من الائتمام أن يفعل المؤتم الفعل

من الائتمام أن يفعل المؤتم الفعل

من الائتمام أن يفعل المؤتم الفعل، هو عنوان هذا المقال، وحيث أنَّ صلاة الجماعة واجبة على الرجال في الصحيح من أقوال العلماء،[1] فإنَّه ينبغي للمسلم تعلَّم أحكام الإئمامة لتكون صلاته صحيحة، لذلك نضع بين أيديكم هذا المقال والذي سيتناول عدة موضوعات تختصُّ في أحكام الائتمام والإمامة، كما سيتمُّ ذكر حكم أخذ الأجرة على الإمامة، وفي الختام سيتمُّ بيان حكم الاقتداء بالإمام الذي لا يلحن بقراءة سورة الفاتحة، وفيما يأتي ذلك:

من الائتمام أن يفعل المؤتم الفعل

هناك عدد من الأحكام التي لا بدَّ للمؤتمِّ أن يفعلها لتكون صلاته واقتداءه بإمامه صحيح، ومن هذه الأحكام أن يفعل المؤتمَّ الفعل من غير مخالفةٍ لإمامه ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّما جُعِلَ الإمامُ ليؤتمَّ به، فإذا كبَّر فكبِّروا، وإذا قرأَ فأَنصِتوا، وإذا قال: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ، فقولوا: آمِينَ، وإذا ركَع فارْكعوا، وإذا قال: سمِعَ اللهُ لِمَن حمِدَه، فقولوا: اللهمَّ ربَّنا ولك الحمد، وإذا سجَد فاسجدُوا، وإذا صلَّى جالسًا، فصلُّوا جلوسًا أجمعينَ”.[2] ولا بدَّ من التنبيه إلى أنَّه إذا أخطأ الإمام في صلاته فإنة لا يلزم المأموم متابعة إمامه، ولا يترتب على ذلك بطلان صلاته،[3] وسيتمُّ فيما يأتي ذكر بعض الأحكام المتعلقة بالائتمام:

شاهد أيضًا: حكم الابتداء بالنافلة إذا أقيمت الصلاة

حكم تخلُّف المأموم عن الإمام بركن

اختلف أهل العم في حكم تخلِّف المأموم عن إمامه بركنٍ بغير عذر على قولين، فذهب الحنفية والشافعية إلى عدم بطلان صلاته، وهي أيضًا رواية عن الإمام أحمد، وذهب الحنابلة إلى بطلان صلاة من تأخر عن إمامه بركنٍ بغير عذر، ودليله في ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّما جُعِلَ الإمامُ ليؤتمَّ به”،[4] ووجه الدلالة من ذلك أنَّ الائتمام يقتضي متابعة المأموم لإمامه، فلا يجوز له المقاربة ولا المسابقة ولا المخالفة.[5]

شاهد أيضًا: من فوائد صلاة الجماعة توادِّ المسلمين وتآلفهم

حكم مسابقة المأموم إمامه في تكبيرة الإحرام

إذا كبَّر المأموم تكبيرة الإحرام قبل إمامه، لم يصحَّ اقتدائه بالإمام، وهذا متفقٌ عليه بين الأئمة الأربعة، ودليلهم في ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “فإذا كبَّر فكبِّروا”،[6] حيث أنَّ الأمر بالتكبير هنا جاء عقب تكبير الإمام، أمَّا إذا كبَّر معه في ذات اللحظة فإنَّ صلاته لا تنعقد أصلًا عند المالكية والشافعية والحنابلة، كذلك يحرم مسابقة الإمام بركنٍ من أركان الصلاة كالركوع والسجود، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “صَلَّى بنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ أقْبَلَ عَلَيْنَا بوَجْهِهِ، فَقالَ: أيُّها النَّاسُ، إنِّي إمَامُكُمْ، فلا تَسْبِقُونِي بالرُّكُوعِ ولَا بالسُّجُودِ، ولَا بالقِيَامِ ولَا بالانْصِرَافِ، فإنِّي أرَاكُمْ أمَامِي ومِنْ خَلْفِي، ثُمَّ قالَ: والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لو رَأَيْتُمْ ما رَأَيْتُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا ولَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا قالوا: وما رَأَيْتَ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: رَأَيْتُ الجَنَّةَ والنَّارَ”،[7] وبناءً على ذلك يُمكن القول بأنَّ من الائتمام أن يفعل المؤتم الفعل من غير مسابقةٍ لإمامه.[8]

شاهد أيضًا: حكم تكبيرة الإحرام في الصلاة

حكم سبق المأموم إمامه إلى الركن

اختلف الأئمة الأربعة في حكم صلاة المأموم إذا سبق إمامه إلى الركن، فذهب الحنفية والمالكية والشافعية إلى عدم بطلان صلاة المأموم، لقلة المخالفة، وذهب الحنابلة إلى بطلان صلاته إلا إذا عاد وأتى بعد إمامه وأدركه في ذات الركن، وهناك رواية عن الإمام أحمد وقولٌ عند الشافعية أنَّ المأموم إذا سبق إمامه إلى الركن متعمدًا بطلت صلاته سواء رجع إلى الركن أم لم يرجع.[9]

شاهد أيضًا: كم عدد أركان الصلاة وما هم بالتفصيل

حكم أخذ الأجرة على الإمامة

في مقال من الائتمام أن يفعل المؤتم الفعل، سيتمُّ الحديث عن حكم أخذ الإمام الأجرة على إمامته، حيث اختلف علماء المذاهب الإسلامية على حكم أخذ الأجرة على الإمامة على قولين، وفيما يأتي تفصيلها:[10]

  • القول الأول: يحرم على الإمام أخذ أجرةٍ على إمامته، قياسًا على الأذان حيث ورد عن عثمان بن أبي العاص الثقفي أنَّه قال: “إنَّ مِن آخِرِ ما عَهِدَ إليَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أنِ اتخِذْ مؤذِّنًا لا يأخُذُ على أذانِه أجرًا“،[11] وإلى ذلك ذهب الحنفية والشافعية والحنابلة.
  • القول الثاني: لا يجوز أخذ الأجرة على الإمامة إلا للحاجة؛ ذلك لأنَّ المحتاج يمكنه أن ينوي العمل لله ويأخذ عليه الأجرة ليسدَّ حاجته، وإلى ذلك ذهب المتأخرين من الحنفية.

شاهد أيضًا: ما حكم ترك الأذان والإقامة عمدًا من الجماعة

حكم الاقتداء بإمامٍ يلحن في الفاتحة

وفي ختام مقال من الائتمام أن يفعل المؤتم الفعل، سيتمُّ بيان حكم الاقتداء بمن يلحن في الفاتحة، ذهب المالكية والشافعية إلى عدم جواز الاقتداء بالإمام الذي يلحن بالفاتحة لحنًا يغيِّر المعنى، لأنَّه لا يكون أهلًا للتحمُّل عن المأموم في هذه الحالة، أمَّا إذا لا يغيِّر اللحن معنى السورة فإنَّه يكره الاقتداء به، لأنَّ الإمامة موضع كمال وهذا الإمام لن يكون موضعًا للكمال، ورغم الكراهة إلَّا أنَّ صلاة المأموم صحيحة؛ إذ أنَّ الإمام في هذه الحالة جاء بفرض القراءة.[12]

شاهد أيضًا: حكم قراءة سورة بعد الفاتحة

من الائتمام أن يفعل المؤتم الفعل، مقال تمَّ في الحديث عن بعض أحكام الإمامة، وأنَّه لا بدَّ من أن يفعل المؤتمَّ الفعل من غير مخالفةٍ لإمامه، كما تمَّ الحديث عن حكم أخذ الأجرة على الإمامة مع التفصيل في أقوال العلماء، وفي الختام تمَّ بيان حكم الاقتداء بإمامٍ يلحن في الفاتحة.

المراجع

  1. ^ islamqa.info , حكم صلاة الجماعة على الرجال , 6-3-2021
  2. ^ صحيح الجامع، الألباني، أبي هريرة، 2359، حديث صحيح
  3. ^ dorar.net , متابعةُ المأمومِ للإمامِ , 6-3-2021
  4. ^ صحيح الجامع، الألباني، أبي هريرة، 2359، حديث صحيح
  5. ^ dorar.net , متابعةُ المأمومِ للإمامِ , 6-3-2021
  6. ^ صحيح الجامع، الألباني، أبي هريرة، 2359، حديث صحيح
  7. ^ صحيح مسلم، مسلم، أنس بن مالك، 426، حديث صحيح
  8. ^ dorar.net , متابعةُ المأمومِ للإمامِ , 6-3-2021
  9. ^ dorar.net , متابعةُ المأمومِ للإمامِ , 6-3-2021
  10. ^ dorar.net , حُكْمُ الاقتداءِ بإمامٍ يلحَنُ في الفاتِحَةِ , 6-3-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *