هل المذي ينقض الوضوء

هل المذي ينقض الوضوء ؟ من الأسئلة الشرعية التي لا بدَّ للمسلمِ أن يكونَ على علمٍ بها، ولا سيما أنَّ كلَّ امرءٍ معرضٍ لنزولِ المذيِ منه، فما هو المذيُ؟ وما الفرقُ بينه وبين المنيِ؟ وهل هو من نواقضِ الوضوءِ؟ وهل يُوجب الغسل؟ وهل نزوله بسببِ المرضِ يُوجبُ الوضوءَ؟ وما هي نواقضُ الوضوءِ؟ وما هي الكيفية المجزئة للوضوءِ؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال.

هل المذي ينقض الوضوء

نعمْ إنَّ المذيَ يعدُّ من نواقضَ الوضوءِ، ودليل ذلك الحديثَ المرويِّ عن الصحابيِّ الجليلِ علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- حيث قال: “كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً وكُنْتُ أسْتَحْيِي أنْ أسْأَلَ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لِمَكَانِ ابْنَتِهِ فأمَرْتُ المِقْدَادَ بنَ الأسْوَدِ فَسَأَلَهُ فَقالَ: يَغْسِلُ ذَكَرَهُ ويَتَوَضَّأُ”،[1] ولا بأس في هذا المقامِ من بيانِ بعض المسائل المتعلقةِ بالمذيِ، وفيما يأتي ذلك:

شاهد أيضًا: خروج المذي بشهوة هل يبطل الصيام

تعريف المذي

يعرَّف المذيُ على أنَّه ماءٌ شفاف رقيقٌ ولزج، يخرجُ من الإنسانِ سواء أكانَ ذكرًا أم أنثى، عند اشتدادِ شهوتهِ وثورانها، وعندَ تذكر الجماعِ، أو إرادته، أو عند النظرِ، وغير ذلك من هذه الأمورِ، ولا بدَّ من التنبيهِ إلى أنَّ هناكَ فرقًا بينَ المذيِ والمنيِ، وفي هذه الفقرة من مقال هل المذي ينقض الوضوء، سيتمُّ ذكرها:[2]

• أنَّ المنيَ يعد طاهرًا، بينما المذيَ نجسًا.
• أنَّ المنيَ ثخينًا، بينما المذيَ ماءٌ رقيقٌ.
• أنَّ المنيَ لونه أبيضٌ وقد يميل إلى الصفرةِ، بينما المذيَ شفافٌ لا لونَ له.
• أنَّ المنيَ يخرجُ دفقًا وعلى دفعاتِ، بينما المذيَ يخرجُ على شكلِ قطراتٍ على رأسِ الذكر.

شاهد أيضًا: هل يجب الاغتسال عند نزول إفرازات الشهوة

هل المذيَ يُوجب الغسل

إنَّ خروجَ المذيِ ليس من موجباتِ الغسلِ؛ إذ أنَّ نجاسته تعدُّ نجاسةً مخففةً، وعلى المسلمِ أن يطهرَ بدنه وثوبه إذا أصابهَ المذيَ، ويكفيه عند الطهارةِ منه أن ينضحَ الثوبَ، وبالرغمِ من أنَّ المذيَ لا يُوجب الغسلَ إلَّا أنَّه يوجوبُ الوضوءَ، بدليل حديثِ علي بن أبي طالبٍ السابقِ ذكره.[3]

حكم الوضوء عند خروج المذي بسبب المرض

تباينت أقوال أهلِ العلمِ إلى حكمِ الوضوءِ من المذيِ الذي يخرجُ بسببِ المرضِ وليس بسببِ الشهوةِ، وفي هذه الفقرةِ سيتمُّ بيان تلكَ الأقوالِ، وفيما يأتي ذلك:[4]

• القول الأول: يجب على المسلم الوضوءَ عند نزولِ المذي منه بسبب المرض، وهذا مذهب أبو حنيفة، والشافعي وأحمد بن حنبل.
• القول الثاني: لا يجب على المسلم الوضوءَ عند نزولِ المذيِ منه بسبب المرضِ، وهذا مذهب الإمام مالك.

تنبيه: ذهب الإمامُ مالك إلى ندبِ الوضوءِ بهذه الحالة وليس وجوبه.

شاهد أيضًا: اسباب الافرازات الشفافة

نواقض الوضوء

هناكَّ عددًا من الأورِ التي تنقضُ وضوءَ المسلمِ، وفي هذه الفقرةِ من مقال هل المذي ينقض الوضوء، سيتمُّ بيانُ تلكَ النواقضِ بشيءٍ من التفصيلِ، وفيما يأتي ذلك:

• نواقضِ الوضوء المتفق عليها
  • الخارج من السبيلينِ سواء أكان غائطًا أم بولًا أم ريحًا أم مذيًا أم منيًا،
  • غيبة العقل أو زواله، سواء أكانَ ذلك بالنومِ أو الإغماءِ أو الجنونِ أو تعاطي المخدراتِ والمسكراتِ.
• نواقض الوضوء المختلف فيها
  • مس الفرج باليدِ من غيرِ حائل.
  • مسِّ المرأةِ.
  • تغسيل الميت.
  • أكل لحم الإبلِ.

شاهد أيضًا: هل سحب الدم ينقض الوضوء

كيفية الوضوء

بعد أن تمَّ بيانُ أنَّ المذي ينقض الوضوء، فلا بدَّ في هذه الفقرةِ من بيانِ كيفية الوضوءِ المجزئةِ، حيث ذكرها الله -عزَّ وجلَّ- في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}،[5] وفيما يأتي ذكرها على شكلِ خطواتٍ:

• نية رفعِ الحدثِ.
• غسل الوجهِ مرةً واحدة.
• غسل اليدينِ إلى المرفقينِ.
• مسح الرأس.
• غسل الرجلينِ إلى الكعبينِ.
• الترتيب بين أعضاء الوضوءِ كما هو مذكورٌ.

شاهد أيضًا: الذنوب التي يُكفرها الوضوء والصلوات الخمس والجمعة هي صغائر الذنوب

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال هل المذي ينقض الوضوء ، حيث تمَّ بيانُ أنَّ المذيَ ناقضٌ من نواقضِ الوضوءِ مع ذكر الدليل الشرعي من السنة النبوية المطهرة، كما تمَّ بيان عددٍ من المسائلِ المتعلقةِ بالمذيِ، ثمَّ تمَّ بيان نواقض الوضوءِ، وفي ختامِ هذا المقالِ تمَّ بيانُ كيفية الوضوء الصحيحة.