متى تصلى صلاة الاوابين

متى تصلى صلاة الاوابين وما حكمها في الشّريعة الإسلاميّة، وهل ورد ذكر وقت محدد لها في السُّنة النّبويّة، وإن ورد فيها شيءٌ ما فما هو عدد الرُّكعات الجائزة لهذه الصّلاة، أسئلة كثير ة تُطرح حول صلاة الاوابين، ومن أجل ذلك أفردنا هذا المقال للإجابة عن استفساراتكم.

صلاة الأوابين هي صلاة

صلاة الأوابين هي صلاة الضّحى عند أكثر الفقهاء، ولقد شرع الله -سبحانه وتعالى- الكثير من العبادات التي يتقرّب بها العبد إلى ربه، واستنّ النّبي -عليه الضّلاة والسّلام- العديد من النّوافل  إلى جانب الفرائض، ومن تلك الصلوات المسنونة صلاة الضحى أو صلاة الأوابين كما ثبت تسميتها عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام، وما جاءت تسميتها بأكثر من مسمى؛ إلا للإشارة إلى مكانتها وفضلها العظيم عند الله سبحانه وتعالى، وفي هذه الصلاة تزكيةٌ للجسم وصدقة عنه ففيها الكثير من البركة.[1]

شاهد أيضًا: هل صلاة الضحى كل يوم

متى تصلى صلاة الاوابين

تصلى صلاة الأوابين بعد شروق الشمس،فيبدأ وقت صلاة الأوابين إذًا من ارتفاع الشمس قيد رمح واستمرارها في الوقوف إلى ما قبل الزوال بنحو ربع أو ثلث ساعة، ولكم من أفضل أوقات صلاتها عندما تشتدّ حرارة الشمس أي ما قبل صلاة الظهر بساعةٍ أو ساعتين وهذا هو الأفضل، فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم: “خَرَجَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ علَى أَهْلِ قُبَاءَ وَهُمْ يُصَلُّونَ، فَقالَ: صَلَاةُ الأوَّابِينَ إذَا رَمِضَتِ الفِصَالُ”،[2][3] وقيل أن الفصال هي صغار الإبل، وأخذت كلمة رمضت من الرمضاء فهي التُّربة الساخنة، فيكون معنى الحديث هنا أنّه إذا اشتدّ الحرّ وسخنت التربة لتصبح الفصال غير قادرة على الوقوف على الرمال أو التربة لشدة سخونتها عندها يكون وقت صلاة الأوابين أو الضحى.[1]

شاهد أيضًا: وقت صلاة الضحى من ارتفاع الشمس قدر رمح إلى

معنى صلاة الأوّابين

بعد أن أشرنا إلى أنّه من الأسماء التي تُسمّى بها صلاة الضحى هي صلاة الأوابين، وقد سُميت بصلاة الأوابين؛ وذلك لأنّ النفس في وقت الضحى وهو الوقت الذي تشتد فيه حرارة الشّمس وتركن فيه النّفس البشرية إلى الدِّعة والراحة والاسترخاء، فتُصرف النّفس في هذا الوقت إلى عبادة الله -سبحانه وتعالى- ورضى الرحمن وهذا العمل من صفات الأوّابين والمؤمنين الرّاجعين إلى ربهم، وقد روى أبو هريرة أنّه قال: قال النّبي عليه الصلاة والسلام: “لا يحافظ على صلاة الضحى إلّا أواب، وهي صلاة الأوابين”، وهو حديثٌ رواه ابن خزيمة والحاكم، وقد حسنه الألباني في صحيح الجامع.[1]

عدد ركعات صلاة الأوابين

لقد أجمع الفقهاء وأهل السّنة والجماعة إلى أنّ أقل عدد ركعات صلاة الضّحى أو الأوابين هي ركعتان، لكنهم اختلفوا في أكثرها على عدّة أوجه فهناك من أكثرها ثمانية، في حين قال آخرون أن أكثرها اثنتا عشرة ركعة، وإلى جانب ذلك قال فريق آخر لا حدّ لأكثرها، وسيرد تفصيل ذلك في المذاهب الأربعة ما يأتي بيان ذلك:[4]

• المالكيّة والشافعيّة والحنابلة: ذهب كلٌّ من الفقهاء الثّلاثة إلى أنّ أقلّ صلاة الضّحى أو الأوابين ركعتان وأكملها ثمانية، لما رُوِي من حديث أم هانىء رضي الله عنها: “أنَّه رَأَى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى غَيْرُ أُمِّ هانِئٍ فإنَّها قالَتْ: إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ بَيْتَها يَومَ فَتْحِ مَكَّةَ، فاغْتَسَلَ وصَلَّى ثَمانِيَ رَكَعاتٍ، فَلَمْ أرَ صَلاةً قَطُّ أخَفَّ مِنْها، غيرَ أنَّه يُتِمُّ الرُّكُوعَ والسُّجُودَ“.[5]
• الحنفيّة والشّافعيّة: ولقد ذهب كلٌّ منهما إلى أنّ أكثرها اثنتا عشر ركعة وقد استندوا بهذا لحديثٍ روي عن الرّسول صلى الله عليه وسلم بأنّه قال: “من صلَّى الضُّحى ثنتي عشرةَ ركعةً بنى اللَّهُ لهُ قصرًا من ذهبٍ في الجنَّةِ”،[6] إلّا أنّه يجدر بنا الإشارة إلى أنّ هذا الحديث ضعيف ولكن هناك بعض العلماء كابن عابدين قد أجاز العمل في فضائل الأعمال بالأحاديث الضّعيفة.
• المالكية:  فقد ذهب المالكية إلى كراهة صلاة الضّحى فوق ثماني ركعات هذا إن صلاها بنية صلاة الضّحى، وقد ذكروا أن أوسط صلاة الضحى هي ست ركعات.

شاهد أيضًا: كيفية صلاه الضحى بالخطوات

فضل صلاة الأوابين

لقد ورد عن النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- الكثير من الأحاديث في فضل صلاة الضّحى والحثّ عليها، وإن دلّ هذا على شيء فهو يدلّ على فضل صلاة الضحى وأهميتها الكبيرة في حياة المسلم، فقد قال الصحابيّ الجليل أبو هريرة رضي الله عنه: “أَوْصاني خليلي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بثلاثٍ: صيامِ ثلاثةِ أيَّامٍ من كلِّ شهرٍ، وركعتي الضُّحى، وأنْ أُوتِرَ قبل أن أرقُدَ”، ومن فضائل صلاة الضُّحى ما يأتي:[4]

• صدقة الجسم: تسد صلاة الضحى الصدقة عن جميع مفاصل الجسم، فجسم الإنسان يحتوي قرابة ثلاثمائة وستون مفصلًا وكل مفصل يلزمه صدقة شكرًا لله تعالى على هذه النعم، وصلاة الضحى تسد الصدقة عنها جميعًا.
• يبنى بيت في الجنة: فمن صلى اثني عشر ركعة من صلاة الأوابين أو الضحي، فإن الله -سبحانه وتعالى- يبني له قصرًا في الجنة، وقد جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: “من صلى الضحى اثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصرًا في الجنة”.
• ينال فيها أجر الصّدقة: فقد ثبت عن النّبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “يُصبح على كلّ سُلامى من أحدكم صدقة؛ فكلّ تسبيحة صدقة، وكلّ تحميدة صدقة، وكلّ تهليلة صدقة، وكلّ تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المُنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضّحى”.
• حماية الله للعبد وكفايته: فإن من يحافظ على صلاة الضّحى يكون في حفظ الله تعالى، فكِفاية الله -تعالى- للمُحافظين على صَلاةِ الأوابين أو الضحى ثابتةٌ في السّنة النّبويّة، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه أنّ الله تعالى قال: “ابن آدم، اركع لي من أول النّهار أربع ركعات أكفِك آخره”.

صلاة الأوابين بعد المغرب

لقد شاع عند الكثيرين أنّ صلاة الأوابين هي ركعاتٌ مسنونةٌ ما بعد صلاة المغرب وقل صلاة العشاء، ولكن يجب الإشارة إلى أنّ هذا القول ليس بصحيح ولم يثبت عن النّبي عليه السّلام، ولكن يستحب الصلاة ما بين صلاة المغرب وصلاة العشاء، فسنة المغرب هي سنة مؤكدة وهي ركعتان بعد المغرب، وفي حال صلى زيادة ركعتين أو أربع ركعات أو ست ركعات فهذا كله طيب وحسن ومن أوجه العبادة، ولكن ما يسمى بصلاة الأوابين، هي صلاة الضحى عند اشتداد الحر في الضحى كما أسلفنا، أما الصّلاة التي بين المغرب والعشاء والتي تسمى بالأوابين فكل الأحاديث التي وردت فيها هي أحاديث ضعيفة.[7]

وفي نهاية مقال متى تصلى صلاة الاوابين، تبيّن أنّها تصلى في الوقت الذي يشتد فيه الحر من فترة الضّحى، كما أنّنا تحدّثنا عن فضل صلاة الضّحى وعدد ركعاتها في حال أقلها وأكثرها كما وردت عند الفقهاء.