حكم التيامن في اللباس

حكم التيامن في اللباس هو أحد الأحكام المهمة التي يجب أن نكون على دراية بها، فحتى اللباس لم يُترك سدًا، بل نظّم الله تعالى طريقة لباسنا، وزينتنا، وفي مقالنا التالي سوف نتعرّف على حكم التيامن في اللباس.

حكم التيامن في اللباس

حكم التيامن في اللباس هو سُنّة عن النبي صلى الله عليه وسلم، دلّ على ذلك الحديث النبوي الشريف عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعجِبُه التيَمُّنُ في تنَعُّلِه، وترَجُّلِه، وطُهورِه، وفي شأنِه كُلِّه)[1]، وفي هذا الحديث النبوي الشريف تخبرنا السيدة عائشة أن النبي كان يُعجبه التيامن، وكان يبدأ جميع أفعاله بالإبتداء باليمين، وأخذ الشيء وإعطائه باليمين، والتبرّك باليمين، فكان يسرّه أن يبدأ كل أعماله بيده اليمين، لأنه كان يحب الفأل الحسن، ولأن أصحاب اليمين هم أهل الجنة، ونبه على المحافظة على ذلك ما استطاع له المسلم سبيلا، فكان يبدأ بالجهة اليُمنى بلبس حذائه، وعند تسريح شعره يبدأه باليمنى، ويبدأ بالطهارة في يمينه، وأما الأعمال المُستقذرة فكان يستعمل اليسار لها كالإستنجاء ودخول بيت الخلاء، وكان الصحابة رضي الله عنهم يراقبون أفعال النبي ليتعلّموا منه ويبلّغوها من بعده.[2]

شاهد أيضًا: يستحب لبس الحذاء اليمين قبل اليسار

ما يُستحب التيامن فيه

فالقاعدة التي يُعمل بها فيما يخص التيامن والتياسر في الإسلام، “أن كل شيء من باب التكريم والتشريف فيجب البدء فيه باليمنى، وما كان عكس ذلك يجب البدء فيه باليد اليُسرى”، قال الإمام النووي: هذه قاعدة أساسيّة في الشرع، وقد فصّل لنا الامور التي يجب التيامن بها وهي:[3]

• لبس الثوب والسراويل والخف.
• دخول المسجد.
• استخدام السواك.
• الإكتحال.
• تقليم الأظافر.
• قص الشارب.
• قص الشعر.
• نتف الإبط.
• السلام من الصلاة.
• غسل أعضاء الطهارة.
• الخروج من الخلاء.
• الأكل والشرب.
• المصافحة.
• تقبيل الحجر الأسود وغير الكثير.

ما يُستحب فيه التياسر

كما أمرنا الدين الحنيف في التيامن ببعض الأمور التشريفيّة، فقد أمرنا أيضًا بالتياسر ببعض الأمور المستقبحة والمستقذرة ومنها:[4]

• دخول الخلاء.
• الإستجمار.
• الامتخاط.
• الخروج من المسجد.
• خلع الثوب.
• خلع الحذاء.
• مسّ الذّكر.
• غسل الفرج.
• البصق على اليسار، وجميع ما فيه أذى واستقذار.

شاهد أيضًا: يجوز للمسلم ان يأكل بشماله

آداب اللباس والزينة

من أهم آداب اللباس والزينة التي حثذنا عليها الدين الحنيف هي:[5]

• التيامن في اللباس: وهي سنّة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان يبدأ كل الأعمال التي فيها تكريم بيده اليُمنى.
• الدعاء عند لبس الثوب الجديد: فالدعاء المعروف عن النبي إذا لبس المسلم ثوب جديد يقول: “اللَّهُمَّ لك الحَمدُ أنت كسَوتَنِيه، أسألُك مِن خَيرِه وخَيرِ ما صُنِعَ له، وأعوذُ بك مِن شَرِّه وشَرِّ ما صُنِعَ له”.
• لبس الأبيض من الثياب: فيُستحب لبس الثياب البيضاء، وهذا باتفاق جميع المذاهب الأربعة، ودلّ عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال: (البَسوا ثيابَ البياضِ، فإنَّها أطْهرُ وأطيَبُ)[6].
• لبس الثياب الجميلة بدون مبالغة: فيجب أن لا يكون هناك مبالغة في سعر الثوب أو حتى في شكله، وتحرّ ي الوسط في ذلك.
• التجمّل للضيوف والجمعة: فإذا استقبل المسلم ضيوفه عليه أن يلبس أجمل ثيابه، كذلك إذا ذهب لصلاة الجمعة.
• نظافة الثياب: فقد حثّنا النبي على لبس الثياب النظينة المرتبة، وحثنا أيضًا على تمشيط الشعر وترتيبه.
• عدم المشي في حذاء واحدة: فقد حثت السنة الكريمة على عدم المشي بحذاء واحد، فإما أن يخلعها الإثنان، أو يلبسهما الإثنان.

شاهد أيضًا: عند دخولي للمسجد فإني أبدأ برجلي اليسرى.

لماذا كان النبي يحب التيامن

كل ما كان يقوم به النبي صلى الله عليه وسلم هو وحي وإلهام من الله تعالى له، وقد قيل أن النبي كان يحب الفأل الحسن لأن أصحاب اليمين هم أهل الجنة، ولأن الشيطان يحب التياسر في جميع شؤونه وأموره، والبدء باليمين في جميع الأعمال الصالحة لفضل اليمين في الشعور في القوة، وفي الشرع لأنها مندوبة، والبدء في اليمين يكون فيما لم يعهد فيه المقارنة بخلاف غسل الوجه ومسح الأذنين، ففي هذه الحالة نستخدم كلتا اليدين، فلا يجوز استخدام اليسرى سوى لأي شيء مستقبح، ولا يأبى أمر النبي صلى الله عليه وسلم إلا كل مسلم عاصٍ متكبّر.[7]

شاهد أيضًا: حكم تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال في اللباس

فوائد التيامن

من أهم فوائد التيامن الدينيّة نذكر الآتي:[8]

• التيامن من أدلة الإيمان، وحُسن الإنصياع لأوامر الله تعالى، فكل عمل يقوم به المؤمن هو دليل على إيمانه، وبرهان على حبه لدينه ونبيه صلى الله عليه وسلم.
• التيامن فيه القوة والبركة والخير.
• أنه من حسن الإتّباع، لأن إتباع أوامر الله ونيه ليست فقط دعوى نلهج بها بألسنتنا ليل نهار، إنما هو التزام على خُطى النبي الكيرم في أقواله وأعماله بدقة متناهية وتطبيق دائم.
• أنه من تعظيم شعائر الإسلام، فالمسلم يمتاز عن غيره بإظهار شعائر دينه وتعظيمها لا يتردد في ذلك ولا يخجل، وقد وعد الله تعالى عباده الذين يعظّمون شعائره بالثواب العظيم والأجر الكبير، بل وعدّها نوع من تقوى القلوب.
• فيه مخالفة لأهل الشرك، لأن شعار أهل الشرك والكفر استعمال  الشمال، مما يؤكّد على ضرورة مخالفتهم، كما حثتنا الأحاديث النبوية الشريفة بذلك، فإذا كانوا مصرّين على مخالفة دين الحق، فمن باب أولى أن يكون المسلم حريصًا على مخالفتهم لأنهم يحبون التياسر.
• فيه مرضاة للربّ، ومحبة للنبي صلى الله عليه وسلم، فالإيمان لا يكون بالتمني بل بالتحلّي بأخلاق الإسلام وتوقيرها في القلب وصدق العمل بها.

شاهد أيضًا: حكم الأكل باليد اليسرى محرم أو مكروه

في نهاية مقالنا نكون قد تعرّفنا إلى حكم التيامن في اللباس وهو سنّة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتعرّفنا إلى فوائد التيامن، ولماذا كان النبي يحب التيامن، والأمور التي يستحب بها التيامن، والأمور التي يستحب ها التياسر.