قصة اصحاب الاخدود للاطفال

قصة اصحاب الاخدود للاطفال، هي قصة حقيقية، وقعت قبل زمن النبوة أخبر عنها الرسول الأمين الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، بوحيٍ من الله عز وجل، لكي يأخذوا منها الدروس والعبر، وفي هذا المقال سنتحدث عنها ومن هم أصحاب الأخدود، وتفاصيلها، وفي أي سورة وردت هذه القصة العظيمة، وماهي العبر والدروس التي نتعلمها منها.

قصة أصحاب الأخدود في القران

ورد ذكر اصحاب الاخدود، في سورة البروج، وقد قدمت لنا هذه السورة إحدى صور الصراع بين الحق والباطل، بين الإيمان والكفر، بين التوحيد والشرك؛ فلنتأمل الآيات، قال الله تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ*وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ*وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ*قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ*النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ*وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ *وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ).[1]

قصة اصحاب الاخدود للاطفال

قصة اصحاب الاخدود  هي أحد أكثر القصص الإسلامية الممتلئة بالدروس والعبر، وفيما يلي قصة اصحاب الاخدود لنتعرف عليها:[2]

الفتى والملك

كان هناك ملك كافر، وله ساحر فلما تقدم العمر بالساحر طلب هذا الساحر من الملك أن يحضر له فتى، لكي يعلمه السحر، فلبى الملك طلب الساحر، وأحضر فتى ذكي لكي يتعلم السحر، وفي أثناء قدوم الفتى للساحر رأى راهب متعبدًا، يؤمن بالله تعالى فأعجب الفتى بما يقوله، وأصبح يمر إليه كل يوم أثناء ذهابه إلى الساحر، وبقي هكذا لفترة يسمع كلام الساحر الكافر ويسمع كلام الرهب المؤمن، وكان في حيرة أيهما على حق، وبينما هو كذلك مر يومًا على قرية فرأى دابه تسد طريق المارة، فأخذ حجرًا، وقال يالله إن كان الراهب أحب اليك من الساحر فقتل الدابة، فألقى الحجر وماتت الدابة، فذهب الفتى الى الراهب واخبره بما حصل، فقال له الراهب: أنت أصبحت أفضل مني، فإن حصل لك ابتلاء في يوما ما، فلا تخبر أحدا عني، وظل الغلام يدعوا إلى الله عز وجل، ويشفى الناس من الأمراض بإذن الله، فسمع بهذا أحد المقربين من الملك، وكان أعمى فجمع الكثير من الهدايا، وأحضر هذا الفتى واعطاه الهدايا لكي يشفيه، فأخبره الفتى أنه ليس هو من يشفي بل الله عز وجل، فدعوا الله أن يشفيكن فدعى وشفي جليس الملك، فعلم الملك بهذا وغضب غضبا شديدا، فدعى الغلام، وعذبه عذابا شديد، فأخبر هذا الفتى عن الراهب من شدة التعذيب، وعندما جاء الراهب قال له الملك ارجع عن دينك، فمتنع الراهب فقتله الملك، وحاول الملك قتل الفتى ولكنه لم يستطع فأمر بإلقاءه في النهر، فغرق جنود الملك ونجى الغلام، وأمر بالقاءه من جبل، فسقط جنود الملك ونجى الفتى، فقال الفتى للملك لن تستطيع قتلي إلا إذا فعلت ما أقواله، بأن تأخذ سهمًا وتقول: باسم الله ثم ترميني به، ففعل الملك ماقاله الفتى، فمات الفتى.

اصحاب الاخدود والملك

عندما رأى الناس ماحصل مع الملك والفتى، امنوا بالله فورًا لهول ماحدث، وعلموا أن الذي حديث ماهو إلا معجزة من الله عز وجل، فغضب الملك غضبا شديدًا، فأمر جنوده بحفر حفرة كبيرة واشعال النار فيها، وأن يلقوا بها هؤلاء الناس، بدأ الجنود ينظمون المؤمنين صفوفًا ليلقوهم في النار إلا من عاد إلى عبادة الملك، وكان من بينهم امرأة تحمل طفلها الرضيع، فترددت في أن تلقي نفسها في النار، فعند ذلك حدثت المعجزة، فقد أنطق الله الطفل الرضيع، فقال: اصبري يا أماه فإنك على الحق، فألقت نفسها في النار، من شدة ايمانها بالله عز وجل، وسيجزي الله تعالى اصحاب الاخدود، بما صبروا جنات النعيم، وقد سموا بأصحاب الأخدود؛ لأن الأخدود هي الحفرة في الأرض.

عبر من قصة اصحاب الاخدود

هي قصة مليئة بالعبر والدرس، وفيما يلي بعضًا منها:

• أنه يجب على المسلم أن يصبر، ويتحمل في سبيل اقامة الدين.
• أن توحيد الله عز وجل، من أهم مايملكه الإنسان المسلم.
• صدق معجزات الله سبحانه وتعالى وقدرته العظيمة على تسخير كل مافي الأرض من جن وانس ودواب.
• قد يمد الله الظالم بظلمه، ويعطيه من خيرات الدنيا، ولكن هذا لايعني أنه على حق، وقد يبتلي المسلم بأشد البلاء فعليه بالصبر، وحسن الظن بالله فالله يصنع المعجزات لعباده المؤمنين.
• أن أشد التعذيب مايكون بالنار، ولهذا حرم الله سبحانه وتعالى التعذيب بها.

وبهذا نكون قد عرضنا قصة اصحاب الاخدود للاطفال بأسلوب سهل ميسر، فبينا قصة الملك مع الفتى، ومع اصحاب الاخدود، و بينا في أي سورة من القران وردت هذه القصة، وبينا الفوائد والدروس، والعبر التي يمكن تعلمها من قصة اصحاب الاخدود.