صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان

صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان

صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان هو ما سنقوم بتوضيحة وذكره من خلال سطور هذا المقال، فإنَّ عباد الرحمن هم العباد الذين آمنوا بالله تعالى وحسُنت صفاتهم وأخلاقهم وأعمالهم، وقد بيَّن لنا القرآن الكريم صفات هؤلاء الناس من خلال بعض الآيات في سورة الفرقان، ومن خلال هذا المقال سنسلط الضوء على التعريف بسورة الفرقان، كما سنذكر صفات عباد الرحمن الواردة فيها، ونعدد بعض صفات المؤمنين في القرآن.

سورة الفرقان

سورة الفرقان هي أحد السور المكية بالإجماع، والتي تحتوي على سبع وسبعون آية كريمة، ترتيبها بحسب المصحف العثماني الخامسة والعشرون، سُميت بهذا الاسم بسب ذكر كلمة الفرقان في آياتها والتي تعني التفريق بين الحق والباطل والفرقان هو اسم سُمي به القرآن الكريم، وليس لهذه السورة اسم آخر تُعرف به، وسورة الفرقان هي من السور العظيمة التي تحتوي على الكثير من المقاصد، وتتحدث في آياتها عن توحيد الله تعالى وإثبات نبوة رسول الله، وكذلك تُوضِّح مدى عظمة القرآن الكريم وإعجازه.[1]

صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان

ذكرت سورة الفرقان من خلال آياتها اهم صقات عباد الرحمن والتي تشتمل على التواضع والخوف من الله تعالى وخشيته، وعدم أداء شهادة الزور، والخوف من عذاب جهنم، وتقوى الله تعالى، والابتعاد عن الكذب، وغيرها من الصفات التي سنقوم بشرح كل منها بشكل تفصيلي.[2]

التواضع

فإنَّ التواضع وعدم التكبر في المشي أو القول أو التعامل مع الآخرين هو من أهم صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان وأولها ذكرًا، وقد وردت هذه الصفة في قوله تعالى: “وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا”[3]، وإنَّ ذكر التواضع في هذه الآية الكريمة يترافق مع ذكر الأرض، حيث أنَّ الدفن في تراب الأرض هو المصير الذي سيؤؤول إليه كل إنسان، وإنَّ من تذكَّر هذا المصير فلا شكَّ في تخليه عن خلق التكبر والتحلي بالتواضع، كما إنَّ التواضع هي صفة تزيد الإنسان جمالًا وقدرًا.

الخوف

فإنَّ الخوف من سوء المصير وعذاب نار جهنم هو صفة من صفات الرحمن، فعلى الرغم من كونهم من العباد الصالحين المتهجدين الساجدين الراكعين، إلا أنَّهم يدعون الله تعالى دائمًا أن يقبل أعمالهم ولا يردها إليهم خائبة، وأن يُبعج عنهم سوء المصير، ويسألونه الحماية والوقاية من نار جهنم، فإنَّ عذابها عظيم، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: “وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا”[4].

التهجد

إنَّ التهجد إلى الله تعالى والصلاة في الليل هي من الأعمال الصحالة ذات الأجر العظيم، حيث أنَّ ترك النوم ودفء الفراش والقيام للصلاة والوقوف بين يدي الله تعالى هو أمرٌ يخلو من أي مظهر من مظاهر الرياء في العمل، بل يكون ذلك خالصًا صادقًا لوجه الله تعالى، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: “وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا”[5]، كما إنَّ الخشوع في صلاة الليل يكون أكبر وأكثر.

عدم الإسرف

إنَّ الاعتدال في أمور الحياة وعدم المبالغة في الإسراف والاندماج في ملذاتها وطيباتها ومُغرياته هو أحد صفات المؤمنين الصالحين، وكذلك فإنَّهم لا يُبالغون ي التقتير على أنفسهم، فيحرّمون ما أحل الله لهم، بل إنَّ أمور حيانهم قائمة على الاعتدال والوسطية، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: “وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا”[6].

الابتعاد عن الشرك

فإنَّ الشرك هو من أعظم الذنوب وأكبرها وهو الذنب الذي يغفر الله تعالى ما دونه من الأمور ولكنه لا يغفر لفاعله، وإنَّ عباد الله الصالحين يبتعدون كل ابعد عن الشرك أو مظاهره أو ما يُؤدي إليه، ولا يعبدون أو يقصون إلهًا آخر مع الله عزَّ وجل، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: “وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ”[7]، وإنَّ هذه الآية الكريمة تدل على براءة عباد الله من مظاهر الشرك التي كانت تنتشر بكثرة قبل ظهور الإسلام.

الابتعاد عن القتل

إنَّ قتل الإنسان لنفس بغير حق هو أمر من الكبائر العظيمة، فقد حرَّم الله تعالى قتل النفس بغير سبب أو بغير نفس، كما حرَّم قتل النفس المُسلمة إلا لثلاث حالات أساسية وهي ترك الدين ومفارقة الجماعة، والثيب الزاني، والنفس بالنفس، وإنَّ عباد الله يبتعدون عن هذه الكبيرة ويتجنبون القتل بغير حق، وذلك ورد في قوله تعالى: “وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ”[8].

عدم الزنى

إنَّ الزواج من الأمور التي أحلها الإسلام وجعلها السبيل لتنظيم الغرائز الإنسانية، وكذلك حرَّم الزنى وعدَّه من الكبائر التي يجب تجنبها وعدم الاقتراب منها، وإنَّ عباد الله الصالحين هم من نزّهوا أنفسهم عن الزنا وابتعدوا عنه، والتزموا بأوامر الله وابتعدوا عن الذنوب التي تُؤدي إلى غضبه وسخطه، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: “وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا”[9].

الابتعاد عن شهادة الزور

حيث أنَّ الكذب من الذنوب العظيمة التي تُؤدي بالإنسان إلى الضلال والإثم، وإنَّ شهادة الزور هي أعظم وأشد إثمًا، لأنَّ الشهادة يجب أن تكون صادقة ليس فيها أي كذبويكون الهدف منهاإظهار الحقيقة وإثباته وتحقيق العدالة، وإنَّ شهادة الزور فيها عون للباطل وإنكار للحق، وهو أمر يبتعد عنه عباد الله، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: “وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا”[10].

التوبة إلى الله

إنَّ عباد الله الصالحين يتصفون بسرعة التوبة إلى الله تعالى، والتوجه له بالاستغفار وطلب المغفرة عند القيام بالذنوب أو الزلات، فلا يُصرون على المعصية أو الذنب الذي يقومون به، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: “إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا”[11].

تقبّل الموعظة

إنَّ عباد الله الصالحين يقبلون الموعظة والنصح، ويأخذون العبرة من كل ما يجري حولهم من الأحداث وكل ما يسمعون من الامور، وإنَّ أهم ما يتعظ به العباد المؤمنين كلام الله تعالى، فإن سمعوا آيات الله لم يُعرضوا عنها أو يتجاهلوها بل ذلك يزبد فيهم الموعظة والخشوع، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: “وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا”[12].

شاهد أيضًا: كم عدد صفات المؤمنين .. وما هو جزاء المؤمنين في الآخرة

سبب ذكر صفات الرحمن في سورة الفرقان

إنَّ سورة الفرقان هي من السور التي عملت على بيان عدد من المحاور الأساسية المُهمة وهي توحيد الله تعالى وإثبات نبوة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وبيان إعجاز القرآن الكريم، وإنَّ ختام هذه السورة العظيمة كان فيه وصف لعباد الرحمن الصالين وبيان أخلاقهم، وإنَّ في ذلك تسلية لرسول الله بوجود فئة المؤمنين الصالحين الذين يُثني الله عليهم لاتّباعهم النهج السليم الذي يدعو إليه الرسول، وكذلك فيه بيان لصفة وحال المؤمنين في عهد الرسول والذي ينطبق على المؤمنين في كل وقت وحين إلى يوم القيامة، والله أعلم.[13]

صفات المؤمنين في القرآن

بعد بيان صفات المؤمنين في سورة الفرقان، شننتقل لذكر بعض صفات المؤمنين الأخرى في القرآن الكريم، فقد خصَّ الله تعالى المؤمنين بالكثير من الصفات، والتي نذكر منها:[14]

  • الحفاظ على الصلاة والخشوع فيها، والحفاظ على الصلاة في وقتها.
  • الاعراض عن اللغو في الحديث.
  • حفظ الفروج إلا على الأزواج أو ما ملكت أيامنهم.
  • المحافظة على أداء الزكاة والإنفاق من المال.
  • أداء الأمانات وعدم نكرانها.
  • عدم الاقتراب من كل أمر لم يحله الله تعالى.
  • الصبر على العبادة، والصبر على البلاء وشدائد الحياة.

شاهد أيضًا: صفات المؤمنين في سورة المؤمنون

بعد ذكر بعض صفات المؤمني التي وردت في القرآن الكريم نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي عرَّف بسورة الفرقان، وذكر صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان، وشرح كل منها بالتفصيل، كما ذكر مناسبة ذكر هذه الصفات في نهاية سورة الفرقان.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , مقاصد سورة الفرقان , 15/01/2022
  2. ^ alukah.net , صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان , 15/01/2022
  3. ^ سورة الفرقان , الآية 63.
  4. ^ سورة الفرقان , الآيات 65، 66.
  5. ^ سورة الفرقان , الآية 64.
  6. ^ سورة الفرقان , الآية 67.
  7. ^ سورة الفرقان , الآية 68.
  8. ^ سورة الفرقان , الآية 68.
  9. ^ سورة الفرقان , الآية 68.
  10. ^ سورة الفرقان , الآية 72.
  11. ^ سورة الفرقان , الآيات 69، 70.
  12. ^ سورة الفرقان , الآية 73.
  13. ^ alukah.net , المناسبات في سورة الفرقان , 15/01/2022
  14. ^ islamqa.info , صفات عباد الرحمن وأهل الإيمان , 15/01/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *