ملوثات البيئة وطرق معالجتها

ملوثات البيئة وطرق معالجتها

ملوثات البيئة وطرق معالجتها، يتعرض العالم اليوم إلى عدّة أشكال من التلوث، والتي تؤدي إلى حدوث العديد من الأضرار البيئيّة، وإلى الكثير من المشكلات الصحيّة الخطيرة، كما أن الأسباب المؤدية إلى التلوث عديدة، وغالبًا ما تكون ناتجة عن الممارسات البشريّة، فكيف يمكن الحد من ملوثات البيئة، وما هي ملوثات البيئة وطرق معالجتها، وأبرز أسباب التلوث البيئي؛ ستقدم المقالة تفسيرًا وتوضيحًا لها.

التلوث وأنواعه

يعرف التلوث أيضًا بالتلوث البيئي، وهو عبارة عن إضافة أي مادة صلبة أو سائلة أو غازية أو أي شكل من أشكال الطاقة؛ كالحرارة، والصوت، والنشاط الإشعاعي، إلى البيئة، لكن بمعدلات تفوق القدرة الاستيعابية لها، مما يؤدّي إلى مشكلات بيئيّة تعرف بالتلوث، ويتم تصنيف التلوث البيئي إلى ثلاثة أنواعٍ رئيسةٍ وهي؛ تلوث الهواء، وتلوث الماء، وتلوث التربة، وحديثًا توجه المجتم الحديث إلى أنواع جديدة من التلوث مثل؛ التلوث الضوئي، والتلوث البلاستيكي، والتلوث الضوضائي، وبمختلف أنواعها فهي تؤثر سلبًا على صحة الإنسان، والحياة البيئيّة والبريّة كافّة.[1]

شاهد أيضًا: من هو المتضرر من تلوث البيئة

ملوثات البيئة وطرق معالجتها

ينتج التلوث البيئي بشكلٍ رئيسٍ بسبب إدخال المواد الضارة الناتجة عن الملوثات إلى البيئة، أمّا الملوثات؛ فهي عبارة عن شوائب ومخلفات مختلفة ناتجة عن الأنشطة البشرية، والعوامل الطبيعيّة، وبدورها تؤدّي إلى التلوث البيئي، ووفقًا لقاموس WordWeb فإن تعريف الملوثات هو؛ نفايات تلوث الماء، والهواء، والتربة، لكن ما هي ملوثات البيئة وطرق معالجتها موضحة في ما يلي:[2]

مركبات الكربون الكلورية الفورية

تعد غازات مدمرة لطبقة الأوزون الواقية، ويتم استخدامها في، صناعة العطر، والمنتجات المعلبة، والبخاخات، وتعد مركبات خفيفة، فهي أخف من وزن الهواء، مما يؤدّي إلى صعودها إلى الغلاف الجوي، وتعد ملامستها لطبقة الأوزون سببًا في زيادة خطر دخول الأشعيّة الكونيّة المسببة للسرطان للإنسان ،وتدهور نمو النباتات البحرية، والبرية.

الميثان

يعتبر المكون الرئيس للغاز الطبيعي، لا يعد بحد ذاته ضارًّا بالبيئة، لكن بالرغم من ذلك، فهو أحد الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وعند تفاعله مع ثاني أكسيد الكربون في وجود بخار الماء، فإنه يعمل على امتصاص حرارة الإشعاع الصادرة عن الشمس، وهذا يؤدّي إلى حبس الحرارة الزائدة في الغلاف الجوي، والتي تسهم في الاحتباس الحراري، وتغير المناخ، ومن ناحية أخرى، فإن تربية المواشي تعمل على إطلاق غاز الميثان إلى الغلاف الجوي أيًان ومع ازدياد الطلب على صناعة اللحوم فهذا يزيد من إطلاقه، وبالتالي؛ زيادة التلوث البيئي.

شاهد أيضًا: اعلى الغازات نسبة في الغلاف الجوي هو غاز

أول أكسيد الكربون

يعد أحد أكثر الملوثات فتكًا، ويتم انتاجه في العديد من الممارسات البشرية؛ كالتدخين، والآلآت، والمعدات التي تعمل بالوقود  في الصناعات المختلفة، فهو ينتج بسبب الاحتراق الغير كامل، يؤثر أحادي أكسيد الكربون على التنفس، ويعد من أحد أشهر أسباب الوفيات المرتبطة بحالات الاختناق في المنازل.

أكاسيد النيتروجين

توجد عدة انواع من أكاسيد النيتروجين الضارة بالبيئة، تتكوّن هذه الأكاسيد في الغلاف الجوي؛ عند اتحاد النيتروجين مع الأكسجين عند درجات الحرارة العالية، وتمتلك أكاسيد النيتروجين رائحة مزعجة جدًّا، إضافة إلى تلويثها المباشر  للهواء، وتكوين الأمطار الحمضيّة التي تؤدّي إلى الوفاة المبكرة، والمضاعفات الصحيّة.

ثاني أكسيد الكبريت

يعد المكون الرئيس للمطر الحمضي، والذي ينتج عنه تآكل الأسطح، والعديد من الاطضرابات الصحية، يتشكل عند حدوث أكسدة لمركب الكبريت، بحيث يتفاعل ثاني أكسيد الكبريت مع الأكسجين والأكاسيد الكيميائية الأخرى، ويتحول مع مياه الأمطار إلى مطر حمضي.

البلاستيك

يعتبر أحد أكثر الملوثات البيئيّة شيوعًا، كما ويمتلك أكبر التأثيرات على البيئة، وذلك بسبب وفرة المواد البلاستيكية في شتى أنحاء العالم، واستخدامها الواسع، بحيث أدّى تأثيرها إلى صياغة مصطلح التلوث البلاستيكي، وذلك لأن معظم البلاستيكيات المستخدمة يتم رميها بدلًا من إعادة استخدامها، مما يؤدّي إلى تلوث الماء، والهواء، والحياة البيئيّة كافّة.

شاهد أيضًا: كيف يتلوث الهواء وما هي مصادر تلوث الهواء وأضرارها

الزئبق

يتم إطلاقه في البيئة بسبب أنشطة التعدين، والتخلّص الخاطئ من العناصر أو المواد المصنوعة منه أو التي تحتوي عليه، كالبطاريات؛ التي تشكل المصدر الرئيس للزئبق، ويعد الزئبق عنصرًا خطيرًا يصعب اكتشافه، بسبب قدرته على تغيير حالته بسهولة، كما يؤدي الاستنشاق المباشر له إلى الوفاة.

الأوزون الأرضي

من اسمه؛ فهو يتكون فوق سطح الأرض مباشرة، ويعد شديد التهيج، وعديم اللون، ينتج عند حدوث تفاعل كيميائي ضوئي بين المركبات العضوية المتطايرة، وأكاسيد النيتروجين في وجود الشمس، يرتبط التعرض له بارتفاع خطر الإصابة بالربو، ومشكلات الجهاز التنفسي، وأحيانًا الوفاة المبكرة، كما أنّه يعمل على تقليل إنتاجيّة المحاصيل، ويسرّع عمليّة تآكل الطلاء والدهانات.

النترات

عبارة عن شكل معقد من عناصر النيتروجين، والأكسجين، ويرتبط بتلوث الماء، وذلك بسبب إلقاء فظلات الطعام، وفضلات الحيوانات، والأسمدة الغير عضويّة في المياه، ويؤدّي تركيزه المفرط في المسطحات المائيّة إلى حدوث التخثث، وهو عبارة عن عامل يسهم في تلوث المجاري المائيّة، وأيضًا موت الحياة المائيّة.

عوادم السيارات

يتم استخدام الوقود الأحفوري في السيارات، مما يؤدّي إلى إطلاق مركبات الكربون، والجسيمات إلى الغلاف الجوي، وبالتالي؛ تلوث الهواء، كما أن أصوات الزامور، والانذار، والأصوات العالية التي تطلقها المركبات تعد من ملوثات الضوضاء.

اليورانيوم

يرتبط هذا المعدن بصورة مباشرة؛ بالتلوث الإشعاعي، وذلك لأنه شديد النشاط الإشعاعي، وكما يمكن أن يسبب تعرض البشر له إلى الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، والشيخوخة المبكرة، والوفاة المبكرة، ومشاكلات الخصوبة، والتداخل مع وظائف الدماغ الطبيعية.

المركبات العضوية المتطايرة

تتحول هذه المركبات بسهولة إلى غاز أو بخار، ويتم إطلاقها غالبًا بسبب؛ احتراق البنزين، والخشب، والغاز الطبيعي، والفحم، وتشمل المصادر الأخرى لها؛ المخففات، والدهانات، والسجائر، والمذيبات، والمواد الحافظة للأخشاب، ومعطرات الهواء، والمفروشات، وآلات النسخ، والطابعات، والمنظفات، والمبيدات الحشرية، والمطهرات، كما تتفاعل هذه المركبات مع أكاسيد النيتروجين في الغلاف الجوي؛ مما يؤدّي إلى تكوين الأوزون على مستوى الأرض، والضباب الدخاني.

شاهد أيضًا: فوائد وجود طبقة الاوزون في الغلاف الجوي

مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور

يمثل مركب الكلور العضوي، والذي كان يستخدم في وقت سابق، وعلى نطاق واسع؛ كسائل مبرد، وعازل في الأدوات الكهربائية، وفي سوائل نقل الحرارة، وورق النسخ الغير كربوني، وتعد هذه المركبات من الملوثات الخطيرة جدًّا، وذلك لأن المواد الكيميائية تسبب السرطان، وتؤثر سلبًا على حياة الأسماك، والحيوانات البرية.

الأسمدة الكيماوية

مع زيادة عدد السكان، فقد ازداد الطلب على المواد الخام ، ووفقًا لمصادر أخرى يمكن القول بأن الطلب قد تضاعف تقريبًا في غضون بضع سنوات فقط، لذلك؛ ومن أجل مواكبة متطلبات السوق الحالية، يجب أن تكون الإمدادات كافية منها، بحيث تتناسب مع الاحتياجات المطلوبة، وهذا بدوره أدّى إلى ظهور الأسمدة الكيماوية.

يعد الاستخدام ضمن الكميات المحددة منها، عاملًا يسهم في تحسين خصوبة التربة، لكن يعد الإفراط في استخدامها سببًا لإفساد توازن درجة الحموضة في التربة، مما يؤدّي إلى تلوث التربة، ومن الممكن بأن تتسرب إلى المياه الجوفيّة وتعمل على تسمم الماء، ومن ناحية أخرى قد تصبح جزءًا من الجريات السطحي، وتختلط مع ماء البحيرات أو الأنهار، مما يؤدّي أيضًا إلى تلوث الماء، وبالتّالي؛ اضطراب التوازن البيئي، والتأثير سلبًا على البيئة المائيّة، وعلى صحّة الإنسان.

إغراق مدافن النفايات

يعد الإفراط في إغراق مدافن النفيات أحد أكثر العوامل مساهمة في التلوث، وبمختلف أنواعه، حيث إن ويادة عدد سكان العالم، أدّى إلى زيادة كميّة النفايات المنتجة، وبالتالي زيادة الطلب على مكبات النفايات أو مدافن النفايات، وبالرغم من الرائحة الكريهة والمزعجة التي تسببها، إلا إن المواد السامة التي تطلقها النفايات تعد أكثر ضررًا على المياه، والتي تؤدّي إلى تلوثه.

شاهد أيضًا: ما الذي يمكن أن يقلل من كمية المادة العضوية الملقاة في مواقع دفن النفايات

طرق معالجة ملوثات البيئة والتحكم بها

توجد العديد من الطرق التي تسهم معالجة ملوثات البئية، أو على الأقل التحكم بها، إليك بعضًا من هذه الطرق ما يلي:[3]

  • تصحيح المصدر: يقصد بها منع تكوّن ملوثات الهواء، وتقليل انبعاثها من المصدر نفيه، وهذا تقريبًا ما بنطيق على الصناعات، التي تعد المصدر الرئيس لتلوث الهواء، ويمكن تحقيقها من خلال:
    • استخدام الوقود المنخفض بالكبريت.
    • استخدام الغاز الطبيعي بدلًا من الوقود التقليدي عالي التلوث كالفحم.
    • استبدال المواد الخام بمواد أقل خطورة وضررًا.
    • استخدام تقنيات معدلة للتحكم في الاشعاعات والانبعاثات الصادرة عن الصناعة.
    • غسل الفحم قبل سحقه للتقليل من انبعاثات الرماد المتطاير.
  • معدات مكافحة التلوث: يمكن التقليل من تلوث الهواء إلى بدرجة كبير، عن طريق إجراء تعديلات مناسبة في المعدات الموجودة، مثل:
    • صيانة المعدات والآلآت بشكل دوري.
    • استبدال أفران الموقد المفتوحة بأفران أكسجين أساسية أو أفران كهربائية يتم التحكم فيها
    • صيانة أجهزة التحكم في الملوثات الغازية.
    • صيانة أجهزة التحكم بملوثات الجسيمات.
    • الضغط على صهاريج تخزين البترول للتقليل من فقد أبخرة الهيدروكربون.
  • انتشار الملوثات في الهواء: يعتبر التخفيف من كميّة الملوثات في الغلاف الجوي منهجًا آخر للتحكم في تلوث الهواء، ويمكن تحقيق ذلك عن طريق:
    • استخدام المداخن الطويلة التي تخترق طبقات الغلاف الجوي العليا.
    • تشتيت الملوثات بحيث يتم تقليل مستوى التلوث الأرضي.
  • الغطاء النباتي: تسهم النباتات في التحكم في تلوث الهواء من خلال استخدام ثاني أكسيد الكربون، وإطلاق غاز الأكسجين، في عملية البناء الضوئي، مما يساعد في تنقية الهواء، لذلك ينصح بغرس العديد من الأشجار، وزراعة النباتات في المناطق القريبة من تجمعات الملوثات.
  • تقسيم المناطق: يقصد بها تقسم المدينة إلى أجزاء يتم فيها إبعاد الملوثات كالمناطق الصناعيّة، وأماكن تجمعها عن المناطق السكنيّة.

طرق للحد من التلوث البيئي

بعد الحديث عن ملوثات البيئة وطرق معالجتها، من المهم التوجه للحديث عن بعض الطرق الفرديّة والنصائح التي تساعد في تقليل التلوث، وتشمل:[4]

  • استخدام وسائل النقل العام.
  • الحرص على عدم انسكاب الوقود.
  • التأكد من إحكام غطاء الغاز.
  • استخدم الدهانات، ومنتجات التنظيف الآمنة بيئيًا.
  • التقليل من استخدام الأخشاب.
  • إعادة تدوير النفايات، والتقليل منها.
  • الحد من استهلاك الوقود.
  • تجنب حرق القمامة والنفايات.
  • التقليل من استخدام المعدات التي تعمل بالغاز أو بالوقود.

شاهد أيضًا: طرق المحافظة على البيئة .. بحث كامل عن المحافظة على البيئة

أضرار تلوث الهواء

يشكل التلوث المستمر للهواء، العديد من المخاطر والأضرار السلبيّة على الطبيعة، وعلى صحّة الإنسان العامة، ومن برز هذه الأضرار ما يلي: [5]

  • الاحتباس الحراري.
  • تغير المناح.
  • الأمطار الحمضيّة.
  • الضباب الدخاني.
  • تدهور الحقول والأراضي الزراعيّة.
  • انقراض بعض أنواع الحيوانات.
  • مشكلات صحيّة في الجهاز التنفسي.
  • تدهور مواد البناء، والبنية التحتيّة.
  • الحساسية الكيميائية.
  • تلف الجلد.

شاهد أيضًا: ما هو الاحتباس الحراري .. أسباب وأضرار الاحتباس الحراري

وفي الختام، تكون السطور السابقة قدمت توضيحًا مفصلًا عن التلوث وأنواعه، وعن ملوثات البيئة وطرق معالجتها، وأشارت إلى أبرز الطرق التي يمكن من خلالها الحد من التلوث البيئي، بالإضافة إلى بعضًا من أضرار التلوث على البيئة، وعلى حياة الإنسان وصحته.

المراجع

  1. ^ britannica.com , Pollution , 07-01-2021
  2. ^ conserve-energy-future.com , Various Environmental Pollutants and Their Terrible Effect on Our Environment , 07-01-2021
  3. ^ yourarticlelibrary.com , 5 Effective Methods to Control Air Pollution (explained with diagram) , 07-01-2021
  4. ^ epa.gov , Actions You Can Take to Reduce Air Pollution , 07-01-2021
  5. ^ tecamgroup.com , 10 Serious Effects of Air Pollution on the Environment , 07-01-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *