كيف اصلي صلاة القيام في رمضان وما هو فضلها

كيف اصلي صلاة القيام في رمضان حيث تعرف صلاة قيام الليل بأنها صلاة النفل من بعد فعل صلاة العشاء، وتستمر حتى طلوع فجر اليوم الثاني الذي يليه وتتضمن صلاة القيام لصلاة الوتر راتبه بعد صلاة العشاء والتراويح في شهر رمضان الكريم، وتعد صلاة القيام من السنن المؤكدة، وقد كان قيام الليل مفروضًا من قبل أن يتم فرض الصلوات الخمس، لذا يهتم موقع محتويات بالتعرف على كيفية صلاة القيام في شهر رمضان الكريم.

كيف اصلي صلاة القيام في رمضان

يتم صلاة القيام مثنى مثنى أي يتم صلاتها ركعتين ركعتين وأي نافلة يتم صلاتها بعد العشاء تسمى قيام الليل، ولكن جرى تسميتها بين الناس في رمضان على أنها صلاة التراويح وقد سن أداؤها جماعة في المساجد، وقد استدل العلماء على سنية صلاة التراويح من خلال قول النبي -صلى الله عليه وسلم- عليكم بقيامِ الليلِ؛ فإنَّه دَأْبُ الصالحينَ قبلَكم، وهو قُرْبةٌ إلى ربِّكم، ومَكْفَرةٌ للسِّيِّئاتِ، ومَنْهاةٌ عن الإثمِ (وذلك بإجماع أهل العلم على سنية قيام الليل، ومنهم ابن حجر والإمام النووي وابن عبد البر.

اقرأ أيضاً: الفرق بين التراويح وقيام الليل

عدد ركعات صلاة القيام في رمضان

صلاة قيام الليل لا تنحصر بعدد معين من الركعات حيث قال الله -عز وجل- في كتابه بصيغة مطلقة “والذين يبيتون لربهم سجدًا وقيامًا” فإن الله جل وعلا لم يحدد أي عدد معين لصلاتها، وقد ورد عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يزيد عن 11 ركعة، وقد ورد أيضا أن رسول الله كان يصلي عدداً آخر غير الأحد عشر في قولها “كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُوتِرُ مِن ذلكَ بخَمْسٍ”.

وقد استدل جمهور الفقهاء من الشافعية والحنفية والحنابلة بأن عدد الركعات في صلاة التراويح هي عشرون ركعة مستدلين بذلك على ما عمله سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حينما جمع الناس وصلوا عشرين ركعة. أما بالنسبة للمالكية، فإنهم يرون أنه يجوز صلاة التراويح بعشرين ركعة أو ست وثلاثين ركعة، وقد استدلوا بذلك على فعل سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما.

اقرأ أيضًا: كم عدد ركعات قيام الليل في العشر الأواخر

متى يبدأ وقت صلاة القيام في رمضان وأفضل وقت لها

تبدأ صلاة القيام في أول يوم من أيام شهر رمضان المبارك، وتبدأ بعد غروب أول ليالي الشهر المبارك، ويستمر أداء صلاة القيام حتى اليوم الأخير من شهر رمضان المبارك، ولا يتم صلاتها في اليوم الأخير من شهر رمضان، وتكون صلاة القيام من بعد صلاة العشاء إلى قبل صلاة الفجر.

وتجوز صلاة قيام الليل في أي وقت من الليل سواء في أوله أو وسطه أو حتى آخره،  فقد قال أنس -رضي الله عنه- ما كنَّا نشاءُ أن نرى رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- في اللَّيلِ مصلِّيًا إلاَّ رأيناهُ، ولاَ نشاءُ أن نراهُ نائمًا إلاَّ رأيناه (ويكون أفضل أوقاتها في الثلث الأخير من الليل؛ حيث إن الله جل وعلا يتنزل إلى السماء الدنيا في هذا الوقت، ويستشعر العبد في هذا التوقيت عظمة الله ورحمته، ويكون أقرب إلى الله، وإلى إجابة الدعاء.

اقرأ أيضًا: طريقة صلاة قيام الليل في رمضان

أعمال يُستحَبّ أداؤها في صلاة قيام الليل في رمضان

هناك الكثير من الأعمال المستحب فعلها إذا أراد الشخص قيام الليل، ومنها ما يلي:

• النية عند النوم للمسلم أن يقوم الليل، وذلك لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- من أتى فراشَهُ وَهوَ ينوي أن يقومَ فيصلِّيَ منَ اللَّيلِ، فغلبتْهُ عينُهُ حتَّى يصبحَ كتبَ لَهُ ما نوى وَكانَ نومُهُ صدقةً عليْهِ من ربِّه).
• النوم على طهارة، وفي وقت باكر من بعد صلاة العشاء ليستيقظ المسلم نشيط.
• يستحب للمسلم الاستزادة في الركوع والسجود في الصلاة عند الصلاة.
• على المسلم أن يستفتح صلاته بركعتين خفيفتين لقول الرسول صلى الله عليه وسلم إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ويسلم بعد كل ركعتين.
• على المسلم أن يستريح بعد كل أربع ركعات، ويجب استغلال هذا الوقت قراءة القرآن أو الصلاة الفردية أو السكوت.
• يجب تخصيص المسلم لنفسه عدداً من الركعات معينة.
• يستحب أن يطيل المسلم في صلاة القيام بحسب استطاعته.
• تكون صلاة القيام في المسجد جماعة أفضل، ويجوز أيضًا صلاتها منفردًا في البيت أو جماعة.
• يرتل المسلم في قراءة القرآن، ويحسن من صوته.
• تدبر المسلم ما يقوم بقراءته من آيات القرآن، ويحاول المسلم البكاء في صلاته، فإن لم يستطع فإنه يتباكى.
• الإكثار من الدعاء وخاصة في وقت السحر، سواء كان هذا الدعاء داخل الصلاة أو خارجها، وذلك لقول الرسول الله صلى الله عليه، وسلم “في اللَّيلِ ساعةٌ لا يوافِقُها رجلٌ مسلمٌ يسأَلُ اللهَ خيرًا مِن الدُّنيا والآخرةِ إلَّا أعطاه إيَّاه”.

ما يُكرَه في صلاة قيام الليل في رمضان

من الجدير بالذكر أن صلاة قيام الليل من السنن المؤكدة المستحبة، ولكن قد نهى الرسول من قيام الليل كله، فقد ورد عن عائشة -رضي الله عنها- أنها ما رأت الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقوم طول الليل.

فضل قيام الليل في رمضان

من أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله جل وعلا في هذا الشهر الكريم هو قيام الليل والتعبد في الليل أفضل من الأنهار، كون هذه العبادة مستورة عن أعين بالبشر، كون بها مجاهدة للنفس على أن يترك المسلم النوم حيث قال الله عز -عز وجل- كتابه إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا، وَأَقْوَمُ قِيلًا وأفضل وقت في الليل هو اخره، وقد قال رسولنا الكريم صلى-صلى الله عليه وسلم- قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفر لهُ ما تقدَّم من ذنبهِ، وتكون صلاة التراويح من أحد أسباب مغفرة الذنوب، ومن صلى قيام الليل مع الإمام إلى أن ينتينتهيب الله له قيام الليل كاملا حيث قال الرسول الكريم إنَّ الرَّجلَ إذا صلَّى معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ حسبَ لَه قيامُ ليلةٍ).

اقرأ أيضًا: كان أكثر دعاء النبي في العشر الأواخر

ماذا يقرأ في صلاة قيام الليل في رمضان

يؤدي المسلم فيها ركعتين ركعتين مثلما كان يفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- ويتلو فيها سورة المسلم الآيات القرآنية الكريمة بحسب ما تيسر له، ويستحب عند القراءة أن يستعيذ الشخص بالله عند الآيات التي بها وعيد ويسأل الله رحمته في الآيات التي بها رحمة، ويجب أن يخشع في السجود والركوع، وأن يسبح في الآيات التي بها تسبيح، وتكون ركعة الوتر إما ركعة واحدة أو ثلاث ركعات أو خمس ركعات أو سبع ركعات أو تسع ركعات، وتنتهي صلاة القيام بانتهاء صلاة الوتر، ويجوز أن يصلي المسلم ما يشاء من الركعات بأن تكون الصلاة ركعتين ركعتين، ولا يعيد المسلم صلاة الوتر مرة من جديد قد روى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال “لا وتران في ليلة”، ومن أكثر الأقوال المستحبة في صلاة القيام ما يلي:-

عن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه: (أنَّه باتَ عند ميمونةَ أمِّ المؤمنينَ رَضِيَ اللهُ عَنْها، وهي خالتُه، قال: فاضطجعتُ على عُرضِ الوسادةِ، واضطجع رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- وأهلُه في طولِها، فنامَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- حتى انتصَف اللَّيلُ، أو قَبْله بقليلٍ، أو بَعدَه بقليلٍ، ثم استيقظَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فجَلَس، فمَسحَ النومَ عن وجهِه بيدِه، ثم قرأَ العشرَ آياتٍ خواتيمَ سورةِ آل عمران، ثم قامَ إلى شَنٍّ مُعلَّقة، فتوضَّأ منها فأحسنَ وُضوءَه، ثم قامَ يُصلِّي. قال عبدُ اللهِ بنُ عبَّاس رَضِيَ اللهُ عَنْهما: فقمتُ، فصنعتُ مثلَ ما صنَع، ثم ذهبتُ فقُمتُ إلى جَنبه، فوضَعَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يدَه اليُمنى على رأسي، وأخَذَ بأُذني اليُمنى يَفتِلُها بيدِه، فصلَّى رَكعتينِ، ثم ركعتينِ، ثم ركعتينِ، ثم ركعتينِ، ثم ركعتينِ، ثم ركعتينِ، ثم أَوْتَرَ، ثم اضطجع حتَّى جاءَه المؤذِّنُ، فقام فصلَّى ركعتينِ خفيفتينِ، ثم خرَج فصلَّى الصُّبحَ).

اقرأ أيضًا: كيفية اغتنام العشر الأواخر من رمضان

دعاء صلاة قيام الليل في رمضان

من أكثر الأدعية المستحب قولها في قيام الليل في رمضان ما يلي.

اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معـصيتك، ومن طاعـتك ما تبلّـغـُـنا به جنتَـك، ومن اليقـين ما تُهـّون به عـلينا مصائبَ الدنيا، ومتـّعـنا اللهم بأسماعِـنا وأبصارِنا وقـواتـِنا ما أبقـيتنا، واجعـلهُ الوارثَ منـّا، واجعـل ثأرنا على من ظلمنا وانصُرنا على من عادانا، ولا تجعـل مصيبـتَـنا في ديـننا، ولا تجعـل الدنيا أكبرَ هـمِنا ولا مبلغَ علمِنا ولا إلى النار مصيرنا، واجعـل الجنة هي دارنا، ولا تُسلط عـلينا بذنوبـِنا من لا يخافـك فينا، ولا يرحمـنا يا رب العالمين، اللـهم أصلح لنا ديـنـَنا الذي هـو عـصمةُ أمرِنا، وأصلح لنا دنيانا التي فـيها معـاشُنا، وأصلح لنا آخرتـَنا التي إليها معادن، واجعـل الحياة زيادةً لنا في كل خير، واجعـل الموتَ راحةً لنا من كلِ شر، الـلهم إنا نسألُك فعـلَ الخيرات، وتركَ المنكرات، وحبَ المساكين، وأن تغـفـر لنا وترحمنا وتتوب علينا، إذا أردت بقـومٍ فـتنةً، فـتوَفـنا غـير مفـتونين، ونسألك حبَـك، وحبَ مَن يُحـبـُـك، وحب عـملٍ يقـربنا إلى حـبـِك، يا رب العــالمـين.

هكذا؛ يكون قد تم التعرف على إجابة سؤال كيف أصلي صلاة القيام في رمضان؛ حيث إن صلاة قيام الليل أو التراويح من الصلوات الهامة في رمضان، فيسعى المسلمون جميعًا للحفاظ عليها للتقرب إلى الله عز وجل.