَّ بفضله، الحمد لله حمدًا كثيرًا مُباركًا حتى يرضى وجهه الكريم، اللهم كما أنعمت فتمم، وكما رزقت فبارك.
• اللهم أسألك أن تُبارك لي في لباسي وزينتي وتكفيني شرَّها وشرَّ ما خلقت وتعطيني خيرها يا رب العالمين.
• اللهم يا رب العالمين كما أكرمتني بزينة الدنيا أسألك أن تجعلني ممن تُكرمهم بزينة الآخرة يا أرحم الراحمين.

دعاء تحصين الشيء الجديد

يُمكن للإنسان أن يُحصن نفسه وما يملك من الأشياء ما قدم منها وما استجد من خلال المحافظة على بعض الأمور ومنها نذكر:[6]

• المحافظة على أذكار الصباح والمساء بشك يومي.
• قراءة آخر آيتين من سورة البقرة.
• قراءة سورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس.
• قراءة آية الكرسي.
• قراءة الرقية الشرعية.
• قول الدعاء الآتي: “لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ”.

آداب لبس الثوب الجديد

عند لبس الإنسان للثوب الجديد لا بدَّ له من مُراعاة بعض الآداب التي بيَّنها الدين الإسلامي، وهي كالتالي:[7]

• يُستحب أن يكون لون اللباس أبيضًا لأنَّ النبي كان يُوصي بلبس الأبيض من الثياب، كما يُستحب أن يكون أخضرًا لأنَّه لباس أهل الجنة، وللمرء أن يلبس ما شاء من الالوان.
• تجنّب اللباس الرقيق الشفاف الذي يصف الجسد ويُبيّن تفاصيله، وذلك يشمل الرجال والنساء.
• الابتعاد عن اللباس الذي فيه تشبّه بالجنس الآخر، فلا يجوز تشبه النساء بالرجال، ولا يجوز تشبه الرجال بالنساء.
• تجنّب اللباس الذي يكون بعيدًا عن عادات وتقاليد أهل البلد، أو ما يُسمى بلباس الشهرة.
• الابتعاد عن لبس كل ما أمر الشرع بالابتعاد عن لبسه كأن يلبس الرجل الذهب او الحرير.
• عدم التشبّه بالكفار باللباس والمظهر.
• مُراعاة ستر العورة كاملة للرجال والنساء.

أهمية الدعاء

إنَّ الدعاء هو من أعظم العبادات التي يُمكن أن يقوم بها العبد، ويُؤجر فاعلها، فإنَّ فيه التجاء من العبد إلى ربه، وإيمان منه بأنَّ الله تعالى هو الوحيد القادر على تحقيق مُراده وتلبية حاجاته، كما إنَّ في الدعاء صلّة بين العبد وربه، وإنَّ الدعاء هو السبيل لانتفاع العبد ورد سوء القدر والقضاء عنه، وإنَّ من واجب العبد الصالح ن يقوم بالدعاء في كل وقت وحين، وأن يكون الدعاء رفيق دربه وحاته، وقد قال تعالى عن فضل الدعاء في كتابه الكريم: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”[8]، والله أعلم.[9]

شاهد أيضًا: حكم تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال في اللباس

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي ذكر دعاء لبس الثوب الجديد كما ورد عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، كما ذكر دعاء لبس الثوب بشكل عام، ودعاء خلع الثوب، وبيَّن أهم آداب لبس الثوب الجديد في الإسلام.