ما هي عملية القلب المفتوح

ما هي عملية القلب المفتوح

ما هي عملية القلب المفتوح؟ وهل تعتبر من العمليات الخطيرة على حياة المريض، بدايةً وقبل كل شيء تعد أمراض القلب واضطراباته من المشاكل الخطيرة التي قد تواجه الإنسان، وتؤثر على صحته ونوعية حياته بشكل واضح، وقد ساعدت العلميات الجراحية القلبية على إنقاذ حياة آلاف المرضى ذوي الحالات المتقدمة، فما هي عملية القلب المفتوح؟ هذا ما ستتم الإجابة عنه في هذا المقال من خلال موقع محتويات وذلك من خلال السطور القادمة.

ما هي عملية القلب المفتوح

تُعرف عملية القلب المفتوح بأنها عبارة عن إجراء جراحي على العضلة القلبية لإصلاح مشاكل تشريحية أو وظيفية فيها وذلك عند إثبات عدم فعالية الطرق المحافظة المختلفة، سُميت عملية القلب المفتوح بهذا الاسم؛ نظرًا لحاجة الجراح إلى فتح الصدر وإجراء شق طولي في عظم القص الذي يعتبر العظم الأساسي والمركزي في الجدار الأمامي للصدر، قد يلجأ بعض الجراحين لإجراء العمل السابق بأقل رض نسيجي ممكن فيقومون بإجراء فتحة جانبية وليست مركزية في جدار الصدر، ويصلون إلى العضلة القلبية من خلال الأضلاع الأمامية، وعلى الرغم من تقدم الطب وبروز العديد من الأسماء الخبيرة في مجال الجراحة القلبية، إلا أن عملية القلب المفتوح لا تزال من العمليات الخطيرة التي تمتلك نسبة فشلاً ووفيات غير قليلة.[1]

شاهد أيضًا: تجربتي مع ضعف عضلة القلب

أسباب عملية القلب المفتوح

بعد الإجابة عن سؤال ما هي عملية القلب المفتوح سيتم التطرق إلى أهم الأسباب التي قد تدفع الطبيب لإجراءاها، أي أن هناك حالات خاصة للقيام بعملية القلب المفتوح إذ لا يمكن اعتبارها عملية تقليدية إطلاقًا، ومن أهم هذه الأسباب:[2]

إصابات الصمامات

يمكن أن تصاب الصمامات القلبية بالعديد من الاضطرابات لدرجة قد تؤثر معها على وظيفة العضلة القلبية وكفاءتها على ضخ الدم إلى مختلف أجهزة الجسم وأعضائه، وهنا لا بد من التداخل الجراحي لصلاح الصمام وإنقاذ المريض، ومن الجدير بالذكر بأن الإصابة قد تحدث عن حساب أي صمام من صمامات القلب الأربعة (الصمام التاجي والصمام الأبهري والصمام مثلث الشرف والصمام الرئوي) دون استثناء، ولكن تبقى إصابة الصمام الأبهري هي الأخطر.

تضيق الأوعية الإكليلية

يعتبر تضيق الأوعية الإكليلية من الإصابات القلبية التي تزداد شيوعًا مع تقدم عمر المريض وزيادة سنّه، كما يؤهب نمط الحياة غير الصحي وتراكم الكوليسترول والشحوم الدسمة داخل الجسم للإصابة بالتضيق الجزئي أو الكامل في الشرايين السابقة، ومن الجدير بالذكر بأن الشريان الإكليلي الأيسر مسؤول عن تروية 80% من العضلة القلبية، وبالتالي فإن الإصابة المتقدمة فيه تتطلب التداخل الجراحي السريع والإسعافي لإنقاذ حياة المريض ووقايته من الإصابة بذبحة صدرية أو احتشاء في العضلة القلبية.

الاضطرابات الخلقية

تعتبر الاضطرابات الخلقية من أشيع أسباب إجراء عملية القلب المفتوح للأطفال حيث يولد الطفل في هذه الحالة مع قلب مصاب يستدعي التداخل الجراحي فورًا أو بعد بلوغ سنة معينة، ويتعلق وقت إجراء عملية القلب المفتوح بنوع الإصابة وحالة المريض الصحية وقدرة جسمه على التحمل والمقاومة، وتتنوع الاضطرابات الخلقية القلبية من الفتحة بين الأذينتين إلى الفتحة بين البطينين ورباعي فالو بالإضافة إلى المزيد من الإصابات الأقل شيوعًا.

شاهد أيضًا: ما هي اسباب نغزات القلب وطرق علاجها بالتفصيل

مخاطر عملية القلب المفتوح

في سياق الإجابة عن سؤال ما هي عملية القلب المفتوح سيتم ذكر أهم المخاطر والمضاعفات الناتجة عن عملية القلب المفتوح، فعلى الرغم من أهمية هذه العملية، إلا أنها محفوفة بالمخاطر؛ نظرًا لكون القلب من الأعضاء الحساسة والمهمة في الجسم، ومن أهم هذه المضاعفات:[3]

مضاعفات عاجلة

تشير المضاعفات العاجلة إلى المشاكل التي يمكن أن يعاني منها المرض خلال 72 ساعة التالية للعملية، وهي ليست خطيرة على وجه العموم إلا أنها تتطلب بعض الوقت، إذ تزول بشكل تدريجي، ومن أهمها:

  • الاضطرابات الهضمية مثل الإمساك حيث يعاني 80% من المرضى من الإمساك بعد إجراء العملية السابقة بسبب كثرة المسكنات الموصوفة.
  • تغير لون الجلد المحيط بالشق الجراحي إلى الأحمر ثم إلى الأزرق بشكل تدريجي، كما قد يلحظ المريض تورم الأنسجة وانتفاخها في مكان العمل الجراحي.
  • تشنج العضلات الموجودة في جدار الصدر بسبب الألم والشدّة المرافقة للشق الجراحي، ويمكن علاج ذلك عن طريق مسكنات الألم والمرخيات العضلية الموضعية والعامة.
  • التعب والإرهاق التالي للعملية حيث يحتاج المريض إلى الراحة في السرير لفترة يقررها الطبيب المعالج.
  • تغيرات عادات المريض الطعامية، فقد يصاب بفقدان في الشهية ويرفض تناول الطعام خلال اليوم الأول التالي للعمل الجراحي.
  • عدم قدرة المريض على النوم لساعات متواصلة دون قلق حيث يعاني بعض المرضى من الأرق بعد الخضوع للعملية السابقة.
  • الاضطرابات النفسية الناتجة عن الألم والحاجة للبقاء في السرير لفترة، فيشعر المريض بالضجر والاكتئاب، ويصبح سيئ المزاج وسريع الغضب مما قد يؤثر على علاقاته الشخصية والاجتماعية.

مضاعفات آجلة

تشير المضاعفات الآجلة إلى الأعراض التي تظهر على المريض بعد مدة من إجراء العمل الجراحي إذ يُطلق عليها البعض بالمضاعفات طويلة الأمد، ومن الجدير بالذكر بأن هذه المضاعفات أكثر تأثيرًا على حياة الإنسان مقارنةً بالمضاعفات العاجلة، ومن أهمها:

  • اضطرابات النُظم القلبي: تعبر اضطرابات النظم القلبية من أخطر المضاعفات التالية للعمل الجراحي، وهنا لا بد من استشارة الطبيب على الفور للحصول على العلاج المناسب.
  • الحوادث الوعائية: يمكن القول بأن السكتة الدماغية ليست نادرة بعد العمليات الجراحية، ولذلك ينبغي على المريض تناول مميعات الدم بانتظام ودقة.
  • النزف الدموي: قد ينزف الجرح بعد ثلاثة أيام من إجراء العملية مسببًا خسارة المريض لكميات كبيرة من الدم، وهنا يجب نقل الدم المناسب إلى المريض بسرعة وفعالية عند الحاجة.
  • نقص تروية العضلة القلبية: يمكن أن تنتج تروية العضلة القلبية عن إصابة أحد الأوعية الدموية المغذية للقلب أثناء القيام بالعمل الجراحي مما قد يسبب التليف التدريجي للجزء المصاب وفقدانه لوظيفته.
  • اندحاس القلب: يعتبر اندحاس القلب من المصطلحات الغريبة وغير المعروفة إذ يشير إلى امتلاء الغلاف المحيط بالقلب بكميات من الدم تمنع تقلص العضلة القلبية واسترخائها كما يجب.
  • الاضطرابات العظمية: تنتج الاضطرابات العظمية عن المشاكل الناتجة أثناء التحام عظم القص أو الأضلاع الجانبية، وتترافق هذه الحالة مع القيام بالأعمال البدنية المجهدة باستمرار.

ما مدى خطورة عملية القلب المفتوح

بعد مناقشة جواب السؤال ما هي عملية القلب المفتوح سيتم التطرق إلى مدى خطورة هذه العملية التي تعتبر من التقنيات الجراحية الدقيقة والخطيرة في الوقت ذاته، وتتلخص خطورة عملية القلب المفتوح بأنها قد تسبب الوفاة المفاجئة الناتجة عن المضاعفات والاختلاطات بعد العمل الجراحي، ويجب التنويه بأن الوفاة قد تحدث دون سابق إنذار لدى هؤلاء المرضى، على الرغم من نجاح العملية وخبرة الطبيب الجراح.[4]

شاهد أيضًا: اسباب سرعة نبضات القلب وضيق التنفس وطرق علاجها والوقاية من حدوثها

كم يعيش الإنسان بعد عملية القلب المفتوح

يتساءل الكثيرون عن المدة التي يمكن أن يعشيها الإنسان بعد إجراء عملية القلب المفتوح، وللأسف لا يوجد جواب دقيق على التساؤل السابق، ولكن يمكن القول بأن مريض الاضطرابات القلبية يعيش حوالي 10 سنوات وسطيًا بعد إجراء العمل الجراح إذ تختلف هذه المدة باختلاف عمر المريض وحالته الصحية ومقدار الإصابة القلبية لديه وكيفية تأثيرها على باقي أجهزة الجسم.

وهنا ينتهي المقال حيث تمت الإجابة عن سؤال ما هي عملية القلب المفتوح، كما تم التطرق إلى أسباب إجراء عملية القلب المفتوح والمخاطر المتعلقة بها، وأخيرًا تم ذكر مدى خطورة العملية السابقة والمدة التي يمكن أن يعيشها الإنسان بعد عملية القلب المفتوح.

المراجع

  1. ^ medlineplus.gov , Open heart surgery , 17/07/2022
  2. ^ my.clevelandclinic.org , Open Heart Surgery , 17/07/2022
  3. ^ heartsurgeryinfo.com , Common Complications Following Open Heart Surgery , 17/07/2022
  4. ^ hopkinsmedicine.org , Surprising Spike in Postoperative Cardiac Surgery Deaths May Be an Unintended Consequence of 30-Day Survival Measurements , 17/07/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *